أخيراً اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم، إنها أول ثمار الخير الذي حققه وسيحققه مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال مخرجاته والتي مثلت طوق النجاة لإخراجنا من الأزمة التي فرضت علينا طوال السنوات الثلاث الماضية.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم فهذا يعني أننا سنودع المركزية والبيروقراطية ورحلة عمرها سنوات من الجعجعة والطلعة والنزلة من كل بقاع الأرض إلى صنعاء والعودة.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم فهذا يعني المشاركة الحقيقية والفعلية في السلطة والثروة سيمارسها الموطن في كل الأقاليم الستة معلناً بذلك إنهاء نظام الجبايات والذي كانت تدفع فيه المحافظات الملايين والمليارات من الريالات للخزينة العامة لتأخذ الفتات تحت بند البرنامج الاستثماري الذي ما كان منصفاً ولا يعرف أية معان للإنصاف.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم أنها الفرصة الحقيقية لخلق حالة من التعايش بين أبناء محافظات كل إقليم على حدة إنها فرصة حقيقية لأن يعمل أبناء الإقليم الواحد معاً ويتشاركوا في اتخاذ القرارات ويتعلموا من بعض ويتقاربوا وتتقارب آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم ومصالحهم التي لا تعرف إلا طريقاً واحداً تسير فيه ألا وهو طريق البناء والإعمار والتنمية والأمن والاستقرار من أجل خدمة قضاياهم في الإقليم كونه جزءاً من القضايا الخيرة التي تلتقي حولها كل الأقاليم في وطننا اليمني الكبير.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم فهذا يعني أنه سيكون لعدد كبير من المحافظات والتي ظلت لعقود طويلة في خانة محافظات تابعة لمحافظات حاكمة فإن الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة ستمنحهم حق المشاركة في السلطة لأول مرة وحق المشاركة في الثروة لأول مرة بعد أن عانت من أن ما تمتلكه من خير وثروة يذهب أدراج الرياح وهي محرومة من ابسط الخدمات ، الآن الفرصة متاحة أمامها للمشاركة في إدارة شؤونها وفق القانون الذي سيقوم هذه المرة مفصلاً على المصالح العليا للشعب والوطن بعد أن كان القانون سيفاً مسلطاً على رقاب العباد وخادماً لمصلحة الأفراد بأنانيتهم وجشعهم وطمعهم وفسادهم وإفسادهم

الآن.. الآن سيكون بإمكان المواطنين الشرفاء في العديد من المحافظات المنسية أن تذكر وتعوض سنوات حرمانها من حقها وحقوقها وأولها حقهم في الحياة بكرامتهم في ظل عدالة ومساواة وحرية.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم فشكراً للأيادي التي تشابكت والعقول التي تنافست والضمائر التي شعرت واستشعرت مسؤوليتها الوطنية فعملت معاً من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأوصلته إلى بر الأمان بمخرجات ستلبي أماني وطموحات ورؤى شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه.

شكراً للثورة وألف شكر لشبابها ورجالها ونسائها لأنهم من أوقد شعلة التغيير بدمائهم الزكية وبصمودهم العظيم وبصبرهم أمام آليات القتل والتنكيل، صبرهم الذي ما عرفنا قبله صبراً ولا اصطباراً.. والرحمة كل الرحمة لشهدائنا الذين وبفضل تضحياتهم العظيمة عرفنا من هذه الأرض أن التغيير ليس أمراً مستحيلاً وأن انتصار إرادة الشعب الأعزل هي الأقوى من كل ترسانة الطغاة في كل مكان وأي زمان.

اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم .. إنها تجربة جديدة وإرادة جديدة ومشروع وطني عادل .. اليمن دولة اتحادية وهذا يعني توديع دور الفرد لصالح المؤسسة وإنهاء تمجيد الأفراد لمرحلة احترام إرادة الشعب وتحقيق ما يصبو إليه.

اليمن دولة اتحادية فلم يعد للعبارة سيئة الذكر والتي تقول ( اليمن أنا وأنا اليمن) مكان في قاموسنا الوطني الجديد.

اليمن دولة اتحادية فلا مكان للفرد إلا حين يكون جزءاً من خدمة الجماعة ومصالحها الوطنية المشروعة.

اليمن دولة اتحادية فلا مجد إلا للشعب ولا نصر إلا وحققه الشعب ولا مكانة ولا منزلة رفيعة إلا لأبناء هذا الشعب .

اليمن دولة اتحادية بأقاليمها الستة وهذا يعني أن علينا في كل إقليم من الأقاليم الستة أن نقف وقفة رجل واحد لإعادة إعمار أنفسنا وأرواحنا وعقولنا التي جرى تخريبها طوال السنوات التي مضت.

علينا كمواطنين أن نشد الهمة والعزم لإعمار محافظاتنا وأقاليمنا وأن نتعلم من جديد كيف ندير أمور حياتنا وشؤوننا ودولتنا.

اليمن دولة اتحادية .. اليمن تسقط الأفراد وتنبذ عبادة الأصنام فهنيئاً لشعبنا حريته من جديد.

كلمة لابد منها

عظيم التحية وكل المودة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قادنا لتحقيق هذا الإنجاز العظيم، وصدقوا حين قالوا إن الرجال الكبار تظهر معادنهم في المواقف الكبيرة وأنتم يا فخامة الرئيس قد ولدت كبيراً.