تظل الثورة انقلابا حتى تحقق أهدافها، مقولة أميل إلى اعتناقها، إيمانا مني بأن للأولى أهدافا تلامس حياة الناس في قاع المجتمع أبعد من تغيير رأس الحكم الذي يتكفل به الثاني.
في كل ثورة شهدها التاريخ بمراحله المختلفة تظهر ثورات مضادة،المفيد أن هذه المضادات تصبح عامل تحفيز ودفع للثوار كي يتقنوا البناء ويجهدوا أكثر في تدعيم أساساته .
لم يحدث في التاريخ أن حاولت ثورة مضادة تصوير نفسها بأنها هى الثورة وهى حاميتها ورافعة ألويتها وهي المسئولة عن تحقيق مطالبها وأهدافها إلا حديثا في الربيع العربي.
مصر الكنانة مرورا بتونس ثم اليمن، كل الثورات المضادة اعتمرت قبعة جيفارا وهتفت في الشارع بشعارات المنقذين والمتمردين، ويزداد النموذج اليمني فرادة خاصة به فالثورة المضادة شريكة مع الثوار في الحكم وفي ذات الوقت تمارس التخريب على أرض الواقع، تتحاور مع السياسيين في المؤتمرات وتشن الحروب المسلحة في الجبهات.
أيها الثوار في عيدكم الثالث بذكرى الـ 11 من فبراير كونوا أكثر ثورية وتوقدا وتفاؤلا.
اطمئنوا، لن يخرج القطار عن السكة فقد جاوز الخطر ، ولن تعدم السفينة هاديا يبحر بها إلى شاطئ الأمان، كل إرادة الدنيا تجمعت هنا لمساعدتنا على العبور، وكل عيون العالم إلى جانبنا بوصلات مرور.
ستورق الأشجار وتتفتح الأزهار وتنضج الثمار ويعم الخير ربوع الوطن الحبيب.
استمعوا للأمريكية هيلين كيلر وهي تلقي عليكم باقة ورد في يوم عيدكم البهي أيها الثوار:(اجعلوا وجوهكم في اتجاه الشمس ولن تروا الظلال).