نقول هذا ونحمده الآن وفي كل أوان فنحن بني البشر في معظمنا جاحد لا نذكر الله إلا حين تشتد علينا شدائد الدنيا فنقعد ندعوه أن يفك كربنا وينفس علينا ضيقنا ولما نرتاح وتزول همومنا ويفرج كربنا نلتهي بأمورنا وبالدنيا ومتاعها وننسى ذكر الله إلا لماماً.
ففي هذا الزمن الصعب والظروف القاسية وجشع الآدمي الذي فاق كل حد لدرجة صار فيها شعار الآلاف من الناس «أنا ومن بعدي الطوفان» ما أحوجنا لذكر الله وتذكر ما قاله في كتابه العزيز في هذا الظرف، ما أحوجنا أن نتذكر سنة رسوله الكريم سيدنا محمد عليه أفضل السلام وأصدق التسليم أن نسترجع نصائحه لأمته التي تبدأ بشهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. ونؤكد على المحبة والتكافل والرحمة والتراحم والإيمان بأن الرازق هو الله والمانح هو الله والمانع هو الله وأنه كلما زادت وتقوت وقويت علاقتنا بارحم الراحمين وزاد تمسكنا بسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نزع عن قلوبنا الخوف من الغد وودعنا من عقولنا شهوات الدنيا وأذية الخلق.. دعونا نحب بعضنا البعض كأوادم، دعونا نحترم بعض، ونحافظ على بعض ونقف بجوار بعض بما يرضي الله وسنة رسوله الكريم، دعونا نقبل بعض دون تصنيف حزبي أو سياسي أو مناطقي. دعونا نحب وطننا ونعمل من أجل خيره وأمنه واستقراره. دعونا نغسل أرواحنا من رجس الأنانية والانتهازية والتخوين والجرح والتجريح. دعونا نكبر عن صغائر الأمور ونسمو فوق التفاهات ونخلص في أداء عملنا وتأدية مسؤوليتنا ولنعلم جميعا أن كل مال يدخل جيوبنا دون أن نكون قد عملنا وأخلصنا وبذلنا أقصى ما نملك من طاقة ومعرفة تخدم الناس والوطن هو مال لا سمح الله قد يكون مالاً حراماً.
الخلاصة أذكركم وأذكر نفسي أولاً بأن كثيراً من حالات اليأس والجشع والنهب وانتهاز الفرص بالباطل مما يسبب ضرراً للناس وغيرها من الممارسات السيئة مردها إلى ضعف الإيمان بالله وبقضائه وقدره وبابتعادنا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهنا اذكر ما قاله الشاعر الباكستاني الكبير محمد إقبال حيث قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينه
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له قرينا
القتلة
اللهم احفظنا واحفظ وطننا من كل شر، اللهم احفظنا من عبث العابثين ومن جرم المجرمين ومن قتل القتلة الذين لا يرحمون، اللهم احفظنا إنك خير الحافظين.
إنهم قتلة.. كلهم قتلة بصرف النظر عن دوافعهم أو أفكارهم ومعتقداتهم.. إنهم قتلة تأسيساً على الآية الكريمة «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» صدق الله العظيم.
إنهم قتلة كل الذين يفجرون سيارة آدمي فيقتلونه، أو يطلقون رصاصات الغدر على جسد آدمي أمام بيته وعلى مرأى ومسمع زوجته وأولاده وأسرته هم قتلة.. ومن يأمرهم هو قاتل يستحق في الدنيا أشد العقاب وسينال يوم القيامة عقابه عند الله وهو اعدل العادلين.. كلهم قتلة أقلقونا ونغصوا علينا أمننا واستقرارنا وحرمونا الأمن والأمان.
إنهم قتلة وإلا ما هو انجازهم الكبير من قتل الناس وترويع الآمنين.. ما هو انجازهم من العبث بحياة الناس وقتلهم دون وجه حق.
كفى! فقد ضقنا ونفد صبرنا وعجزت بصيرتنا عن فك طلاسم القتلة وكل جرائمهم التي ما عرفت حداً ولا نهاية.
اللهم احفظنا واحفظ وطننا، اللهم إن هذا منكر فأزله يا رب. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.