وينبغي أن يكون من اهتمامات الحكومة في مرحلة ما بعد الحوار ممارسة مهامها تجاه الإعلام غير المسؤول الذي يغرد خارج السرب وخارج المرحلة التوافقية هذا الإعلام المغرض الذي يعمل على زعزعة الثقة بكل ما يحدث من تقدم والتشويش والتشويه لكل ما تقوم به الدولة والحكومة وكأن هذا الإعلام المنفلت من كل ضوابط أخلاقيات المهنة ينتهز الفوضى وعدم الاستقرار في بعض مناطق الوطن وينطبق عليه المثل الشعبي: ( إذا غاب الأسد ترندع الدرين).
ما بعد الحوار يتطلب منا التركيز على تطبيق النقاط العشرين والإحدى عشرة من أجل إعادة الثقة لدى الناس وإشعارهم بأن هناك أمل.
وجدوى من نتائج هذا الحوار وأن الحوار هو أفضل وسيلة حضارية من لغة السلاح والقتل والدمار والعنف والانتحار والإرهاب وعلى الدولة إيصال رسالتها حول مخرجات الحوار إلى كل ناحية وقرية ومنطقة نائية من الأرض اليمنية حتى يستوعب الناس نتائج مجهود الأشهر العشرة من الحوار ويؤمنوا بأن الدولة جادة في مسعاها لصنع مستقبل جديد لهذا البلد الكبير وإقناع الناس بمشروعهم هذا عن طريق الحوار السلمي الذي تنتهجه كافة الدول المتحضرة والمتقدمة ويمكن الاتعاظ من الصراع في دولة عربية شقيقة كسوريا الذي دخل شعبها في صراع منذ ثلاث سنوات وفي الأخير ها هم في جنيف يجلسون حول طاولة حوار ومفاوضات وفي نفس الوقت المعارك على أشدها في كل محافظة وريف من أرض سوريا ولا يصح إلا الصحيح .
ينبغي التركيز عندنا على رفع مستوى التثقيف والمعرفة السياسية بمشاكل البلد لدى كل فرد في بلادنا وعلى وجه الخصوص ابن الريف وابن القبيلة لأن كل مشاكل البلاد نلاحظها تأتي من قبل الأماكن التي تخلو من سيطرة الدولة وفرض هيبتها فيها فأبراج الكهرباء والغاز والنفط والنزاعات القبلية والطائفية يدل على غياب الدولة وعدم قيامها بمسؤولياتها في تلك المناطق النائية والقرى والأرياف.