وكرسي رئاسة التحرير كان زمان مرهوناً بقرار سياسي يمنحه لرجل يمارس السياسة .. أما الآن أو لنقل منذ فترة قد صار كرسي التحرير يمنح بالتأكيد لرجل يفهم في السياسة لكن يفهم في الصحافة أكثر .. فكرسي رئيس التحرير ليس كرسي وجاهة ولا يحزنون.
نقول ذلك لأن صحيفة (14أكتوبر) تحتفل اليوم بالذكرى السادسة والأربعين لتأسيسها وقد عاشت مراحل مختلفة وظروفاً غير عادية ورأس تحريرها رجالات سياسة وإعلام وآخرون لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالإعلام المهم ان الصحيفة حافظت على نفسها وعلى بقائها وعلى استمراريتها ما حافظ النظام الذي تتبعه على بقائه، فالصحيفة .. صحيفة حكومية أولاً وأخيراً .. وقد شهدت من حين لآخر مساحات للديمقراطية تتسع وتضيق بحسب المراحل والظروف المعاشة لكن المساحة الأكبر للديمقراطية التي تعيشها صحيفة (14 أكتوبر) اليوم كانت قد بدأت مع انطلاقة الثورة الشبابية في 2011م، ومستمرة حتى الساعة .. صحيفة (14 أكتوبر) تحتفل بالذكرى الـ46 لتأسيسها فعلينا ان نتذكر أولاً العاملين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في اخراجها بدءاً من عمال المطبعة .. التوزيع، والإعلانات، السكرتارية، الاخبار، التحرير بجميع اقسامه ودوائره ومروراً بمدراء التحرير ونوابهم ووصولا إلى رؤساء التحرير على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمهنية.
فكرسي رئيس التحرير هو كرسي (سلطوي) أي ان الاقرار يأتي من رأس هرم النظام والرجل الأول الذي يملك سلطة القرار والقرار الذي يصدر في كل مرة ينقل رجلاً من كرسي إلى كرسي في أحسن الظروف او من كرسي إلى سرير النوم في البيت، فكل القيادات أتت وذهبت وستأتي من جديد وستذهب لكن رجال أكتوبر من صحفيين وصحفيات وعمال .. الخ هم وحدهم من سيبقون بقاء تراب الأرض، القيادات تزول والشعب هو من يبقى وهو من يختار قياداته على مر الزمن.
فالرحمة على جميع الذين توفاهم الله عز وجل وكل الذين فارقونا جسداً لا روحاً.
وليسامح الله عز وجل كل القيادات وليغفر لها على كل دمعة ذرفها عامل .. أو انة خرجت من صدر مظلوم.
ليسامحنا الله جميعاً على ما فعلناه ..وهنا نتذكر حديث سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام:
(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
الصحيفة الآن
الصحيفة الآن تبذل جهودها للفوز مجدداً بثقة القارئ العزيز التي سوف تدفعه لشرائها مجدداً ليجد فيها ما يحتاجه من معلومات.
الصحيفة اليوم تجتهد في محاولة جديدة لتثبيت أكثر من مائة موظف تم التعاقد معهم منذ سنوات ولم يثبتوا كموظفين رسميين وهو أمر لم يعد بعيد المنال.
الصحيفة اليوم تبدأ جهداً لتقفز فوق ثقافة الخلاف .. والقيال والقال .. وتسمو فوق الولاءات الحزبية لتصبح الصحيفة لسان حال المواطن بإذن الله.
الصحيفة لو تطورت فهذا التطور هو جهد ابنائها أما لو اخفقت فالإخفاق سببه سوء ادارة قياداتها.
للتأمل
ثمة فارق شاسع بين الصحفي والمشتغل بالإعلام!!
الصحافة مع الأسف قد صارت مهنة من لا مهنة له.