الضالع ومعها كل الشرفاء من كل مكان تخرج اليوم للتنديد بالجزارين أعداء الإنسانية أمس واليوم، ضد كل (الضبعان) البشرية التي استرخصت أرواح الناس، ولا معنى لتوقيت التشييع في مناسبة ما تزال جراحها لم تندمل بعد منذ 28عاما إلا أن الضالع وهذه الجموع تنادي بكل حواسها: كفانا دماء واقتتالاً وصراعات.. مطلبنا الحياة الكريمة وعلى المتحاربين أن يخرجوا من أرضنا وسمائنا وهوائنا وحبات الرمل.. أن يتركونا نعيش بسلام وعليهم أن يغادروا حاضرنا ومستقبلنا وذكريات الذاكرة.
جريمة سناح أجمع على بشاعتها الرسمي والحزبي والشعبي والدولي وتداعى للسير في موكب تشييعها كل الطيف السياسي والإجتماعي، والإنسانية جميعها تقف منها موقفا واحدا..
وكمواطن ضالعي من حقي أن أصرخ لتتجاوب مع نبرات صوتي جبال الشعيب وحرير شرقا وجحاف والأزارق غربا فأقول: يا قومنا آن للضالع أن تستريح من طول معاناة، هل تعرفون أن الضالع تحتل المرتبة رقم واحد من حيث التلوث البيئي وتتصدر بجدارة محافظات الجمهورية في تجارة حبوب (الديزبام) والمخدرات بحسب التقارير الرسمية .. وفي قلب عاصمتها تتمدد أكبر بحيرة مجارٍ وتحاصر مدارس البنين والبنات وروضة الأطفال والمجمع الصحي وكلية التربية؟!!.
وفي هذا يستوي من يقتل الضالع بالرصاص والدبابات أو التلوث والمخدرات، تعددت الأسباب والوسائل والموت واحد، والضحية هي الضالع.
الضالع بحاجة إلى هبة شعبية متساوية الأضلاع لكل عقلائها وسياسييها ووجهائها وكل الشرفاء الحريصين عليها، أن يتداعوا لأجل هدف واحد، هو الضالع ومصلحة أبنائها، أمنهم واستقرارهم وسكينتهم وإيقاف النزيف وتطبيب الجراح.
وبمنطق برجماتي، يا أهل الضالع، هاهي أبين تبرأ من حروبها وعللها والتعمير جار فيها والتعويض يصل إلى أهلها، ومثلها حضرموت أعلنت عن هبتها العاقلة فحققت مطالبها الحقوقية وتفهمت القيادة السياسية لصوتها، وحتى ردفان الجارة جاءت الأعراف القبلية والمجتمعية لتضبط الإيقاع الأمني فيها، ووحدها الضالع، بلد الزعماء والقادة ومن أداروا دولة لم يعلنوا بعد عن تحركهم الإيجابي لأجل أهلهم وذويهم، ومن لم يساعد نفسه لن يساعده الناس.