لقد كتب كاتب هذا المقال مقالاً في صحيفة الأيام عام 2007م مع بداية الحراك الجنوبي عنوان ذلك المقال: ( ما ضاع حق وراءه مطالب) ذكر فيه في ذلك الوقت بأن السكوت عن آلام الشعب وعدم المبالاة بآهاته وزفراته وبمطالبه وحقوقه أو الاستخفاف باحتجاجاته ومظاهراته وحراكه سيؤدي إلى تأزيم المواقف واحتقان الناس في الجنوب ودفعهم إلى الخروج للمطالبة بحقوقهم بكل الوسائل الممكنة لديهم وديمومة نضالهم السلمي والتصعيد الثوري حتى يعطي ذلك لنضال ثماره المرجوة منه ويجبر السلطة أو النظام على الرضوخ لتلك الشروط والمطالب التي كانت في بدايتها حقوقية مشروعة ثم أرتفع سقفها لتتحول إلى مطالب سياسية وسيادية بل ومطالبة بالاستقلال وحق تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب من أبناء جنوب الوطن وعدم فهم رسالتهم التي أرسلوها عبر تلك الاحتجاجات والتظاهرات والتي كان آخرها الهبة الشعبية لقبائل حضرموت وتضامنت معها هبات أخرى في المحافظات الجنوبية وتكاتفت معها لجان شعبية هنا وهناك في تلاحم وتضامن وتجاوب وتكاتف عجيب ، فإذا لم تبادر الحكومة والدولة بالجلوس مع هؤلاء والاستماع إلى مطالبهم وشروطهم في جنوب الوطن، وإذا لم يعالج المشروع في حينه فإن المسألة ستتعقد والمشكلة ستزداد سوءاً ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا السيل الجارف وستدخل البلاد في نفق مظلم ومستقبل ضبابي ومجهول قد لا تحمد عواقبه لا سمح الله وقد تدخل البلاد في حروب أهلية قد عانت منها بلادنا الويلات وما يحدث في بلادنا اليوم حقيقة وليس وهماً فعلى الحكومة أن تعي هذا وأن تبادر ولا تقف حائرة أو تتفرج على هذا الأمر وان تعمل جاهدة على تحقيق المطالب المشروعة ولا تكتفي بالحلول الأمنية دون الاستماع للناس وتهدئتهم وتطمين نفوسهم حتى يشعروا بأن هناك دولة وحكومة وعدل ونظام وراع مسؤول عن رعيته وإلا فإن الشعب سيأخذ حريته وينتزع كرامته وينتصر لقضيته.
ألا تستحق المحافظات الشرقية والجنوبية المزيد من الاهتمام بأهالينا في جنوب الوطن خاصة أنهم يتحدثون في مؤتمر الحوار الوطن الشامل عن أن أهم قضية في الحوار هي القضية الجنوبية وأنها إذا حلت ستحل كل المشاكل اليمن بشطريه فلماذا لا تركز الحكومة والرئاسة وكافة الأحزاب والمنظمات المجتمع المدني على الاهتمام بابن الجنوب ومعالجة قضاياه وتلمس همومه ومعاناته فهو ليس كابن صعدة بل كان مواطناً في دولة ذات سيادة ونظام وقانون مدني ومؤسسات وله حقوق ومكتسبات.
أم أن الأمر لا يستحق من الدولة إلا تجاهل هذا المواطن في جنوب البلاد فلابد من إيجاد حلول جذرية وشاملة ترضي هذا المواطن المنتهكة حقوقه بل والمسلوبة والا ستظل المشكلة في تعقيد مستمر وستعم البلاد الفوضى كما هو حاصل اليوم وكلما شرعت الحكومة والدولة أو حاولت البدء في تنفيذ عمل واجهتها تحديات ومعيقات وعراقيل كالاحتجاجات الشعبية او الهبات او الانتفاضات او المظاهرات او تعطيل البنية التحتية هنا او هناك ولن تستطيع تنفيذ أي مشروع تنموي في البلد مادام ان هناك جرحاً وألماً في جسد الوطن خاصة في الجنوب او في صعدة او في أي مكان من مناطق الوطن اليمني الكبير.
ومن السياسة الحكيمة الرضوخ لمطالب الشعب والجماهير والاستماع لنداءاتهم وصرخاتهم وآهاتهم واذا الشعب يوما اراد الحياة، فلا تستطيع أي قوة ان توقفه مادام الحق معه ويطالب بحقوقه المشروعة والعالم حينها سيقف معه في الأخير.