بفضل الله، ورغم المخاوف التي كانت تعتري وزارة الصحة من إمكانية تسلل فيروس شلل الأطفال إلى اليمن وعودته مندساً في بعض اللاجئين الأفارقة الذين يدخلون إلى اليمن بطريقة غير شرعية، فذلك لأنهم لا يخضعون لأي إجراءات صحية احترازية للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية وعلى رأسها شلل الأطفال، لاسيما وأن العام الحالي شهد انتشاراً واسعاً في بلدانٍ متعددة منها الصومال وكينيا وأثيوبيا وجنوب السودان وكذلك سوريا.
لقد شحذت وزارة الصحة همتها وكثفت جهودها وعملت في اتجاهات متعددة وعلى مختلف الأصعدة، ومنها تنفيذ حملات تحصين احترازية والتنسيق مع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة من اجل الإسهام في عملية الدفاع المشترك ضد الفيروس ليبقيَ خارج النطاق الجغرافي لليمن، كلٌ في مجال اختصاصها، ومن أهم ما ركزت عليه الوزارة التوعية الصحية والتثقيفية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وما تميزت به هذه العملية وأعني بها عملية التوعية الصحية وإشراك الجانب التوعوي الديني من خلال منابر المساجد وخطباء الجمعة الذي كان نتاجاً للتنسيق المشترك بين وزارة الصحة والأوقاف.
كما كان للتوعية المنبرية أثرها الإيجابي الكبير في إرشاد الناس وتوجيههم، وكذا توعيتهم بأهمية تحصين أطفالهم.
أضف إلى ذلك التنسيق المستمر بين وزارتي الصحة والإعلام والتعاون الكبير الذي أبدته وزارة الإعلام في عملية التوعية الصحية عبر وسائل الإعلام الرسمية وتحملها لمسؤوليتها بكل ما تعنيه الكلمة.
أقامت وزارة الصحة عدداً من الأنشطة والفعاليات والندوات والتوعية المستمرة في سبيل رفع نسبة التغطية للمستهدفين سواءً في حملات التطعيم ضد شلل الأطفال أو من خلال التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة العشرة القاتلة على مختلف المستويات، وأثمرت تلك الجهود بأن أوشك العام2013م على الانتهاء ولم يتمكن الفيروس المسبب لشلل الأطفال من اختراق حصن الدفاع، فبفضل الله لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة حتى الآن، لكن هذا لا يعني على الإطلاق تراجع المخاطر، فهي لاتزال محدقة باليمن خاصةً وأن فيروس شلل الأطفال لم يعد محصوراً في بلدان القرن الأفريقي وجنوب السودان بل أنه تسلل من باكستان الموبوءة بالفيروس إلى سوريا وانتشر فيها، فيما بات يهدد البلدان المجاورة لدرجة أنه ظهر في بيئات بعض البلدان مثل مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة دون تسجيل أي حالة إصابة مؤكدة.
لا يزال علينا مضاعفة الجهود في الوقاية الاحترازية في العام الجديد2014م ، إذ نوشك على توديع عام حافل بالعطاءات تضمن أربع حملات تحصين احترازية ضد فيروس الشلل آخرها هذه الحملة الوطنية المزمع تنفيذها في الفترة من(16 - 18 ديسمبر الجاري) مستهدفة الأطفال دون سن الخامسة، وبحرص الآباء والأمهات على تحصين أطفالهم وتفاعلهم مع حملة التحصين، كما أشارت التقارير والإحصاءات النهائية لحملات التحصين التي تم تنفيذها في محافظات الجمهورية خلال هذا العام ، تنال اليمن أعلى مستويات النجاح.
عليهم أن يتحلوا بمزيد من المثابرة والاهتمام في هذه الحملة المزمع تنفيذها في مختلف محافظات الجمهورية، وكذلك خلال العام المقبل الذي سيحل علينا ضيفاً كريماً بعد عدة أيام.