وكان برفقته الأستاذ سعيد سالم باحقيبة، عضو مجلس النواب ، و رئيس كتلة برلمان حضرموت، و تبادل الرئيس هادي التهاني مع المواطنين في هذا الأرخبيل الجميل، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ اليمن، ليصبح بذلك أول رئيس يصلي صلاة عيد الأضحى المبارك بين أوساط المجتمع السقطري و يشاركهم فرحتهم بهذه المناسبة الإسلامية الطيبة و قد كانت هذه الزيارة في حد ذاتها لفتة طيبة من الرئيس و تكريماً ووفاءً ورد إعتبار لهذا الأرخبيل وأهله الذي تعرض للتهميش و النسيان لفترة طويلة من الزمن.
و قد جعل الرئيس من ذلك العيد عيدين و الفرحة فرحتين، و هما فرحة عيد الأضحى المبارك، و فرحة زيارة الرئيس و إعلان أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة، و قد كانت هدية غالية، و مفاجئة كبرى أفرحت قلوب أبناء أرخبيل سقطري الذين كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر منذ عدة عقود، و هو الإجراء الذي كان له الأثر الطيب في نفوس الشعب السقطري، و أسهم كثيراً في أرتفاع أسهم شعبية الرئيس هادي في أرخبيل سقطرى إلى أعلى درجاته خلال فترة حكمه و قد كان يوم إعلان أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة يوماً مشهوداً حيث تلقيتُ من زملائي و أصدقائي من مختلف المحافظات الأخرى سيلاً من الاتصالات و المكالمات و الرسائل الخاصة، التي تحمل التهاني و التبريكات بهذه المناسبة التاريخية العظيمة و هو ما يدل على أهمية هذا الحدث الذي يعتبر إيذانا ًببدء عملية العد التنازلي لإنطلاق صاروخ التنمية و البناء الذي كان على أهبة الإستعداد بسبب و جود المنصة و القاعدة المناسبة من المقومات البشرية و الأمكانات الإقتصادية و الجغرافية و السياحية الهائلة التي سوف تساعد في إطلاق عملية التنمية و الازدهار و التقدم العلمي الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي، و إحداث ثورة كبرى في مختلف المجالات.
و قد كان فقط ينتظر اللحظة المناسبة و الفرصة المواتية، و القائد الشجاع الذي يحقق هذا الحلم لابناء أرخبيل سقطرى، من أجل تنفيذ مشروعات البنية التحتية في كافة المجالات والنهوض بهذا الأرخبيل الذي عانى كثيراً من التجاهل والنسيان والانغلاق عن العالم الخارجي طوال عشرات السنين بسبب السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وحتى اليوم و لقد أتخذ فخامة الرئيس هادي قراراً تاريخياٌ لا يطمسه أنس ولا جان، في ذلك اليوم الأغر من أيام أرخبيل سقطرى، وهي رسالة قوية يوجهها الرئيس هادي للعالم، وللأحزاب التي قزمت أرخبيل سقطرى، و ساهمت في تفتيت روابط المجتمع السقطري متبعة بذلك سياسة «فرق تسد» و كانت حجر عثرة في طريق تقدمه، و أعاقت الإنسان السقطري عن المضي قدما في عملية البناء و التطور، و حرمته من أبسط حقوقه الإنسانية، و عملت في السر و العلن على القضاء على أمال ابناء سقطرة بالحصول على محافظة مستقلة أسوة بالمحافظات الأخرى و قد حطم الرئيس هادي قيود التهميش، و قطع اغلال الإقصاء التي وضعها أسلافه من الروؤساء و الحكام، و بعض المتنفذين حول عنق أرخبيل سقطرى أرضا و إنسانا، و هي صفعة قوية و مدوية في وجوه بعض القوى المتنفذة و التي لعبت دوراً محورياً في تقزيم أرخبيل سقطرى و منعه من الحصول على المكانة الإدارية اللائقة به، ورفضت على الدوام أن يكون لسقطرى مكان تحت الشمس، و ذلك حتى يتسنى لها تحويل أرخبيل سقطرى إلى مزرعة خاصة، و البقرة الحلوب التي تدر عليها الثروات، و إستغلال حقوق ابناء سقطرة، و المتاجرة بها، و ممارسة الشحاتة باسمها و هي رسالة أيضا إلى بعض القوى و الجماعات التي تكالبت من كل حدب و صوب لتتربص بسيادة الوطن و أمنه، و لكن و لله سبحانه و تعالى قد قيض لأرخبيل سقطرى هذا الفارس المغوار و البطل المنقذ الذي جاء في لحظة حرجة و فارقة، نحن في أمس الحاجة إليه، فأفشل كل مخططاتهم، و أربك مشاريعهم الشيطانية، بإعلان أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة تحظى بالرعاية الكافية، والدعم اللازم، أسوة بالمحافظات الأخرى .
و هذا الإعلان يعتبر حدثاً تاريخياً مهماً سيكتبه الشعب السقطري بماء الذهب على جبين التاريخ، حتى يظل في ذاكرة الأجيال القادمة لما أكتسبه من أهمية بارزة في النهوض بهذه الجزر، و رفع مستوى المعيشة لسكانها، و إزالة عن كاهلهم هذه المعاناة و الحرمان والإهمال والحصار الخانق، الذي كان مفروضاً عليهم خلال العقود المنصرمة و لا شك سيحدث هذا الإعلان العادل والقرار الشجاع للرئيس هادي نقلة نوعية في حياة ابناء سقطرى، من خلال حصولهم على حقهم المشروع في الخدمات والتنمية، في ختلف المجالات.. كالوظيفة العامة، و تنشيط السياحة باعتبارها واحدة من أبرز المواقع السياحية على مستوى العالم، لو حصلت على الاهتمام اللازم و توفرت البنية التحتية التي تحتاجها السياحة من طرق و مواصلات داخلية و خارجية و فنادق و خدمات سياحية على أرقى المقاييس و العالمية بالإضافة إلى توفير القوانين و اللوائح و الأنظمة التي تختص بالسياحة
و تضع الضوابط في كيفية التعامل مع السائح، و تدريب العاملين في هذا المجال على أرقى فنون التعامل مع السائح، لتصبح سقطرى قبلة للسواح، و المكان الأكثر جذبا للسواح من مختلف أنحاء العالم، لا سيما بعد إعلانها محافظة مستقلة لما سيتيح لها ذلك من الإمكانيات و المخصصات والتسهيلات التي من شأنها الإسهام في بناء وتطوير هذه المحافظة المستحدثة و تعاظم أهمية هذه الجزر الساحرة و الخلابة، لتصبح من أفضل مراكز الجذب السياحي ليس على مستوى اليمن , فحسب بل و على مستوى الخليج و الوطن العربي و العالم، نظراً لما تمتلكه من مقومات سياحية نادرة و فريدة ليس لها مثيل في أي مكان أخر .
ولكن من المؤسف له بأن القوى الظلامية مازالت تتربص في خفاء، و تعمل من وراء الكواليس على تأخير إجراءات تنفيذ هذا الإعلان الجمهوري حتى الآن، دون وجه حق، و هناك تباطؤ و تخاذل واضح من بعض القوى التي أسند اليها إتخاذ الاجراءات اللازمة، و المتعلقة بإستكمال إجراءات القرار الجمهوري الخاص بالمحافظة الجديدة، ولم يبقَ إلا شهر واحد من عامنا هذا، و لم تخصص الميزانية الخاصة بالمحافظة الجديدة لسنة 2014، و لم تتخذ إجراءات تعيين المحافظ حتى هذه اللحظة.
لذلك نناشد فخامة الرئيس هادي و نرجو منه أن يكمل معروفه ، و يتمم العمل الذي بدأه بهذا الإعلان التاريخي، من خلال إصدار قرارات رئاسية ملزمة و نافذة و مباشرة، بخصوص التالي:
ـ تعيين المحافظ و تمكينه من مباشرة عمله.
ـ تخصيص و إعلان الميزانية الخاصة بمحافظة أرخبيل سقطرى
الجديدة لسنة 2014، أسوة بميزانية باقي المحافظات اليمنية الأخرى.
ـ التوصية بأن يتم تعيين الكوادر و الموظفين في المحافظة الجديدة، من خلال المكتب التنفيذي في محافظة أرخبيل سقطرى فقط.
ـ إيقاف كل التدخلات في شؤون محافظة أرخبيل سقطرى من أي شخصية من خارج المحافظة باستثناء الرئيس عبدربه منصور نفسه.
و ذلك حتى نتحرر من هذه التدخلات و التلاعب بمصالحنا، ونكون محافظة كاملة الصلاحية بما تعنيه الكلمة أسوة بالمحافظات الأخرى و وفقا لنصوص القانون الذي ينظم شؤون المحافظات و الحكم المحلي، و ذلك حتى يتسنى لأبناء أرخبيل سقطرى إدارة مواردهم و شؤونهم بأنفسهم بعيداً عن هذه التدخلات الفجة و السيئة و المكروهة من أبناء المجتمع السقطري الذي ضاق ذرعا بتلك التصرفات الممجوجة، و نذكّر في هذا المجال فخامة رئيس الجمهورية بخطابه الأغر، و كلماته الشافية الكافية، أمام جموع السقطريين في مصلى العيد في أرخبيل سقطرى، الذي وعد فيه بأن تكون المحافظة القادمة كاملة الصلاحيات، و الحقوق و الواجبات، كباقي المحافظات.
نعم، يا فخامة الرئيس لا نخفيك سراً إذا قلنا لك بأننا قد تعبنا من التبعية، و سئمنا تلك التدخلات من قبل تلك الشخصيات المكروهة و الممقوتة من أبناء أرخبيل سقطرى، بسبب تدخلها في كل صغيرة و كبيرة، و في كل شؤون حياتنا، و استغلال حقوقنا الاقتصادية و السياحية، عن طريق الاستثمار الباطني، و من خلف الكواليس، و تحت الطاولة، بل وفوقها و أمام الملأ دون خوف أو وجل، و مازالت تلك الشخصيات تفعل ذلك حتى هذه اللحظة.. و في الختام نتوجه بآيات الشكر و العرفان إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على هذه الفرصة التاريخية التي منحنا أياها على طبق من ذهب، مشكوراً، و نقول لك يافخامة الرئيس لك علينا العهد، و الوعد بأننا سنبني محافظة رائعة، يسودها الجمال و الإزدهار والتقدم والاستقرار، والنهضة الشاملة لكل جوانب الحياة، تشمل الأرض و الإنسان في هذا الأرخبيل ساحر، وسنظل على الدوام نسعى الى بناء أجيال قادرة على النهوض ومسايرة العالم الحديث، و سيكون ذلك بفضل الله تعالى و منته، ثم بفضل هذه المكرمة الطيبة التي تكرمت بها علينا، و بوجود قائدنا العظيم و الأب الروحي لابناء أرخبيل سقطرى الزعيم سعيد سالم باحقيبة، و سوف نكون عند حسن ظنك بنا يا فخامة الرئيس
بقي لنا أن نطلب من فخامة الرئيس طلبا واحداً، حتى نتمكن من الوفاء بوعودنا سالفة الذكر، و هو أن تغل عنا أيادي التخريب، و تقطع أصابع الفساد التي ما فتئت تمتد إلينا من وراء المحيط لتعبث بمقدراتنا، و تدمر حياتنا باستمرار حتى نتمكن من بناء وطننا، و رفع مستوى معيشة لشعبنا، و نقدم المثال و القدوة الحسنة، و نحن على ذلك قادرون بإذنه تعالى، و بوجود أمثالكم من الوطنيين الشرفاء الأوفياء المخلصين الصادقين الذين يتمتعون بروح النزاهة، و العدل و الإنصاف، حفظكم الله يا فخامة الرئيس من كل شر، و جعلكم ذخرا لليمن و أهله..