أمام هذا الوضع الكارثي وجدت نفسي أمام أصعب تحدٍ واختبار لألبي نداء الواجب تجاه محافظتي و أهلي , أتجه إلى جبهة القتال في لودر الأبية الباسلة والكل يعرف ما حصل حتى تحررت المحافظة وانتصرت في 12 يوليو 2012م, ودخلنا عاصمتها زنجبار لكن المشهد المأساوي الذي خلفته الحرب مريع .. كانت زنجبار بدون بشر وتحت الانقاض , وهنا وجدت نفسي مجدداً أمام أكبر معركة في إعادة البناء وتضميد الجراح العميقة وتوقعت أن الدولة والحكومة ستتجه بكل إمكانياتها لانتشال أبين , لكن ما حصل هو العكس .
الحكومة عقدت اجتماعين حول أبين والتزمت بعد الحرب مباشرة بإخراج المحافظة من آثار الحرب التي قضت على كل الخدمات والمنشآت ومنازل المواطنين .. اليوم قد مر عام ونصف ومازلنا مشغولين بالتعويضات الزهيدة للمواطنين المنكوبين التي قسمتها إلى مرحلتين , والمؤسف أن صندوق الإعمار تعرضت أعماله للتوقيف وزادت بذلك مشاكلنا , والشارع في أبين يحمل المحافظ المسؤولية وتفاقمت الأوضاع وغضب المواطنين وهذا من حقهم وأنا ولا أتهرب من صميم مسؤولياتي لكن ليس بيدي شيء وعلى العموم الصندوق سيستأنف أعماله بصدور قرار تعيين المدير الجديد .
المواطن المقهور في أبين يطالبنا بسرعة التعويض وإعمار مكتب الدولة, ويتساءل لماذا لم يتم ؟ السبب الحكومة التي لم تقدم لنا ريالا واحداً ومع ذلك بالإمكانيات المتواضعة بالمحافظة سارعنا إلى إعادة الأهم مثل الكهرباء والمياه وأنا مستعد لأن أجيب على من يتهمنا وأوضح الأمر لكي تنتهي الشكوك .. يطالبوننا بالتغيير وحسب ما هو مخول لنا من صلاحيات تم تغيير معظم المدراء المسئولين وفي هذه الإجراءات واجهنا حملة إعلامية ظالمة من المنتفعين وأصحاب المصالح وحاولوا بكل الوسائل إفشال عجلة التغيير فرضينا وتحملنا التهم والمتابعون على علم بما حدث وسيتواصل التغيير والتجديد.
وبقي القول بثقة أننا نؤدي واجبنا أمام أهلنا ولم نفكر لحظة واحدة ما الذي نستثمره وبإذن الله سنترك كرسي المحافظ ولا نملك لا فيلا ولا عقاراً تجارياً ولا رصيداً مالياً, سيكون رصيدنا هو ما حققناه لمحافظتنا ومواطنينا في أصعب أوضاع لم تعرفها أبين في التاريخ المعاصر , أملنا من الله التوفيق وسنظل مع أبين أرضاً وإنساناً أكنت محافظاً أو مواطناً وتلك الأيام نداولها بين الناس .