لقد التقيت والأخت رمزية عدة مرات، كانت كل مرة تتكلم بحماس غير عادي عن قضايا المرأة اليمنية، ووقتها كنت أشعر بأنها ترمي على كاهلها الثقل الذي لايمكن لأي امرئ حمله! هذه المرأة، التي لا تكف عن الإعلان عن وقوفها وصمودها لقضايا أخواتها ليس على مستوى اليمن فحسب ولكن أيضاً هموم نساء الوطن العربي الحبيب.
وكان الكثير من حديثها معي يزخر باعتزازها بما وصلت له المرأة اليمنية من تقدم في مجالات عدة ووصول خدمات تعليم الفتاة للمحافظات المختلفة. ولكن كل هذا لم يكن كافياً للطموحات التي طالما حلمت بها وأرادتها لأخواتها وبناتها، بل كانت تناضل وتكافح لإحراز نجاح في كثير من قضايا المرأة المهمة، التي شاركتها الكثير من النساء القياديات اليمنيات البارزات في مناقشتها في داخل المجتمع اليمني. هذا المجتمع الذي يعتبر تقليدياً ومحافظاً في تعاطيه مع مثل هذه القضايا.
ولعل أبرز هذه القضايا التي طالما تحدثت عنها رمزية، رحمها الله، هي مشاركة المرأة في المجال السياسي والتي أعتبرتها الأخت رمزية غاية في الأهمية.
وبالرغم من أن هناك العديد منهن تبوأن مناصب حزبية مهمة، وبقي لهن أن يحتللن المناصب القيادية، التي تتوافق ومهاراتهن العلمية والعملية، وقبولهن في تلك المناصب من قبل زملائهن الرجال. ولعل بعض ما كانت تطمح له قد تحقق بعد حصول المرأة على تمثيل لا يقل عن 30 بالمائة في الحوار الوطني، مع العلم أن المرأة اليمنية أثبتت جدارتها وكان لها حضور غير عادي في المؤتمر بشكل عام واللجان بشكل خاص، حيث رأسن بعضها.
يبقى الكثير مما أرادت رمزية تحقيقه لمناصرة المرأة اليمنية ويتمثل في المعالجة العادلة لأوضاع المرأة في الأطر القانونية،والتي لاشك سترمي بظلالها على عدد من القضايا المترابطة ومنها العنف ضد المرأة وزواج القاصرات والذي كان أكبر همها.
إن رمزية ستظل نبراسا لنساء اليمن في مواصلة الخطى التي كانت قد بدأتها في سبيل النهوض بواقع المرأة اليمنية وتعزيز دورها في الحياة العامة والسياسية. وعلى الرغم من خسارة اليمن اليوم للأخت رمزية ولكنه يزخر بأمثالها، وستستمر المرأة اليمنية في مواصلة المسيرة حتى تحقق الكثير من الإنجازات في المستقبل القريب.
ومن هذا المنبر أريد في الأخير أن أعزي الشعب اليمني على هذا المصاب الجلل راجياً من الله أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
المدير القطري للبنك الدولي في اليمن