ولقد لعب الاعلام المضلل والموجه اعلام هات والا ..! أكبر وأخطر دور في هذا الانقسام من خلال تأثيره في توجيه شرائح الشعب المختلفة واللعب على مشاعر الناس وتضخيم الأحداث وزيادة البلبلة حتى ان الأسرة الواحدة اصبحت منقسمة على نفسها .. ما هذا الذي يحدث على أرض اليمن وبين أبنائها؟
لقد وصل بنا الأمر إلى مرحلة عجز المواطن عن ممارسة حياته بشكل طبيعي .. يحكمه الخوف في كل تفاصيل حياته وتفكيره .. والسبب وراء ذلك عدم وضوح الرؤية السياسية ..وواقع اقتصادي ينهار بشكل مرعب وفساد منتشر في الأجهزة الحكومية وغيرها وبلطجة فكرية واخلاقية من مختلف الفئات وفي كل القطاعات حتى بين اساتذة الجامعات الذين وصل بهم الأمر إلى سب بعضهم البعض وتحريض الطلبة على زملائهم .. ورجال دين تفرغوا للبحث عن مجد سياسي بدعوى الجهاد من أجل تطبيق الشريعة وقد نسوا انه كان عليهم الجهاد من أجل توعية المواطن وتذكيره بأن انقاذ الوطن واعماره واستتباب الأمن والاستقرار هو واجب وفرض شرعي قبل أي شيء آخر.
ان الكل مذنب في هذا الأمر ويتحمل وزر ما وصلنا إليه .. للاسف ان البعض من علمائنا الاجلاء عملوا على تكفير البعض من الأفراد رجالاً ونساء وهذا شيء لا يجوز ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يفتى علماؤنا الاجلاء بهذا الكلام غير المسؤول الذي لا تقره الشريعة الإسلامية السمحاء.
اما عن احزابنا والجماعات السياسية التي اصبحت كما يقول المثل الشعبي (العدد في الليمون) لم تتغير سياستها أو اساليبها عن تلك التي كانت سائدة في عهد النظام السابق، وكأن الأمر ليس سوى تغيير في الادوار بما معناه: (ظلينا من حيث ما امسينا) لا يدرك هؤلاء الحزبيون ان هذه الفترة اصبح فيها سقف المطالب لا ينتهي وان المشاكل لا تنتهي وحلولها تتمثل في القاء حفنة من (الريالات) مع كل مطلب فئوي وقد عجز البعض عن مواجهة أي مشكلة أو حل أي قضية وأكبر دليل عصابات تحطيم اسلاك الكهرباء واحراق الانابيب النفطية في الصحراء .. الخ..
دعونا نقول بالكلام الصريح الواضح لأن وطننا يئن مما هو فيه وليس معنا وطن آخر غيره يمكننا النزوح إليه. لقد كنا نعيش أيام (الرئيس السابق) في دولة بلا حرية والآن بعد الثورة الجديدة نعيش حرية انما للأسف بلا دولة أو حكومة بالمعنى الصحيح نفس الوجوه التي كانت في أيام الحكم السابق هي نفس الوجوه في الحكومة والبرلمان وغيره وغيره (مجرد ديمة خلفنا بابها) وهو أخطر ما نواجهه في هذه المرحلة فلا يوجد ابداً في العالم كله حرية غير مسؤولة مثل التي تحيط بنا .. للاسف ان هذه الحرية الكريهة لا تخدم سوى اعدائنا لانها تعني الفوضى التي تضرب أوصال المجتمع وتهدم قيمه ومؤسساته وعقول مواطنيه، فكيف يمكن لأي كان ان يقول ما يشاء وقتما ما يشاء لايهم ان كان صادقاً أو كاذباً أو مغرضاً الكل يتعصب لرأيه ولا يهم تسفيه الآخر أو سبه أو الافتراء عليه .. في هذه الحرية لا وجود للمصالح العليا للوطن الأساس هو المصالح الشخصية التي مبعثها الأهواء والايديولوجيات وخدمتها .. فقد قسمت هذه الحرية المشؤومة الشعب إلى فريقين، فريق مع الرئيس عبدربه وآخر ضد الرئيس والفرد العادي بمجرد ان يسمع اسم الضيف في البرنامج يقول هذا سيكون مع الرئيس وهذا ضده، وهذا سوف يشتم النظام السابق وهذا سيدافع واصبحنا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون، وبدون مجاملة ولن اتراجع في كلامي اننا حتى العظم مع الرئيس عبدربه لانني واثق فيما يقوله لانه يعمل بكل امانة واخلاص لصالح البلاد والعباد لأني اثق بصوتي الذي منحته اياه مقتنعاً ان اليمن كان بحاجة إلى رجل تسلم إليه السلطة في أيام عصيبة واننا كنا بحاجة إلى مثل هذا الرجل الأمين النظيف الذي لا يملك أراضي الغير لا هو ولا أولاده عكس غيره الذي استولى على كل الأراضي في جبال صنعاء وغيرها .. هذا الرئيس المؤمن الذي لا توجد لديه اخطاء أحضرته الاقدار ليكون رئيساً لوطن فاشل ولكنه سعى بكل اخلاص إلى تقدم الوطن وازدهاره كبقية الشعوب انه ينوي ومعه مجموعة من الأحياء الشرفاء من أبناء اليمن نقل اليمن إلى الازدهار والتقدم بإذن الله .
في الأخير لا يسعني إلا ان أقول للمتربصين الذين يهوون اصطياد أخطاء الآخرين لماذا تصرون على الا يتقدم بلدنا اليمن في شماله وجنوبه خطوة إلى الامام بعد ان وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح ونجتمع على كلمة سواء خلف رئيسنا الشجاع حتى وان اختلفنا معه .. ونتقي الله في بلدنا حتى ولو من أجل ابنائنا حتى لا يلعنونا اذا سرنا في غينا وظلالنا وضيعنا الوطن بهذه الخلافات التي في معظمها لا تجافي الصحيح وينبغي الا تفسد للود قضية والا تشق وحدة المجتمع اليمني اذا أخلصت النوايا ووضعنا مصلحة الوطن أولاً واخراً .. وفهموا من لا يفهم .. ان مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع.