عندما يتقدم جهاز ألمانيا المخابراتى بالشكر للقاهرة، فهذا يعنى أن مصر لاتزال بخير، وأن رجالها الوطنيين فى أحلك الظروف وأسوئها يعملون من أجل رفعة سمعة مصر وإعلاء مكانتها عالية فى عنان السماء.
لقد أعربت ألمانيا عن امتنانها وتقديرها البالغ لجهاز المخابرات وأشادت بمقدرته الفائقة على كشف الفضيحة الأمريكية التى نالت دول العالم أجمع، وهى فضيحة كفيلة بأن تسقط الولايات المتحدة، إن لم تكن سبباً رئيسياً فى تفكيكها وتراجعها من دولة عظمى وكبرى الى دولة متصدعة الاقتصاد وتصبح على مشارف الانهيار.
سيسجل التاريخ لمصر أنها كانت بكشفها هذه الفضيحة أول من زلزل عرش الولايات المتحدة، ويوم تنهار السطوة الأمريكية، سيكون لمصر الدور الأكبر فى ذلك لأنها أول من كشف للعالم أجمع أكبر فضيحة تجسس ارتكبتها واشنطن. ولن ينسى التاريخ أبداً فترة حكم الإخوان التى استمرت اثنى عشر شهراً، ارتكبت فيها «الجماعة» كل ما هو غير وطنى فى حق البلاد، وان ما فعله مندوبها فى الرئاسة خلال هذه الفترة كان بمثابة المسمار فى نعش كل الخائنين ليس على مستوى الجماعة فحسب وإنما تعدى الأمر الى أمريكا نفسها التى استقوت بها «الجماعة» ولاتزال تجاهر بهذا الاستقواء، كما كان يفعل سادة الجماعة الأوائل أمثال حسن البنا الذى رمى نفسه فى حضن الألمان والإنجليز والفرنسيين، يطلب عطفهم ومودتهم من أجل الحصول على الأموال، وظناً منه أنهم قادرون على تحقيق حلمه غير الطبيعي.. وكذلك فعل سيد قطب الذى وصف الأرض المصرية بأنها قطعة طين والوطنية بأنها شيء نتن.
فى الوقت الذى كانت جماعة الإخوان وقياداتها تتجسس على الشعب المصرى ورجاله الوطنيين الشرفاء وجميع أجهزة الدولة، وفى عز سطوة حكم الإخوان، كان جهاز المخابرات المصرية الوطنى يعمل فقط من أجل مصر، لا من أجل «مرسى» وجماعته، وفى هذا التوقيت بالذات كانت «الجماعة» تنفذ مخططات الولايات المتحدة ومن بينها عملية التجسس، ولهذا تم وضع أجهزة تنصت كثيرة فى القصر الجمهورى، وكانت أعين جهاز المخابرات تراقبها وتعلم بها.. وطلع علينا ذات يوم القيادى الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يزعم انه منشق عن «الجماعة» وأدلى بتصريح كان خبيثاً جداً، هدفه بالدرجة الأولى هو إحداث تصدع بجهاز المخابرات،عندما قال ان الجهاز يؤجر بلطجية وما شابه ذلك، في حين أن الدنيا كلها تعلم أن طبيعة عمل هذاالجهاز لا تعرف سوى العقول السليمة والوطنية القوية.. ولم يعبأ أحد بما قاله الرجل من «هذيان» ويومها كتبنا فى «الوفد» أثناء متابعة القضية أن هناك أحداثاً خبيثة تعتزم جماعة الإخوان القيام بها، من أجل تفكيك الجهاز الوطنى حتى يخلو الجو تماماً للجماعة، وجاء بعدها أبوالفتوح ليقول إن هذا الكلام ليس هو المسئول عنه وإنما سمعه من محمد مرسى.
الأمر باختصار أن السحر الذى كانت تعتزم «الجماعة» الإرهابية القيام به انقلب على الساحر، بفضل وطنية رجال مصريين من المخابرات، لا يعنيهم سوى بالدرجة الأولى الحفاظ على الدولة المصرية العريقة.. وأعتقد أن هناك رابطاً قوياً بين كشف فضيحة التجسس الأمريكية وبين التجسس الذى كان يمارسه محمد مرسي على المصريين وأجهزة الدولة المختلفة..من الآخر نستطيع الجزم بأن «مرسى» كان واحداً من عملاء أمريكا الذين زرعتهم فى مصر وأعدته بكل وسائل التجسس التى تم ضبطها بالقصر الجمهوري ومؤسسات أخرى وطنية وهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.