وللأسف أن البعض لايدرك ولايفهم أن الأمن والاستقرار من أعظم واجبات الدولة وأن هذه المهمة لايدركها إلا الذين يعانون من انعدام الأمن والاستقرار .. بما معناه أن الاستقرار يعد من اعظم النعم التي يظفر بها الإنسان فيكون آمناً على نفسه وعلى ماله وعرضه وتقتضي منا أن نعرف قدرها ونؤدي شكره بالمشاركة في الحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة الدائمة في استقراره وأمنه.
لقد تابعنا مع الكثير من المواطنين من أبناء اليمن بأهمية بالغة ما بثته القنوات الفضائية اليمنية والعربية من كلام يستفيد منه المستمع أوضحه الأخ الرئيس هادي أثناء التقائه بالقيادات العسكرية والأمنية. والحقيقة أن كلمته لم تكن مجرد عمل إعلامي متميز من حيث الشكل والمضمون فقط، بل أنها كانت كلمة هادفة صريحة تمثل وثيقة تاريخية مهمة وشهادة صادقة على عصر كامل عشنا بعضا من فصوله بدأ منذ انتخاب الأخ المشير عبدربه منصور رئيساً للجمهورية اليمنية في 21 /2/ 2011م وصولاً إلى التغيرات المتلاحقة التي تميزت بها تلك الفترة من حكمه .. ولعل ما شدنا جميعاً في هذا الخطاب هي درجة الصراحة والصدق العاليتين اللتين تحدث بهما الرئيس هادي وشعرنا به جميعاً من خلال الكلمات التلقائية التي خرجت من الرئيس وعبرت من مدى ما يتميز به هذا الرجل الشجاع الصريح من حكمة وحنكة ورشد واتزان وقدرة على رؤية الأحداث من جوانبها المختلفة مع التدقيق في التفاصيل الصغيرة التي قد لا تلفت نظر البعض ولكنها تشكل في معظم الأحيان نقطة أساسية في هذه الأحداث التي تجري في بلادنا.. ولا يخالجنا الشك إذا قلنا أن كلمة الأخ الرئيس كانت شاملة ومؤثرة اقتحمت القلوب قبل العقول فقد شعر كل منا أنه يستمع ويرى شخصاً يعرفه جيداً يعيش همومه ويدرك ما يفكر فيه وما يتطلع إليه سواء في اليمن أو غيرها من الدول العربية، فقد تحدث وأوضح في حديثه أن اليمن يمر بظرف استثنائي دقيق وخاطب المسؤولين الأمنيين والمحافظين قائلاً إن : (المحافظات التي أنتم مسؤولون فيها وعليها تعتبر من المناطق الملتهبة والتي تعتمل فيها الكثير من الزعزعات والاختلالات الأمنية على مختلف المستويات).
وتساءل عما يحدث في محافظة مأرب وقال: في مأرب يتم التخريب الدائم لخطوط إمداد الكهرباء وتفجير أنابيب النفط بصورة تبعث على الاستغراب والحيرة حول أهداف هذا التخريب المتعمد ومراميه التدميرية للبلد دون مراعاة للدين وأخلاق القبيلة والأعراف والتقاليد ودون مراعاة لمشاعر المواطنين والأضرار التي تلحق بهم على طول اليمن وعرضها ( وهذا في نظرنا تخلف وجهل تلك العقول المتخلفة التي لا يمكن ولا يجوز السكوت عنها)كما تساءل الأخ رئيس الجمهورية بامتعاض وحنق عن الحادث الإجرامي الذي أدى إلى مقتل احد أفراد الحراسة الألمانية عقب خروجه من أحد المراكز التجارية في صنعاء بالعملية الإرهابية البشعة.. مشيراً إلى أن الحادث وقع في وقت تم فيه اختتام اجتماع كبير يناقش الوضع الأمني بكل جوانبه مما يجعلنا نضع علامة سؤال كبيرة لماذا هذا الجرم؟ وفي هذا الوقت ؟ ولصالح من ؟! ) مع أن بلادنا قطعت خطوات وأشواطاً لا أحد ينكرها جنبت البلاد ويلات حرب أهلية كانت على الأبواب ولنا فيما يجري حالياً هنا وهناك عبرة.. ونقول بصحيح العبارة أن ما يحدث في البلاد الآن لا يمكن احتماله بأي حال من الأحوال خلفه النظام السابق والجميع على معرفة بذلك ، ومما يحز في القلب أن الرئيس هادي كان في غضب نتيجة لما حدث في رداع جعله يصارح الحاضرين في ذلك اللقاء بالقيادات العسكرية والأمنية بكل أجهزتها المختلفة مخاطباً إياهم بحدة أن إدارات الأمن العام في المحافظات مشتتة القوى بين المرضى والجرحى والمتقاعدين ويرى أنه لابد من تصحيح هذا الوضع الشاذ وفي هذه الحالة يجب أن تحتسب القوة الفاعلة والعاملة بقوة واقتدار وتتخذ الإجراءات العادلة الصريحة فيمن يجب أن يحال إلى التقاعد، ومن يجب أن يبقى ويجب العمل على تصحيح الوضع بما يمكن من أداء الواجبات على أكمل وجه، ولايحسب على قوى إدارة الأمن إلا من هو فاعل وقادر وشدد على التخلص من تلك القوى التي هي خارج الجاهزية حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من القيام بمهام عملها على مايرام.
لقد كانت كلمة الأخ الرئيس التوجيهية في محلها وضع فيها النقاط فوق الحروف، كلمة بحزم القائد الحريص على وطنه وشعبه وبإرادة لا تعرف التراجع وبإحساس غامر بأمانة المسؤولية والحفاظ على هذه الحمى ومنجزاتها وحماية مسيرته الخيرة - الديمقراطية والتنموية.
كما يجيء تأكيد الرئيس المشير عبدربه منصور هادي على ضرورة الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وضرورة الابتعاد عن كل تصرف أو سلوك من شأنه المساس بالوطن ومواطنيه وحدوده .