أولاً: الحفاظ على أمن روسيا في الشيشان، فالأدوات المقاتلة في سوريا تشكل امداداً عقائدياً وتنظيمياً وحزبياً لأدوات المعارضة الشيشانية التي تقاتل في روسيا وبالتالي فإن انتصار المعارضة المسلحة السورية يشكل رافعة فيما لو حققت الانتصار للمعارضة المسلحة الشيشانية ضد روسيا.
ثانياً: ثمة مشروع قطري لمد أنبوب غاز من الدوحة نحو أوروبا يشكل أداة بديلة لانبوب الغاز الروسي الممتد نحو أوروبا ووسيلة تعتمد عليها أوروبا لتدفئة واحتياجات قطاع واسع من الصناعة، ولهذا سيكون أنبوب الغاز القطري أنبوباً منافساً مالياً واقتصادياً للأنبوب الروسي وسيترك أثره السياسي في اضعاف النفوذ الروسي على أوروبا، ومن هنا يمكن تلخيص حصيلة العاملين بعاملي الأمن الداخلي الروسي في الشيشان وانبوب الغاز، هما العنوانان الاساسيان الروسي اللذان ستنعكس اثارهما على العامل الثالث، وهو اضعاف النفوذ الروسي وتقليصه دولياً .. وتقول موسكو (بوتين) لاصدقائها لقد خطفت واشنطن كلاً من العراق وليبيا في غفلة من اليقظة الروسية وهذا لن يتكرر، لا في سوريا ولا في غيرها، وسيبقى التوازن والتفاهم والشراكة هي اساس العلاقات الدولية، وهذا ما حصل بشأن سوريا في بيان جنيف وما تم أثناء الاتفاق الاخير بشأن سوريا بين وزيري خارجية روسيا وأمريكا (كيري ولافروف) والذي لا شك كان اساساً صالحاً للحل وسيكون عنواناً ولن يبقى الرهان على العسكري بين الطرفين المتصارعين في سوريا وعلى ارضها العنوان. لذلك يمكن الحديث عن ثلاثة عوامل إذا وقع أحدها سيؤدي إلى تغيير السجال القائم على الأرض بين النظام والمعارضة (الجيش الحر)،الأول: انشقاقات كبيرة ملموسة في بنية المؤسسة العسكرية تجعل الجيش فاقداً للمبادرة التي يملكها حالياً.
الثاني هو: وحدة قوى المعارضة بشكل يؤدي إلى تماسكها وامتلاك قدرتها على اتخاذ زمام المبادرة وهو ما تفتقده حالياً.
الثالث: يتمثل بتغيير الموقف العسكري كما حصل للولايات المتحدة (U S A) ويوفر لها الغطاء للتدخل العسكري كما حصل في العراق وليبيا وفي غياب هذه العوامل أو أحدها، سيبقى الصراع سجالاً بدون تغيير استراتيجي لصالح أحد الطرفين .. وكان الله في عون الشعب السوري الشقيق.