لقد اختلط الأمر على جماعة الإخوان في مصر عندما وصلوا إلى سدة الحكم وساروا على هدى الشيطان وتوجهات وتوجيهات المرشد العام ومكتبه في طريق أخونة مفاصل السلطة في كل مؤسسات الدولة انطلاقاً من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتركوا كل من كان معهم في الساحات والميادين والشوارع يوم ثورة 25 يناير 2011م بعملية التهميش والإقصاء لكل الفصائل والقوى حتى جماعة التيار السلفي “حزب النور” الذي معه. شكلوا الغالبية تم تهميشه وكان الولاء والوفاء لجماعة الإخوان فقط وكان الوطن والشعب ومصر كلها بسمائها وبحرها والأهرامات والنيل وشرم الشيخ وسيناء والقاهرة والجيزة والإسكندرية وبورسعيد والصعيد وكل شبر على امتداد ساحة الوطن المصري الكبير هو جماعة الإخوان والمرشد ومكتب المرشد، حتى أن الجماعة أصبحت بالنسبة لهم هي الوطن والشعب ومنهجيتهم وهذا هو الغريب في الأمر ووصلوا إلى حد الخصومة مع القضاء والإعلام والمثقفين والإخوة المسيحيين وكل ما يذكرهم بالناصرية والزعيم القائد جمال عبدالناصر وكل ما تبقى من أحزاب وتنظيمات سياسية وفكرية وشخصيات اجتماعية أخرى ليست على المنهجية الإخوانية.
ولكن ما حدث خلال عام واحد من حكم الإخوان لمصر كان أصعب وأمر وأكثر تعاسة ووحشية بحق الغالبية العظمى من أبناء شعب مصر العظيم وكان الأمر حقاً غير متوقع ومستغرباً أن تتحول مصر إلى جماعة وهي جماعة الإخوان التي وصلت إلى سدة الحكم.
هنا ارتفعت الأصوات والمناشدات والملاحظات والإدانات والتنديد بالكثير من السلوكيات والممارسات التي تغضب الله تعالى في السماء قبل الناس (الشعب) في الأرض إلا أن الإخوان لم يسمعوا ما يقال وعملوا (أذن من طين وأذن من عجين) وساروا بمشروعهم الخاص بهم وبدأت تلوح في الأفق الكثير من المخاطر التي تهدد وحدة الشعب والأرض الوطنية المصرية وسلمها الاجتماعي ووصل الأمر إلى كشف بعض من خفايا وأسرار منهجية الإخوان في حكم مصر التي تستهدف إضعاف القوة والقدرات المصرية الوطنية والقومية والأمن القومي الإستراتيجي المصري والمصالح الوطنية العليا فكان مع هذه الحالة سيكون الساكت عن قول الحق شيطاناً أخرس، فهب الشعب على قلب رجل واحد إلى الساحات والميادين والشوارع على امتداد الساحة الوطنية المصرية مطالباً بسقوط حكم الإخوان ورحيل الرئيس مرسي عن كرسي الرئاسة فتداعت كل مؤسسات وأجهزة الدولة قضاء وإعلاماً وجيشاً وأمناً وكل الأحرار الوطنيين شرفاء هذا الوطن المغوار مصر أرض الكنانة أم الدنيا وشكلوا ملحمة البطولة والفداء باصطفاف شعبي وطني واسع في مواجهة مباشرة مع الإخوان في 30 يونيو 2013م حيث كان يوماً مفصلياً وفي 3 يوليو 2013م دخلت مصر منعطفاً تاريخياً جديداً لمرحلة جديدة تستعيد فيها الأرض والإنسان وجهيهما المشرقين الوضاءين بعد أن ظلا باهتين خلال عام واحد من حكم الإخوان الجاثم على الصدور والأنفاس وها هي مصر تنتصر للحق وتستعيد مجدها وتحافظ على وحدتها وعزتها وكرامتها وسلمها الاجتماعي بعيش مشترك وسلمي بين أبناء أرض الكنانة أم الدنيا والحضارة والثقافة من أجل حياة آمنة مستقرة وسكينة عامة وديمومة حياة أمة.