إن مؤتمر الحوار الوطني القادم ماهو إلا شكل من أشكال الاصطفاف الوطني الذي يشبه العرس الديمقراطي الذي نتمنى أن تسوده روح التسامح والتصالح الحقيقي بين أبناء الوطن الواحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبين كافة أبنائه وشرائحه الاجتماعية وأحزابه وفئاته المختلفة وأن يكون هدفهم جميعاً العمل على صنع مستقبل الدولة اليمنية المدنية الحديثة والمتطورة القائمة على العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان.
ونتمنى أيضاً أن تمر أيام وأسابيع وشهور هذا المؤتمر بهدوء وسلام وسلاسة دون حدوث قلاقل أو مشاكل أو عقبات وأن يخرج هذا الحوار والمؤتمرون بنتائج طيبة تحقق طموحات وآمال جماهير الشعب اليمني في شماله وجنوبه وشرقه ونتمنى أيضاً أن لا توجد في هذا الحوار منغصات أو عراقيل أو مثبطات بل تسود فيه المحبة والألفة وروح الفريق الواحد والهدف والمصير الواحد حتى نثبت للمجتمع الإقليمي والدولي بأن اليمنيين يستطيعون أن يتجاوزوا أزماتهم ومآسيهم ويستطيعون أن ينحازوا للحكمة والرشاد والعقل والمنطق والحوار السلمي والحضاري الذي عرفوا به منذ الأزل خاصة في مسألة الشورى والتشاور والحس الديمقراطي مع وجود السلاح بين أيديهم.
ونتمنى أيضاً بل ونأمل أن يمثل حوارهم هذا أفضل تجربة سياسية فريدة في جنوب الجزيرة العربية ونأمل ألا يتخلف عن حضور هذا الحوار أي طرف من الأطراف التي تهمها أو تعنيها المصلحة العليا للوطن لأنها فرصة ثمينة قد لاتتكرر على الجميع اقتناصها وعدم تفويتها وربما تمثل لبعض الدول الأخرى مثالاً يحتذى فمرحباً بهذا الحوار الوطني الهام والاصطفاف الوطني والعرس الديمقراطي.