لا نتحامل على تلك الاسطوانات لمجرد النقد ، ولكن يمكن لأي مواطن بسيط القيام بوزن اسطوانة قديمة - والمستوردة حسب المواصفات السعودية - مع الاسطوانة الجديدة المستوردة حسب المواصفات اليمنية يمكن مقارنتها بكفتي ميزان وسيلحظ الفرق بشكل كبير ، حيث يتضح أن سماكة الحديد اقل من المتعارف عليه لتكون تلك القنابل الموقوتة أكثر أمناً في حالة حدوث أي خطأ - لا قدَّر الله - لتهدد حياة أسرة لا ذنب لها سوى حاجتها اليومية لاستخدام تلك الأسطوانات المغشوشة !!
ومن المفارقات أنه قد تنبه لذلك القائمون على توزيعها في كل المحافظات الشمالية بما فيها صنعاء ، وأوقفوا التعامل بها لا بيع ولا شراء ولا تعبئة ولا استبدال نهائياً ..
لكن الغريب في الأمر أن هذه الأسطوانات لازالت تنتشر بشكل كبير في مختلف المناطق الجنوبية وبشكل عادي جداً دون حسيب أو رقيب وكأن حياة هذا المواطن في هذه المحافظات لا يعني شيئاً لقيادات شركة النفط اليمنية أو فروعها .
هل هذا يعني عدم دراية مدراء مكاتب فروع شركة النفط في هذه المحافظات بخطورة تلك الاسطوانات البراقة الجديدة وانطوت عليهم هذه الخدعة الساذجة بها ؟ أم أن هناك شيئاً ما يحفظ في الصدور قد تم التكتم عليه بقليل من وريقات البنكنوت التي تعمي أبصار أولئك المدراء الذين يجب ان يتحملوا أمانة مسؤولياتهم تجاه المواطن ، لاسيما وأن مثل هذه الأمور من صميم عملهم .
إن مثل هذا الصمت المطبق يدل بوضوح على الرضى التام عن هذه الأسطوانات في هذه المحافظات الجنوبية وكأنها الهدية الجهنمية من عزيز حاقد يتعمد ذلك ، بمباركة كريمة من بعض قيادات شركة النفط اليمنية ، أو ربما جهل وعدم دراية القيادات المحلية لهذه الظاهرة في ظل المعمعة التي تشغل الجميع والهيجان الثوري المتصاعد الذي طغى على كل الأحداث وألجم كل الأفواه حتى المنادية منها للتنبه لبعض الخروقات التي ييرتكبها تمريرها العابثون وتشغل الآخرين عن تأدية مهامهم اليومية التي تلامس أمن واستقرار كل من كتبت له الأقدار أن يكون من أبناء هذه المحافظات الجنوبية !! .