هكذا تقول الأسطورة .. وهكذا فعلت بريطانيا عندما حملت عصاها ورحلت من جنوب جزيرة العرب.. ألقت تفاحتها الذهبية .. عدن.. سقطت التفاحة بيد القوم .. عربان الجنوب .. أعمى بريقها البصر والبصائر.. أتوها من حواليها .. من كل المناطق .. في يوم الاستقلال الوطني .. الذي تحول إلى نكبة وحرب إبادة لأبناء وأهالي عدن .. ومحو هوية .. وتصفيات جسدية ونفسية .. وانتهاك حرمات واغتصاب ممتلكات ومساكن خاصة وعقارات .. تم كل ذلك في غفلة من التاريخ .. وصمت عربي ودولي عجيب ومريب!
ويأتون اليوم .. عربان الجنوب .. بعد أن سلط الله عليهم عربان الشمال .. يرفعون (القضية الجنوبية).. طيب و (القضية العدنية).. قضية احتلالكم لعدن منذ عام 1967م؟.. ارفعوا أيديكم عن عدن .. لأن عدن للعدنيين!.
عدن للعدنيين
ليس من اجل عدن.. وليس من اجل أبناء وأهالي عدن.. بل من اجل اليمن .. وكل أهل اليمن يجب أن تكون عدن للعدنيين .. لأن تعريف العدني ببساطة هو اليمني الذي يصدق عليه حديث نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ( أتاكم أهل اليمن الأرق قلوبا والألين أفئدة ).. وبشكل عام نستطيع أن نقول إن العدني هو الإنسان الذي يعرف الله ويخاف الله!.
ولكن من اجل اكتساب حقوق المواطنة في عدن لابد من توفر شروط أخرى مهمة وضرورية .. من اجل الحفاظ على الأمن والسلام الاجتماعي .. عدن ليست كسائر المدن.. عدن مدينة جذب .. شديدة الجاذبية للمهاجرين من كل مكان.. وتدفقهم الكثيف إليها يلحق بها أضراراً ومخاطر جسيمة.. أمنية وصحية واقتصادية .. فلابد أن تكون هناك ضوابط وقوانين كما كان في عهد الاستعمار ( البغيض ).. حتى لا تتحول جنة عدن إلى جحيم !.
تجمعات في عدن
انتشرت في الآونة الأخيرة تجمعات في عدن أنشأها لفيف من أبناء وأهالي عدن.. ولا أدري لماذا يقحمون ما يعرف بـ ( القضية الجنوبية ) في بياناتهم وبرنامج عملهم .. أقول لهم.. إما أن تكون النوايا صادقة وخالصة لوجه الله ولعدن .. إما أن تكون هناك شجاعة وصراحة ووضوح .. أو نسكت!.
القضية العدنية ليست جنوبية ولا شمالية.. لا قبلية ولا مناطقية .. لا مذهبية ولا طائفية .. لا عنصرية ولا إرهابية !.
عدن ( عين اليمن ).. والعرب تصف العين بالحبيبة .. ومن يفقد عينيه يقولون عنه إنه فقد حبيبتيه .. إذن القضية العدنية هي قضية أهل اليمن الأرق قلوبا والألين أفئدة! .