ومن نافل القول إن زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي قد تكون جاءت خصيصاً لمحافظة عدن للوقوف على خلفية الأحداث المأساوية الدامية التي تفجرت بالمدينة عشية الـ 21 من فبراير الجاري الذي صادف مرور عام على الانتخابات الرئاسية التوافقية التي تسلم فيها هادي كرسي الرئاسة من سلفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بصورة سلمية لم يسبق لها مثيل إلا أن السلطة المحلية بعدن بقيادة حزب الإصلاح والمحافظ الإصلاحي أصرت على تحويل هذه المناسبة الرائعة والذكرى الطيبة إلى أنهار من الدماء في شوارع المدينة المسالمة بسقوط العشرات من الشهداء ومئات الجرحى من مناضلي الحركة الوطنية الجنوبية السلمية .. حسناً هذه هي الحقيقة حول الحزب الإسلامي المتطرف الإصلاح الذي حول مدينة عدن إلى بركان من الدماء باسم الرئيس هادي والوحدة التي غدروا بها بفتاوى التكفير التي أحلت دماء الجنوبيين في حرب صيف 94م ويتكرر المشهد من جديد والتاريخ يعيد نفسه.
وبالعودة إلى وضع أبين الكارثي التي ذبحت من الوريد إلى الوريد فإنني شخصياً اعتبر زيارة الرئيس هادي بالأمس بمثابة رد القليل من الاعتبار لأبناء أبين الشرفاء ولتاريخها المضيء كونها هي الوحيدة بين محافظات الجمهورية التي تعرضت لزلزال مروع في الحرب المجنونة مع القاعدة وما خلفته من آثار نفسية وجروح عميقة .. وللافت مرور تسعة أشهر وحكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة لم تحرك ساكناً على الرغم من الوعود والاجتماعات المكرسة لتنفيذ الالتزامات الاستثنائية - لأبين .. لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث طوال الأشهر التسعة الماضية وتركت الحكومة المحافظ جمال العاقل يواجه خراباً مهولاً وجروحاً عميقة لوحده وقد قالها بصراحة عبر وسائل الإعلام إن الحكومة خذلته ولم تكن حاضرة لمواجهة كارثة أبين ووزير المالية يماطله ويتحايل على استحقاقات المحافظة المنكوبة .. لكنه وكما أشرت في بداية سطور هذه المتناولة فان التفاؤل والأمل يتجدد في النفوس الحزينة لأبناء أبين بالزيارة الرئاسية المفاجئة لسيادة الرئيس الذي شاهد بأم عينيه حجم الدمار المريب الذي تعرضت له عاصمتها زنجبار ومن المخزي أن تتخلى الحكومة عن مسؤولياتها الأخلاقية فأوضاع أبين لا تقبل التأخير والتسويف والناس تقدر زيارة الرئيس ويأملون تضميد الجراح.