والثابت أن وراء انتصار أبين على مسلحي القاعدة قيادات وطنية جسورة ابتداء من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أعلن مواصلة الحرب على الإرهاب حتى تطهير أبين وكل المناطق منها وترجم ذلك التوجه معالي وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد ومحافظ أبين الأستاذ جمال العاقل اللذان كانا ومازالا في الميدان يشرفان على حرب تحرير أبين من الإرهابيين وهناك قيادات عسكرية ظلت في المتارس إلى جانب جنودها في أحلك الظروف وأخطرها وعلى رأسها القائد العسكري البطل العميد ركن محمد الصوملي قائد اللواء (25) ميكا الذي يسجل لقيادته وأفراده التاريخ في أنصع صفحاته المضيئة كونه أول من وقف في مواجهة الإرهابيين وصمد بشكل اسطوري في وجه الحصار ومن العميد الصوملي إلى القائد العسكري الشجاع اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي قائد محور العند قائد اللواء (201) ميكا والعميد الركن فيصل رجب قائد اللواء (119) مشاة والعميد ركن منصور العمراني قائد اللواء (39) مدرع والعميد ركن علي حيدرة الحنشي قائد اللواء (115) مشاة واللواء الركن سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية قائد اللواء (31) مدرع وقائد اللواء (135) مشاة وقائد اللواء (111) مشاة في لودر وقائد اللواء (26) حرس والثاني حرس جبلي في لودر أيضاً .. ولا ننسى ابن أول شهيد لثورة 14 أكتوبر اللواء محمد راجح لبوزة نائب رئيس هيئة الاركان العامة الذي كلف بالاشراف على العمليات العسكرية في لودر مع المحافظ العاقل ثم وزير الدفاع وهناك القيادات المدنية والإعلامية التي سجلت مواقف مشرفة طوال عام الحرب على الإرهاب في أبين.
الحاصل أن تلك العناصر الإرهابية التي منيت بالهزيمة النكراء وهربت من جعار إلى زنجبار تجر ذيول الخزي والعار ومازالت تلاحق ما تبقى منها قواتنا المسلحة ومواطنو أبين وخاصة من شقرة وبعض المناطق إن لم تكن قد فرت بعد كتابة هذه السطور السريعة ليلة أمس .. هذه العصابات الدموية خلفت أكبر مأساة كارثية وإنسانية لمواطني محافظة أبين وتحديداً العاصمة زنجبار وجعار وغيرها التي صارت منكوبة بذلك الدمار والخراب المهول الذي طال كل شيء ويجد السكان النازحون في مدارس عدن ولحج وبيوت الايجار اليوم صعوبة كبيرة في العودة إلى مناطقهم وديارهم حيث دمرت معظمها وخدمات الكهرباء والمياه انتهت .. لكن الدولة وحكومة الوفاق التي تدرك حجم كارثة أبين أمامها مسؤولية وطنية وإنسانية في الاسراع لتوجيه الدعم والإمكانيات الهائلة إلى أبين المنكوبة لإعادة التعمير وصرف التعويضات العادلة للمواطنين المتضررين كون أبين هي الوحيدة من محافظات البلاد التي طالتها أكبر مأساة دمار مريع يجب أن تركز الجهود عليها حتى على حساب المحافظات الاخرى.
بقي دعوة كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أن تسلط الضوء عل محافظة أبين لكي تقدم المشهد الكارثي على حقيقته وحجم الدمار والخسائر إلى العالم ليعرف ما خلفته قوى الإرهاب من خراب شامل .. كما نحذر أولئك المتاجرين على حساب دماء وأرواح الأبرياء وماساتهم من التحدث باسم أبين واستغلال الأوضاع للحصول على أموال ومساعدات وتعويضات وإغاثات ... الخ لاستثمارها لصالحهم الشخصي وسنفضح كل من يحاول مضاعفة أوجاع وجراحات أبناء أبين وعلى رأسهم أولئك الذين تخلوا عنها في أصعب الظروف وصاروا يتباكون عليها اليوم ويتنازعون في تقاسم الدعم والمساعدات والبحث عن أدوار في الوقت الضائع وللحديث عن هذا الموضوع الحساس بقية .. وهنيئاً النصر لأبين أرضاً وإنساناً .. ولا نامت أعين الجبناء.