وفي مكتبه المتواضع يعقد الاجتماعات واللقاءات اليومية حسب البرامج والمواعيد التي تؤجل أحياناً إذا ما صاحبها وصول وزراء في حكومة الوفاق أو وفود مهمة يلتقي بها ثم ينزل معها للاطلاع ميدانياً على حجم الدمار المهول الذي لحق بزنجبار وكذا جارتها جعار.
المحافظ العاقل الذي باشر عمله في لودر التي كان يخوض أبناؤها والجيش حرباً عنيفة مع مسلحي (القاعدة) حتى انتصروا ، كان قد قطع على نفسه عهداً في تصريح صحفي بممارسة عمله في أرض أبين التي كانت حينها تحترق، وعند تحرير زنجبار رفض الانتقال إلى عدن وفضل السكن في بيت المحافظ الحالي الذي كان غير مجهز وليس مهيأ للسكن فيما تم قبل أيام توفير بعض الأثاث له محتملاً قبل ذلك ظروف انقطاع الكهرباء والمياه... الخ .. نحن لسنا بصدد تناول تفاصيل الوضع الخاص الذي يعيشه ويمارس فيه المحافظ أعماله اليومية الإدارية والميدانية بل الأهم من ذلك المهام والمسؤوليات الكبرى التي تقف أمامه وتقع على عاتقه والمنتظر منه في أبين المحافظة التي ذبحت من الوريد إلى الوريد بعد أن كانت مخطوفة مع عناصر الإرهاب القاعدي لأكثر من عام حسب تعبير عطر الذكر محافظها الأسبق م . أحمد الميسري حفظه الله ، وصار أشرف أبنائها ينتظرون في طوابير يومية طويلة فتات مساعدات الإغاثة الإنسانية في عدن ولحج وغيرهما في مشهد مهين لا يليق بأبناء محافظة يحفظ لهم التاريخ مجداً نضالياً في أنصع صفحاته يدفعون الثمن باهظاً لوحدهم دون غيرهم .. وإزاء ومعضلات إعادة الإعمار والبناء والخدمات يجد المحافظ نفسه أمام مهام جسيمة وعصيبة لا يستطيع القيام بها دون تحرك دولي قوي وتوجه حكومي جاد بخطوات عملية وليس خطابات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، فضلاً عن مشاركة أبناء المحافظة وتعاونهم في انتشال محافظتهم من تحت ركام الخراب وترك الخلافات جانباً .
وقبل الختام أتقدم بالنصح للأخ المحافظ بمتابعة تنفيذ توجيهاته وردع وتغيير المدراء الفاسدين وأن يفتح صدره للرجال الشرفاء الصادقين وتنظيم سكرتاريته وحراسته التي يجب أن تعكس شخصية المحافظ في استقبالها وتعاملها وأن يحذر لوبي الفساد القذر والبطانات السيئة فالمهمة صعبة والوقت يمر وأبين في ذمة الجميع.