إن التاريخ المعاصر سيسجل للرئيس هادي في أهم صفحاته وهو يتقبل رئاسة اليمن وهي تمر بظرف عصيب ومن أجل اليمن والشعب واجه التحدي الكبير وكان المنقذ لمشكلات الانزلاق إلى حالة الانهيار وبكفاءته وصبره ومرونته وعقلانيته استطاع مواجهة المشكلات والمضي في تنفيذ المبادرة الخليجية بدعم ومساندة الأشقاء والأصدقاء وإحداث حالة من التغيير في المؤسسة العسكرية والأمنية بإعادة هيكلتها والتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه وضع الحلول لكل القضايا الشائكة وصياغة مفهوم جديد وعصري للنظام السياسي للدولة الحديثة والنظام العادل.
أنا لا امتدح هنا الرئيس هادي .. لكن عظمة نضاله وانجازاته الوطنية تجعلنا نقول عنه كلمة حق قد ترفعه إلى فوق ما وصل إليه ولن تنزله بل يجب على كل الأطراف السياسية مساعدته في تحقيق طموحات الشعب .. ولا يمكن هنا نسيان أهم القضايا وهي القضية الجنوبية التي لا تحتاج إلى المزايدة والمتاجرة بها وتهميشها فهي أم القضايا كما وصفها طيب الذكر القائد السياسي م. أحمد الميسري ولا تقبل انصاف الحلول فالذي حدث في الجنوب بعد حرب صيف 94م الظالمة لا يمكن معالجته بالمسكنات والمراضاة وإخضاع إرادة شعب الجنوب بالقوة .. فهو اختار طريق النضال السلمي في قضيته العادلة التي أوصلها إلى المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي وعلى الرئيس هادي الذي يدرك ما تعرض له الجنوب أرضاً وإنساناً من قهر وظلم وسلب ونهب أن يعطي ذلك كل الأهمية وأن يوقف آلية القمع والعنف التي صارت عنوان أحد الأطراف السياسية الطامعة إلى السيطرة على السلطة بالحديد والنار وعلى أنهار من دماء اليمنيين وخصوصاً مناضلي الحركة الوطنية الجنوبية.
فواصل سريعة
تسعة أشهر مضت منذ أن وضعت الحرب مع القاعدة اوزارها ولم نسمع أو نلمس أي تحرك من الحكومة في الإعمار والتعويضات خصوصاً بالعاصمة زنجبار المدمرة .. محافظ أبين جمال العاقل تركته الحكومة يواجه الماساة الإنسانية واحراجات المنكوبين فكم ينتظر هؤلاء الناس من الوقت حتى يتحرك ضمير الحكومة؟.