بالأمس وتحديداً في الـ 21 من فبراير الجاري مرت السنة الأولى على انتخاب رئيس جديد لليمن الرئيس عبدربه منصور. وهذا الحدث الكبير بغض النظر عن تراجيديا الأحداث التي صحابته جراء الأزمة الطاحنة التي كادت تعصف بالبلاد والعباد إلى النفق المظلم ومايزال المشهد مليئاً بالتحديات إلا أن مشهد تسليم وتسلم كرسي الحكم الرئاسي بطريقة سلمية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس عبد ربه منصور هادي مثل لحظة تاريخية غير مسبوقة على مستوى اليمن والدول العربية.. لأول مرة يسلم الحكم بالشكل الحضاري السلمي حتى أن بعض المراقبين السياسيين لم يتوقعوا حصول ذلك، ومعظم اليمنيين حتى يوم الانتخابات كانوا يخشون وقوع ما لم يكن في الحسبان، أي تفجر الأوضاع وسيسيل الدم إلى الركب كون التجارب كثيرة .. لكن الحمد لله انتصرت الحكمة اليمانية والعقل الوطني على الشر والفتن وتسلم هادي كرسي رئاسة البلاد وانتهت المخاوف .. لكن الثابت أن الرئيس هادي خلال السنة الأولى لرئاسته اليمني التي مرت ذكراها كما أشرنا بالأمس لم تكن أمامه الطريق مفروشة بالورد.. بل كانت الأوضاع محفوفة بالمخاطر والأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية التي أنهكت اليمن أرضاً وإنساناً وكما قال الرئيس في خطابه أمام المؤتمر الـ (21) لقيادة وزارة الداخلية إن الظرف الحالي دقيق وحساس حيث لا يزال الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي بحاجة إلى جهود للوصول إلى مرحلة الاستقرار والخروج بالبلد إلى بر الأمان.
إن التاريخ المعاصر سيسجل للرئيس هادي في أهم صفحاته وهو يتقبل رئاسة اليمن وهي تمر بظرف عصيب ومن أجل اليمن والشعب واجه التحدي الكبير وكان المنقذ لمشكلات الانزلاق إلى حالة الانهيار وبكفاءته وصبره ومرونته وعقلانيته استطاع مواجهة المشكلات والمضي في تنفيذ المبادرة الخليجية بدعم ومساندة الأشقاء والأصدقاء وإحداث حالة من التغيير في المؤسسة العسكرية والأمنية بإعادة هيكلتها والتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه وضع الحلول لكل القضايا الشائكة وصياغة مفهوم جديد وعصري للنظام السياسي للدولة الحديثة والنظام العادل.
أنا لا امتدح هنا الرئيس هادي .. لكن عظمة نضاله وانجازاته الوطنية تجعلنا نقول عنه كلمة حق قد ترفعه إلى فوق ما وصل إليه ولن تنزله بل يجب على كل الأطراف السياسية مساعدته في تحقيق طموحات الشعب .. ولا يمكن هنا نسيان أهم القضايا وهي القضية الجنوبية التي لا تحتاج إلى المزايدة والمتاجرة بها وتهميشها فهي أم القضايا كما وصفها طيب الذكر القائد السياسي م. أحمد الميسري ولا تقبل انصاف الحلول فالذي حدث في الجنوب بعد حرب صيف 94م الظالمة لا يمكن معالجته بالمسكنات والمراضاة وإخضاع إرادة شعب الجنوب بالقوة .. فهو اختار طريق النضال السلمي في قضيته العادلة التي أوصلها إلى المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي وعلى الرئيس هادي الذي يدرك ما تعرض له الجنوب أرضاً وإنساناً من قهر وظلم وسلب ونهب أن يعطي ذلك كل الأهمية وأن يوقف آلية القمع والعنف التي صارت عنوان أحد الأطراف السياسية الطامعة إلى السيطرة على السلطة بالحديد والنار وعلى أنهار من دماء اليمنيين وخصوصاً مناضلي الحركة الوطنية الجنوبية.
فواصل سريعة
تسعة أشهر مضت منذ أن وضعت الحرب مع القاعدة اوزارها ولم نسمع أو نلمس أي تحرك من الحكومة في الإعمار والتعويضات خصوصاً بالعاصمة زنجبار المدمرة .. محافظ أبين جمال العاقل تركته الحكومة يواجه الماساة الإنسانية واحراجات المنكوبين فكم ينتظر هؤلاء الناس من الوقت حتى يتحرك ضمير الحكومة؟.
الرئيس هادي .. والتحديات الصعبة
أخبار متعلقة