ولكن ومن معايشتي لواقع هذه الصحيفة.. لفترة وجيزة.. استطيع أن أقول إن هذه الصحيفة ليس لها تاريخ ميلاد واحد.. هذه الصحيفة ولدت مرتين.. وليست مرة واحدة.. ميلادها الأول كان في تاريخ 19 / 1 / 1968.. أما ميلادها الثاني فقد كان في تاريخ 8/ 5/ 2005م الذي صدر فيه قرار جمهوري بتعيين الزميل أحمد الحبيشي رئيساً لمجلس الإدارة رئيساً للتحرير .
أقول ميلادها الثاني.. لان الصحيفة كانت توشك أن تكون في عداد الأموات.. بعد أن وهن العظم منها.. واشتعل الرأس شيبا.. بفعل ما لاقته من متاعب وآلام الحياة.. حتى أنها كانت تلفظ آخر أنفاسها.. لولا أن أرسل الله لها (الرجل ذو العصا السحرية).. الذي كان عنوانا لمقال كتبته في هذه الصحيفة في تاريخ 9 / 2 / 2006م!.
إنه الرجل الذي أعاد الحياة للصحيفة من جديد.. أجرى الدماء الحارة في عروقها.. وأعاد لها أنفاسها.. لتحيا من جديد.. في يوم ميلادها الثاني.. شكل ثاني.. شكل ثاني ليس في الإخراج والألوان فقط.. بل شكل ثاني في المهنة والحرفة والابداع والفكرة.. شكل ثاني.. ليس في الحجم والمظهر.. بل في الروح والجوهر.. شكل ثاني.. في الرسالة والهدف والمبدأ والكلمة الحرة الشجاعة!.
إنه الرجل ذو العصا السحرية.. الذي قلت له في مقالي السابق المذكور أعلاه (دا إنته يا راجل خليت من الفسيخ شربات).
ولكن ما أريد أن أقول له هنا اليوم.. هو أن احتفالنا هذا بعيد ميلاد الصحيفة الخامس والأربعين.. سيأتي يوم بعده سنحتفل فيه بعيد ميلادها الثاني بأضعاف أضعاف من الفخر والاعتزاز والتقدير والعرفان للرجل ذو العصا السحرية.. رئيس تحريرها الحالي الأخ احمد محمد الحبيشي.
إنه الرجل الذي أتقن عمله.. فأحبه الله.. ألم يقل لنا نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
هنيئاً إذن للأخ أحمد محمد الحبيشي بحب الله لعمله.. الذي نرجو له أن يدوم ويستمر حتى آخر يوم في حياته وعمره المديد.. بإذن الله تعالى.