عزيزنا محمد عبادي حسن المردعي من مواليد جحاف قرية (القرنة) بامارة الضالع عام 1943م وتلقى دراسته في ربوع إمارته وفي مدينة جبلة، ونزل إلى ميدان العمل وانخرط في ميدان النضال الوطني منذ الانطلاقة الأولى للثورة في الجنوب، وفي مارس 1966م سافر إلى قاهرة المعز والتحق بالكلية الحربية وعندما تعرضت مصر وسوريا والاردن للعدوان الاسرائيلي في 5 يونيو 1967م دافع عبادي مع شقيقه ناجي عن أرض مصر في خندق واحد مع إخوانه المصريين.
عند عودته الى صنعاء في نوفمبر 1967م دافع عبادي عن صنعاء فيما سمي بـ “حصار صنعاء” جنبا الى جنب مع إخوانه الشماليين والجنوبيين الذين نزحوا اليها بعد الاستقلال (بل وقبله) في نوفمبر 1967م.
وفي عام 1970م وبعد عمل دام لأكثر من عامين في سوق العمل كعامل بناء وبعد ان قضى حوالي ستة أشهر في سجن دار الحيد (منزل الأمير شعفل بن علي) معتقلاً لأسباب سياسية لأنه كان من مقاتلي التنظيم الشعبي للقوى الثورية، غادر عبادي أرض الوطن إلى بريطانيا ليطرق باب العمل هناك واستقر به الرحال في مدينة كارديف البريطانية.
ناضل عبادي هناك في مجال كسب الرزق وفي المجال السياسي والحزبي حيث التحق بصفوف حزب العمال البريطاني وفي صفوف العمال العرب في بريطانيا وقد ارتبط عبادي بعلاقة طيبة مع مجتمعه ووفر له ذلك رصيدا اجتماعيا محترما مكنه من الفوز بانتخابات المجلس البلدي لمدينة كارديف العريقة مرتين.
عمل عبادي في جهتين بصورة دؤوبة وذلك في مجتمعه البريطاني (كارديف) وفي مجتمعه المحلي العربي (الجنوب وخاصة عدن) واقنع حزبه (حزب العمال) وقيادة كارديف المحلية ممثلة بصورة هولستن، عمدة المدينة بضرورة التوأمة مع عدن وغرفة عدن ولذلك طار عبادي الى عدن عام 2004م حاملا معه رسالتين الأولى من اللورد هولستن، عمدة كارديف الى نظيره الدكتور يحيى الشعيبي محافظ عدن لزيارة كارديف وابرام اتفاقية توأمة بين المدينتين، كما جاء حاملا رسالة من رئيس غرفة كارديف الى غرفة عدن واستقبله الشيخان الفاضلان محمد عمر بامشموس رئيس غرفة عدن وعبدالله سالم الرماح نائبه لشؤون التجارة وشملت الرسالة الدعوة لهما لزيارة كارديف لابرام اتفاقية توأمة بين الغرفتين ونشرت تفاصيل زيارته في صحيفة “الأيام” المقهورة.
رحم الله عزيزنا (أبا جلال) وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله أن يوفق أولاده الخمسة (الذكور منهم ثلاثة أكبرهم جلال) أن يكونوا خير خلف لخير سلف.. آمين!.