بالأمس كان ثائراً .. يقسم بشرف الثورة .. بقيمها وبمبادئها.. ويناضل من اجل تحقيق (يمن ديمقراطي موحد) .. أما اليوم فهو يدعو إلى تمزيق الوحدة اليمنية.. ثورة بالأمس من اجل تحقيق الوحدة.. وثورة اليوم من اجل تمزيق الوحدة .. على كده الحكاية كلها من أولها إلى آخرها .. لعب عيال.. مهزوم يا ولدي أنت مهزوم.. وضعيف وقاصر أنت اليوم.. وايضاً مفقود يا ولدي مفقود.. كما تقول قارئة الفنجان!
ولكن يا ولدي .. لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.. ثورتك هذه التي تدعو إليها سيعرف الشعب طريقها الصحيح.. ليس ضد الوحدة.. بل ضد اعداء الوحدة.. ضد من استغلها وشوهها وعاث فساداً فيها .. ضد القبلية والمناطقية والعنصرية.. ضد التخلف والجهل والجاهلية.. ضد الظلم والفساد.. ضد الانانية والمصلحة الشخصية .. ضد الكهنوت والرهبانية .. ضد التطرف والتعصب العقائدي والطائفي .. ثورة شعارها .. بإذن الله.. سيكون (شعب واحد .. يمن واحد .. رب واحد)!
وحقاً .. إنه شعب واحد ويمن واحد ورب واحد .. شعب سيعرف طريقه .. سينير له الله طريقه .. بنور شريعته الصحيحة السمحاء.. شريعة الرحمة والتراحم . وحيثما تكون مصالح الناس تكون شريعة الله .. شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. أما (المعروف) فهو ما تعارف عليه الناس .. ما ألفوه وما استراحت إليه نفوسهم ومنحهم الاطمئنان والأمان .. أما (المنكر) .. فلا منكر أنكر من الفقر .. الذي قال عنه الفاروق رضي الله عنه (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) .. وهناك من قال إن (الجوع كافر) .. ونساؤنا يتسولن في الشوارع وعند أبواب المساجد .. ونحن نركع لله ونسجد بلا شعور ولا مشاعر .. والله يقول في الحديث القدسي (أنا الرحمن.. وهذه الرحم شققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته)!
قبل أيام قليلة في برنامج تلفزيوني يناقش ما يجري اليوم في سوريا الشقيقة استمعت فيه إلى امرأة سورية وهي ترد على حديث شركائها في البرنامج تقول لهم بما معناه ان يتركوا فائض الكلام وشقشقة العبارات جانباً .. فذلك لن يوقف نزيف دم أطفالنا ونسائنا ورجالنا في سوريا .. علينا ان نفكر بجدية وفعالية في السبيل إلى وقف نزيف الدم السوري الذي يوشك ان يلحق بسوريا وشعب سوريا الخراب والفناء!
وذلك ما اريد ان اقوله أنا هنا للجميع .. دعوكم من الهرج والتهريج .. كفى هراء ودجل سياسي .. بيوتنا عورة بسبب الفقر والجوع .. بيوت لها واجهات وجدرانها تنهار من الداخل .. عائلات بلا عائل .. وان وجد فليس بقادر .. إن الساكت عن الحق شيطان أخرس .. والغافل عن الباطل لن ينجو من عقاب الله .. و(كلنا يا عزيزي لصوص) .. كما قال بطل الفيلم المصري الذي يحمل نفس عبارته .. نعم .. كلنا مسؤولون .. كلنا مذنبون .. وفي مقدمتنا شيوخنا والرهبان والقديسون .. كلنا محاسبون امام الله .. في الدنيا وفي الآخرة .. فلا ننتظر إلا ان يستبدل الله بنا قوماً آخرين.. ثم لا يكونوا مثلنا (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات .. وأولئك لهم عذاب عظيم) (آل عمران 104 ـ 105).