ربطت أولاً اسم ( حداد ) بعدن حيث تسكن هذه المدينة عائلات معروفة باسم “حداد” وهناك المبدع الحضرمي حداد الكاف صاحب قصيدة أو رائعة ( با سألك يا عاشور عن حال البلد” وهناك عائلة عدنية عريقة معروفة باسم” الجوهري”. استأنست كثيراً بالدعوة لأنها ذكرتني بزيارة الراحل الكبيرفريد الأطرش لعدن عام 1957 م وذكرتني بزيارة الراحلين الكبار محرم فؤاد وماهر العطار وشفيق جلال ومحمود شكوكو لعدن عام 1963م وذكرتني بزيارة الفنان شيخ إمام لعدن في بداية الثمانينات من القرن الماضي الذي شاهدته وسمعته يغني من روائعه الشعبية في نادي الوحدة الرياضي بعدن في بداية الثمانينات وشاهدت وسمعت المبدع الفذ صالح البصير وهو يغني روائع مصرية في الأمسية الفنية بالقنصلية المصرية فما أشبه الليلة بالبارحة.
فرضت المناسبة نفسها علي وكنت قد نسيت أقلامي في البيت ولم يكن معي ورق وأسعفني الرجل الطيب فضل الهلالي مدير عام فندق ميركيور بقلمه لأكتب ملاحظاتي التي أملتها الضرورة الموضوعية .
عند مدخل الدار استقبلني سعادة حداد الجوهري القنصل المصري وقال لي بعد التأهيل والتسهيل: باقرأ مواضيعك في 14 أكتوبر فشكرته على هذا التكريم. وفي إحدى قاعات الدور الأرضي من القنصلية رصت مقاعد جلس عليها قناصل عرب منهم السعودي، والقنصل الروسي وشخصيات عامة وإبداعية ونسوية من المحافظة وقد شدني الحضور النسوي العدني المحترم.
المبدعان الرائعان أياد الشريف ورحاب حافظ خريجا الكونسرفتوار العريق على مستوى الشرق الأوسط شدني أياد بصوته الجميل ذي الطبقة المشبعة وذكرني بصوت شفيق جلال ومحمد رشدي ومن محاسن الصدف أنه غنى أغنية ( عدوية) لمحمد رشدي وعزف له صالح البصير المبدع الفذ وكان أياد يغني كوبليهاً ثم يغني البصير كوبليها ثم يغنيان معاً كوبليهاً ثالثاً وهكذا دواليك.
أما المتألقة رحاب حافظ وهي خريجة الكونسرفتوار كما أسلفت فرأيتها امتداداً لروح الدكتورة رتبية الحفني ووجدت في صوتها صوت عفاف راضي شدتني رحاب وهي تعزف على المزمار وكما رايته آخر صيحة في صناعة المزمار وآخر صيحة في التزمير الذي تألقت فيه رحاب أيما تألق.
الجميل في الدويتو أن أياد ورحاب متناغمان متجانسان في الأداء والحركات في كل الفقرات التي قدماها سواء بالغناء الشرقي أو الغناء الغربي، سواء بصورة منفردة أو مشتركة فقد غني أياد أغنية (أهواك) وأبداع فيها وعلقت على ذلك وقلت: بالأمس أبدع فيها العندليب الأسمر وأبدع فيها هذه الليلة المبدع الأشقر ونالت استحسان الحضور، أما هي فقد غنت لنجاة ولصباح وغنت معه أغاني عربية راقصة وخفيفة.
الجميل أن المصريين في قنصليتهم مسؤولين وموظفين صغاراً تجمعهم الظرافة وحب النكتة فالظرافة سمة عامة .
حقاً لقد كانت أمسية من أمسيات العمر!!