ومؤخراً نلت قدراً من بذاءاتهم لأنني كتبت في مقال ما يلي (أنا مع تحويل الجنوب إلى ولاية فدرالية ضمن الجمهورية اليمنية فلست مع وحدة ثبت فشلها لكنني لست مع الانفصال فقد نشأت نشأة وطنية وقومية في أسرة رجالها لديهم مبادئ أخلاقية وسياسية سامية لهذا أؤمن بوحدة الشعب اليمني ووحدة الشعب العربي وأن الجنوب جزء من اليمن واليمن جزء من الوطن العربي) ولكن نلت قدراً أكبر من الاستحسان على قولي ذلك حتى أن صديقاً وافاني برسالة الكترونية تضم تعليقاً بموقع «صدى عدن» على مقالي الذي نشر بها وحسب قوله أنه أروع تعليق على مقالي، التعليق باسم ناصر الجليدي ونصه (لو اكتفينا من كل كتاباتك الكثيرة ونشاطاتك المتعددة بالفقرة التي تقول فيها «أنا لست مع الانفصال فقد نشأت نشأة وطنية وقومية في أسرة رجالها لديهم مبادئ أخلاقية وسياسية سامية لهذا أؤمن بوحدة الشعب اليمني ووحدة الشعب العربي وأن الجنوب جزء من اليمن واليمن جزء من الوطن العربي» لدخلتَ التاريخ وبقيت ضمن المخلدين الأحرار إلى الأبد. شكراً لنجيب النجيب ، ابن رئيسنا العظيم وقائد استقلال جنوب وطننا قحطان الشعبي، والعار على من يسعى إلى تمزيق وطننا ، بسبب افتقادهم للروح الوطنية والقيم السياسية النبيلة) ولن أحلف بأنني لا أعرف الذي كتب هذا التعليق فقد كتبت مؤخراً في “عدن أون لاين” أنه بناء على طلب كثير من القراء آخرهم الابنة العزيزة الشابة (هـ.م) المقيمة مع أسرتها الكريمة ببريطانيا التي ناشدتني أن لا أحلف في مقالاتي لأنها وجميع صديقاتها يثقن في صحة كل ما أكتبه، فإنني لن أحلف ثانية والذي لا يريد أن يصدق شيئاً كتبته فمع ألف سلامة ولا يعود لقراءة مقالاتي. وأشكر من كتب ذلك التعليق وقد أشاد بي أكثر مما أستحق.
الجنوب.. يمني أم تيمنن؟
والصحيح أن الشعبي إنما كافح لينفض الغبار الذي طمس الهوية اليمنية للجنوب فالجنوب جزء من اليمن، وقد أكد أن جنوب اليمن المحتل يشكل مع شمال اليمن المستقل إقليم اليمن، وكنت أتجاذب أطراف الحديث هاتفياً في رمضان الفائت مع الأخ أحمد الحبيشي رئيس تحرير «14 أكتوبر» فقال «وعبدالله باذيب يمنن الجنوب مع قحطان الشعبي فهما أول من أكد يمنية الجنوب وذلك تقريباً في عام 1956» وأظن أن هذا صحيح فباذيب معروف بإيمانه بالوحدة اليمنية.
إن يمنية الجنوب حقيقة تاريخية ولا ينكرها إلا جاهل بالتاريخ أو انفصالي خائب يتوهم أن إنكار يمنية الجنوب هو الطريق الموصل للانفصال! وأكثر من يرددون أن قحطان يمنن الجنوب هم من حضرموت وشبوة (ومعهم صغار الجنوبيين الذين يناضلون بشراسة من خلال الكيبورد فيما يسمى بمنتديات الضالع بوابة الجنوب وهم يعتبرون من حثالات الجنوبيين وللأمانة ينافسهم مناضلو كيبورد «منتديات كور العوالق» الذين ضحكت كثيراً على خيبتهم عندما أفادني أحد المقربين وأنا أكتب هذا المقال بأن إدارة «فيسبوك» طردت منتديات كور العوالق من فيسبوك للبذاءة والسوقية التي يتصف بها هذا المنتدى الذي سبق أن كتبت منذ أسابيع عن انحطاط رئيس مجلس إدارته وبعض اعضائه، تهانينا بإغلاق حسابكم في فيسبوك، وعلى العكس منهم يوجد «منتديات العوالق للموروث الشعبي» وهذا موقع محترم ويقدم صورة مشرفة لأبناء العوالق الكرام، وهناك مواقع عولقية أخرى جيدة، كما علمت مؤخراً أن المتسمى بـ «بكري» المشرف على القسم السياسي بمنتديات الضالع قد طرد من الإشراف على القسم بعدما كتبت عنه مرتين (بأنه وعضو يدعى مهدي الكازمي يقومان بتزييف تاريخ الجنوب وشتم أبناء الشمال بألفاظ بذيئة) وحول ما يقوله بعض انفصاليي حضرموت وشبوة بأن قحطان نكبهم لأنه يمنن الجنوب، علق صديق عزيز ساخراً «يمكن هم زعلانين لأن قحطان خلاهم يمنيين وليس ألماناً أو أمريكيين» وصديق عزيز آخر علق ساخراً «هم تاريخياً يمنيين من قبل أن يخلق قحطان فاسألهم: وأيش كنتم قبل أن ييمنن قحطان الجنوب؟ هل كنتم فرنسيين أو ألمان؟» أما أنا فأرد عليهم بأنه يجب أن تشكروا قحطان فقد أبرز يمنيتكم فجعل لكم قيمة بين الشعوب وكنتم من قبل مجهولين.
قادة عدن هم سبب: انتكاسة الوحدة، والحرب، وقضية الجنوب
بعض مناضلي الكيبورد من مزوري التاريخ يكررون أنه بعد تعيين قحطان الشعبي مستشاراً للرئيس الشمالي عبدالله السلال أرغم على القول بأن الجنوب يمني! إذا ما رأيكم أن كتابه «الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن» صدر في 21مايو1962 أي قبل تعيينه مستشاراً بسنة بل قبل أن يصير السلال رئيساً بل قبل 26 سبتمبر1962 بأربعة شهور وكان الحاكم حينئذ الإمام أحمد وفي طول الكتاب وعرضه يؤكد الشعبي على يمنية الجنوب .. الرجل كان لديه مبادئ سامية وأهداف عظيمة تحرريه ووحدويه يمنياً وعربياً وليس مثلكم متجردين من أي مبادئ أو أهداف عظيمة ومتجردين حتى من الأخلاق. ولكنه لم يقبل بتحقيق الوحدة بتلك الطريقة التي تمت بها ففي خطاب جماهيري بعدن في 1969م رفض سياسة الضم والإلغاء التي تتبناها صنعاء تجاه دولة الاستقلال الفتية في الجنوب وأعلن 10 نقاط كأساس لتحقيق الوحدة اليمنية وقال «لو وافق الإخوان في الشمال على هذه النقاط فنحن مستعدون لتحقيق الوحدة اليوم قبل الغد» فأسقط في يد القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري والفريق حسن العمري رئيس الوزراء وأعلنت صنعاء بأن النقاط تعجيزية! مع أن قيادة صنعاء لم تحاول حتى مناقشة النقاط مع عدن (ليس هنا مجال سردها، ولكن منها أن قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر وطبق في الجنوب يجب أن يطبق في الشمال للقضاء على الإقطاع وشبه الإقطاع، والعمل على إسترداد الأراضي اليمنية التي في حيازة الغير، والعمل بمبادئ وأهداف ثورة 14 أكتوبر) وقال الرئيس الشعبي «ليس بالضرورة أن يكون رئيس الجمهورية منا أو أن يكون رئيس الحكومة منا ولكن يجب أن يكون هناك مبادئ نسير عليها».. وللأسف فأنه بعد 20 سنة من تلك الشروط قام البيض وقيادة الحزب الاشتراكي بتحقيق الوحدة بطريقة «ساذجة» فهي على العكس تماماً مما أشترطه الشعبي فقالوا بأنه بالضرورة أن يكون في الفترة الإنتقالية نائب رئيس مجلس الرئاسة منا وأن يكون رئيس الحكومة منا وأن يكون رئيس مجلس النواب منا وأن تكون نصف مقاعد الحكومة لنا! وأما من كان معارضاً منهم لاتفاقية الوحدة فقد تراجع أمام الوعد بتعيينه في الحكومة! وغير ذلك من ترتيب «الأوضاع الشخصية» للقادة في عدن أما «المبادئ» فلم يكن لها أي أهمية لديهم وهذا هو سبب انتكاس الوحدة اليمنية وبالتالي حرب 1994م ومن ثم ظهور القضية الجنوبية فالسبب في ظهورها هم قادة الجنوب لأنهم دخلوا إلى الوحدة متجردين من «المبادئ».