نحتفي بالذكرى ( 49) على قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة ويعز على هذه الذكرى أن يسبقها بخمسة أيام تأبين أحد أبنائها المناضلين الذي التحق بصفوف التنظيم العشبي للقوى الثورية وتحديداً في فرقة النصر وكان قائدها المناضل الوطني البارز خالد أحمد سعيد مفلحي ومن رفاق دربه في الفرقة: سعيد ماطر ومحمد عبدالله مخاوي وحسين حامد عزيبي وفضل عزب وأحمد عماد وسعيد عماد والقائمة طويلة.
كان الفقيد محمد منصور ( ابو حكيم ) في الإطار القيادي لفرقة النصر ولذلك كان عضواً في القيادة العامة للتنظيم الشعبي وحمل روحه في كفه وجند كل ما يملك من أجل انتصار قضيته فكان محله التجاري (دار أشجان) وسيارته مسخرين لخدمة الثورة.
دفع فقيدنا محمد منصور عبيد ضريبة نضاله وتعرض للاعتقال بعد الاقتتال الأهلي الثاني بين الجبهة القومية من جهه وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي من جهة أخرى وأعلن الجيش العربي انحيازه للجبهة القومية يوم 6 نوفمبر 1967 وخاض معارك في الشيخ عثمان والمنصورة ضد خصمي الجبهة القومية وحسم الجيش معاركه مع الخصوم ومهدت الأرضية لتفاوض بريطانيا مع الجبهة القومية في جنيف وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.
ترى ما الذي حققه شعب الجنوب من ثورته التي رافقتها تضحيات جسام ؟ هل وفرت اللقمة لأبناء الجنوب ؟ وهل وفرت العزة والكرامة لهم؟ هل وفرت فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية لهم؟ هل أصبح شعب الجنوب سيداً في أرضه وعلى ثروته ؟ هل نهب الغير تلك الأرض والثروة.؟
سأحدثكم عن فقيدنا الغالي محمد منصور عبيد.. عرفته مكافحاً في توفير العيش الكريم له ولأفراد أسرته. اعتمد على ساعديه وعرقه في إدارة عمله الخاص من محل تجاري لبيع الملابس النسائية وأدوات التجميل والعطور وسرعان ما غير خطه التجاري وتحول إلى تنجيد السيارات والأثاث المنزلية ودرب أولاده الثلاثة عبدالحكيم وخالد وعمار على ممارسة هذه المهنة إلا أنه في الأعوام الأخيرة من حياته تفرغ محمد منصور لمرضه الذي ألزمه الفراش حتى وفاته يوم الجمعة 31 أغسطس 2012م عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاماً وكأنه يرحمه الله كان يحاكي أبا العلاء المعري: هذا ما جناه علي الوطن ولم أجن على أحد .
وقد يرى آخر أن محمد منصور ودع الحياة وهو يقول: أيتها الثورة دخلتك وأنا جوعان وخرجت منك وأنا جوعان .
رحم الله فقيدنا محمد منصور عبيد وأسكنه مع رفاق دربه فسيح جناته وتغمدهم بواسع رحمته.. آمين!!