أشهر التكتل القبلي في شهر يوليو 2011 بعد أن أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي (الذي كان حينها نائبا لرئيس الجمهورية ) التهدئة ووقف الحرب في الحصبة، وكان رجال القبائل الذين حشدهم أشياخ الأحمر لا يزالون في ذلك الوقت يدكون وزارات ومصالح الحكومة في الحصبة وما حولها، وينهبون محتوياتها، وحينها كان الشيخ صادق الأحمر يفاخر بأنهم واجهوا الدولة التي لديها قوات الأمن والجيش وأنهم تمكنوا خلال وقت قصيرمن السطو على تسع وزارات وهيئات حكومية.
اليوم وبعد أكثر من 14 شهرا ونيف، بعث هذا التكتل القبلي من جديد، بعد أن كان كثيرون يعتقدون أن مهمته قد استنفدت بنقل السلطة وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد، ولكن ذلك الاعتقاد لم يكن صحيحا، بالنظر إلى أن التكتل كان موجها ضد الدولة في الأساس. اليوم تم إحياء التكتل بعد فترة موات طويلة ليستأنف مهمته هذه المرة في مواجهة الرئيس عبد ربه منصور هادي. لقد جاء تأسيس التكتل عام 2011 لإثبات استمرار قدرة القبيلة في الطغيان على الدولة، ومنح مشايخ قبيلة حاشد - وفي مقدمتهم مشايخ الأحمر- القدرة على مواصلة مهمتهم التاريخية في توظيف الدولة لخدمة مصالح القبيلة التي تفاخر دائما أنها صانعة الرؤساء وصاحبة السلطان، وعندما تشعر بضعف نفوذها تلجأ إلى عرقلة بناء الدولة وتحديها، وأدنى مظاهر ذلك التحدي اليوم عدم قدرة “لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار” على إلزام مشايخ حاشد بما ألزمت به الدولة التي تصغر أمام القبيلة.
يوم السبت الماضي دعا صادق الأحمر الأشياخ أنفسهم لحضور اجتماع مجلس شورى تحالف القبائل لممارسة مزيد من الضغوط على رئيس الجمهورية، ففي هذا الوقت يقوم الشيخ بمنع تنفيذ بعض مشاريع إعادة تأهيل المصالح الحكومية المتضررة جراء حرب الحصبة، ومنها وكالة (سبأ) للأنباء التي دكت قبائل الشيخ مبناها ونهبت كل محتوياته، وذريعة الشيخ أنه ليس من حق الدولة أن تعيد بناء الوزارات والمصالح الحكومية المخربة والمنهوبة إلا بعد أن تصرف له تعويضا ماليا قدره مليار دولار حسبما ذكرت بعض المصادر.
يوم السبت الماضي خطب كبير أشياخ حاشد في جموع التكتل القبلي خطبة الآمر وصاحب القرار في شؤون وطنية رغم أنه لا يحمل أي صفة حكومية تخوله بذلك.. دعا تنظيم القاعدة الإرهابي للمشاركة في الحوار.. واشترط عليه كما اشترط على من سماهم جماعة الحوثي والحراك الانفصالي نبذ العنف وسفك الدماء وترك السلاح وعدم فرض معتقداتهم بالقوة إذا أرادوا الانخراط في الحوار.. وهددهم بشن الحرب باسم الشعب. وقد خلط الشيخ خلطا متعمدا بين الحوثيين والحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة الإرهابي، وساوى بين هذه الأطراف غير المتساوية بأي وجه من الوجوه، وهو خلط ومساواة نذرهما الشيخ لتحسين صورة التنظيم الإرهابي. كما وضع نفسه بموازاة رئيس الجمهورية في تحديد الخيارات وإصدار الأوامر، وزاد على ذلك بوضع نفسه ناطقا باسم الدولة والشعب، وأعطى نفسه صلاحية إعلان الحرب في الوقت المناسب على الجنوبيين.