فالدولة اليمنية الوحدة ما تزال قائمة، وتفرض سيادتها على كامل أراضيها ومياهها وسمائها، على الرغم من كل الظروف الصعبة التي ما تزال تعاني منها ومن الأحداث المؤسفة!! التي وقعت ولا تزال بين حين وآخر تقع فيها والناجمة بعضها من السلوكيات اللا أخلاقية واللا قانونية واللا وطنية والتي استهدفت بقصد أو بدون قصد ضرب الوحدة الوطنية، وإضعاف هيبة الدولة، وممارسة الفساد والإفساد والعنف والإرهاب!!، والتي مارسها ويمارسها أولئك البعض من الخارجين عن الثوابت الأخلاقية والوطنية بخرقهم للدستور وتجاوزهم للقوانين النافذة مستغلين الجاه والمال والسلطة والقبيلة والحزبية!!، ولهذا خرج شعبنا اليمني العظيم بطلائعه الشبابية الثائرة سلميا يجوبون الشوارع تظاهرا ويفترشون بعض الساحات اعتصاما، وكانوا يتصدون بصدورهم العارية للرصاص الحي، ويتعرضون للاعتقال والخطف والتعذيب والتهديد والإقصاء والإهمال وإلى غير ذلك!، وهم يطالبون بحقوقهم الشرعية والمشروعة شعارا وهتافا، ولكنها لم تجد آذانا مصغية ولا تجاوبا سريعا حريصا ومسؤولا بل عنف مفرط ومماحكة منفرة! الأمر الذي شق المجتمع والدولة بين مع أو ضد الشباب الثائر سلميا، والذين صعدوا من مطالبهم العادلة وأعلنوها ثورة سلمية من أجل التغيير الواعي والهادف القضاء على الثقافة السلبية فكرا والمدانة سلوكياتها! ، وتصحيح الأخطاء والاختلالات والمشاكل والأزمات والأوضاع المقلوبة إداريا وماليا وسياسيا ودبلوماسيا وعلميا و.. إلخ!!، وبناء دولة مدنية حديثة ومتطورة تقوم على القانون والعدل والمساواة فتحمي الوحدة وتعزز لحمتها الوطنية وتجسد الديمقراطية قولا وعملا، وتكافح إداريا وقانونيا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا و.. إلخ، كافة أوجه الفساد والعنف والإرهاب وملاحقة المتورطين في ممارسته بصورة مباشرة وغير مباشرة، وإعادة الثقة والهيبة للدولة واحترام الدستور والالتزام بالقوانين النافذة وفرض الأمن وحماية السلم الاجتماعي وتفعيل دور الدولة في بناء الإنسان والوطن معا وصنع المزيد من المنجزات الإنسانية الثورية والوحدوية والديمقراطية والتنموية العادلة والشاملة لتحقيق الحياة الكريمة والنهوض باليمن الجديد.
وبهكذا تنتهي عملية المتاجرة السياسية بالوحدة، ويصبح الحوار الوطني الشامل دعوة مفتوحة لكل أبناء الوطن اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ليناقشوا تحديد ومعالجة السلبيات والأخطاء و..إلخ، ووضع النقاط على الحروف بكل حرية حقة وشجاعة أدبية ومصداقية لوجه الله ومن أجل اليمن الجديد بما يكفل أن لا تتكرر السلبيات والأخطاء والمظاهر المؤسفة فساد وعنف وإرهاب وعصبيات جاهلية شللية ومناطقية وقبلية وحزبية!! وذلك لأننا نريدها دولة قانون للكل وعلى الكل وبالكل.