وهذا ماعبر عنه الكاتب الوطني البارز، فاروق ناصر علي، الذي كان ومازال رمزاً للمقاومة وصاحب الكلمة المسموعة، ولذلك صال وجال في موقع عمله في شركة التأمين فأقالوه وحاكموه ونصبوا له الفخاخ الهمجية، لكنه خرج منها كلها منتصراً وكل يكافح بفكره وقلمه لكن لا حياة لمن تنادي، هو رب الرجل في حياته واسرته، وكان ولده فراس هو اولى الحلقات التي استهدفوه بها ..
فاروق ناصر، نعرفه بأنه هامة كبيرة وعالية وسامقة، ولا يمكن أن يختم حياته المشرفة التي تجعله في مصاف الكبار العظماء بالاعتزال عن الكتابة، حتى لو كان قد عبر عن ذلك بما يبرر له ذلك، لكن شوقي قد قال، يافاروقنا:
وللأوطان في دم كل حر يد سفلت ودين مستحق
نعم أيها الفاروق .. وهل تذكرت قول البردوني الحكيم المبصر ونحن العميان:
يمانيون في المنفى .. ومنفيون في اليمن ؟!
ونستحلفك بالله ان لا تدعنا ضحية لما تبقى من حياتنا وسط هذه الغابة التي بها الوحوش الكاسرة .. في حين هي تسمى نفسها أسماء مشتتة، لا واقع لها وتدفع بعدن، هذه المدينة الأم، إلى أتون حروب مدمرة، نعم ياابا فراس، وهل نسيت الأمهات الثكالى والشهداء الأبرار هل نسيت كيف كنا وأين نحن اليوم وما الذي يجب ان نفعله في هذه اللحظة بالذات ؟!
ايا فاروق .. أنت لا شبيه لك ولا بديل فاعدل عن قرارك لانك ملك عدن واهلها صحيح أنه من حقك اتخاذ قرار يخص حياتك .. لكنك في قرارك ذاك لست حراً فيه .. فما اقدمت عليه لا يخص حياتك ولا أسرتك، بل يخص وطناً اسمه (عدن) وقد أشرعنا أقلامنا استئناساً بك وتتلمذنا على سيرتك وعطائك اكثر .. وهل نسيت وأنت تحثنا على مواصلة المشوار وكنت وانت تقود شركة التأمين تخوض نضالات لصالح الفقراء والكادحين نسيت انك كنت تقوم بتقديم اكواب الشاي بنفسك وتقول لنا: الأمل في الأقلام الشابة الشريفة في أن تغير الواقع .. الا تعتبر ذلك انه كان حافزاً لنا لنقتدي بكم .. فكيف نقبل بان يتحول النموذج الى شيء لا قيمة له في الحياة .. لا .. لا .. ايها الفاروق .. أعدل واصمد، وإن نكلوا بك لكنهم هم المنهزمون وانت الأعلى، فابق كما عهدناك .. ابق النموذج للقلم الوطني الجسور.. وشمر عن ساعدك فنحن معك، ومنك نستمد البقاء في الصمود .. أيها الرجل الجميل .. والعدني الاصيل..