د.العليمي: نريد سلاماً ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة ويحفظ حق اليمنيين
الدوحة/14أكتوبر:غادر عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي العاصمة القطرية الدوحة متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد مشاركته في أعمال منتدى الدوحة.وقد كان في وداعه وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر، سلطان بن سعد المريخي، وسفير اليمن لدى دولة قطر راجح بادي، إلى جانب عدد من المسؤولين القطريين.
وخلال مغادرته، عبّر الدكتور العليمي عن شكره وتقديره لدولة قطر الشقيقة على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز، مشيدًا بالدور الريادي الذي يضطلع به منتدى الدوحة كمنصة دولية رائدة لتعزيز الحوار وتبادل الرؤى حول قضايا السلم والتنمية والحكم الرشيد.
كما شارك عضو مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي، اليوم، كمتحدث رئيسي في الجلسة الختامية للنسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة، وذلك في الجلسة العامة التي حملت عنوان "مستقبل نؤمن به: إعادة بناء الثقة من خلال العمل المشترك"، والمنعقدة بتاريخ 7 ديسمبر 2025.وجاءت مشاركته إلى جانب نخبة من الشخصيات الدولية البارزة، بينهم فخامة الرئيس حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، وفرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في نقاش تناول التحديات العالمية المتمثلة في تصاعد الصراعات واتساع فجوات عدم المساوة وتراجع الثقة في المؤسسات.وخلال كلمته، أكد الدكتور عبدالله العليمي ان اليمن يشهد منذ عام 2014 واحدة من أعقد الأزمات في تاريخه الحديث، حيث تحوّل الصراع من نزاع سياسي داخلي إلى حرب متعددة المستويات، تتداخل فيها الأبعاد الطائفية والسياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية.وقال:" بات اليمن يعيش منذ انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة ومؤسساتها ومسارها السياسي مرحلة خطيرة أعادت البلاد من مسار التوافق الوطني وبناء الدولة المدنية واعلاء مبادئ الحكم الرشيد والتوزيع العادل للسلطة والثروة، الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني، إلى مرحلة أنهكت الشعب اليمني وباتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي. وأوضح أن المليشيات الحوثية لم تكتفِ بالتمرد على الدولة، بل تحولت إلى مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم، وارتبطت بجماعات إرهابية في دول اخرى، على سبيل المثال في الصومال، وارتهن قرارها في السلم والحرب بايران وبما يسمى محور المقاومة، ما فاقم من خطورة الصراع على الشعب اليمني والمنطقة والعالم.وأشار إلى أن تحقيق العدالة الحقيقية يبدأ بإنهاء الحرب عبر سلام دائم وشامل يعالج جذور الصراع، ويضمن استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والتنمية والاستقرار، مؤكدا نحن مع السلام منذ اليوم الأول، لكننا نريد سلاماً ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة ويحفظ حق اليمنيين في مستقبل آمن ومستقر، فالسلام الحقيقي ليس تجميداً للصراع، بل إنهاء لأسبابه.وأضاف الدكتور العليمي أن اليمن ليس فقط نموذجًا للصراع، بل يمكن أن يكون نموذجًا للحل، مؤكدًا أهمية تغيير النظرة الإقليمية والدولية تجاه اليمن من كونه تهديدًا إلى كونه فرصة، ومن ملف أمني ضيق إلى مساحة للتكامل والبناء، فتصور اليمن مثلا كدولة فاشلة وملاذ للإرهاب وعود كبريت سيجعل المقاربات لها تأتي دوما من زاوية أمنية، واعادة تصور اليمن كفرصة اقتصادية، كسواحل متنوعة، كمناخ معتدل وفرص سياحية، فرص استثمارية، شعب شاب وقوة عاملة أمينة، هذا يجعل الوضع يتغير، والتهديد يتحول الى فرصة، يتحول عندها المتصارعون الى شركاء في الاقتصاد والتنمية، ومدخل ذلك كله انهاء الصراع بإنهاء الانقلاب واستعادة المسار السياسي لبناء الدولة.وأوضح أن اليمن اليوم أصبح أكثر تأثرًا بالصراعات الإقليمية والدولية من كونه مؤثرًا فيها، مؤكدا إن التحديات التي فرضتها المرحلة الراهنة ليست معوّقًا فقط، بل فرصة أيضًا لإطلاق مسار سلام أكثر واقعية ومصداقية ، يرتكز على معالجة جذور النزاع داخليًا، ويأخذ في الحسبان المتغيرات الإقليمية والدولية، ويمكّن الدولة من استعادة دورها الاقتصادي والمؤسسي، وتساعده على الخروج من الصورة النمطية كمنصة للتهديد، وبالتالي فمقاربة الحلول ينبغي ان تتغير لتتحول لمقاربات اكثر شمولا، سواء في بعدها الدولي او الاقليمي او المحلي ، وسواء كانت امنية او عسكرية او اقتصادية تكاملية مؤكدا ان الاقتصاد هو أفضل حليف للسلام.ورداً على سؤال حول التغييرات المطلوبة دوليًا تجاه اليمن، أوضح سيادته أن استمرار الحرب لأكثر من عشر سنوات يعود إلى ضعف الأدوات الدولية في التعاطي مع الملف اليمني، مشيرًا إلى أن زيارة مجلس الأمن لليمن قبل الانقلاب الحوثي لتعزيز مسار التبادل السلمي للسلطة ومشروع الحوار الوطني الشامل، وكذلك تعدد القرارات الأممية الخاصة بالشأن اليمني خلال العشر سنوات ورغم أهميتها ومحوريتها كمرجعيات سياسية إلا أنها للأسف أخفقت حتى هذه اللحظة في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة.وأكد الدكتور العليمي أن وجود مبعوث أممي لا يكفي في ظل غياب دور دولي فاعل، موضحًا أن تحول الصراع إلى البحر دفع العالم إلى رؤية خطورته بشكل أوضح، وهو ما انعكس في الموقف الأمريكي الأخير باتجاه إعادة تصنيف المليشيات الحوثية، وتغيير في الموقف الأوروبي تجاه المليشيات الحوثية، كما أشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة يواجه صعوبات حقيقية في التعاطي مع الجماعة الحوثية لغياب إرادتها السياسية في السلام.وشدد على أن الحل في اليمن يتطلب مقاربة محلية–إقليمية - دولية مشتركة تستند إلى المرجعيات لتنهي هذا الصراع وتؤسس لسلام شامل ومستدام يضمن أمن اليمن والمنطقة والعالم. فاستقرار اليمن مصلحة وطنية وإقليمية ودولية مشتركة.وفي رده على سؤال حول انطباعاته عن الوضع في غزة، قال الدكتور العليمي إن "غزة كانت اختبارًا صعبًا للضمير العالمي كله"، مؤكدًا تقديره واعتزازه للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني على أرضه وفي سمائه رغم المجازر ومحاولات التهجير، كما حيّا الجهود الكبيرة التي بذلها الأشقاء في قطر ومصر في مساعي الوساطة لإيقاف الحرب في غزة و للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني و كذا الموقف السعودي المبدائى و الثابت في ما يتعلق بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم و الجهود الكبيرة التي اتخذتها المملكة لحشد العالم في سبيل تحقيق ذلك .*سبأ نت




