إعداد/ داليا عدنان الصادققفزت سيناء إلى مركز الصدارة بين مسارح الحروب التاريخية بعد أن شهدت معارك أكتوبر عام 1973 م تلك التي تصارع فيها أكثر من خمس آلآف مدرعة ومركبة بين مصر و إسرائيل و ظهرت خرائط سيناء و تابع الناس عليها سير المعارك منذ عبور القوات المصرية قناة السويس وقتحامها خط بارليفلقد عرفت سيناء منذ القدم “ بأرض القمر “ لما اشتهر به أهلها الأولون من عباداتهم للقمر ، و تتميز سيناء بمجموعة من جبال وعرة في الثلث الجنوبي لشبه الجزيرة ، أهمها جبل الطور الذي يروى أن موسى جاءه عندما قدم الى اهل “ مدين “ ومنها جبل “ موسى “ و جبل “ المناجاة “ الذي ناجى موسى ربه من فوقه و جبل “ الصفصافة” الذي منه القى موسى الوصايا العشر على بني إسرائيل و جبل “كاترين “ و هو أعلى جبال سيناء ( 8536 قدما ) وأشهرها عند السائحين .و في شمال سيناء سهل ساحلي يمتد إلى البحر المتوسط مئتي كيلو متر فهو أوسع قطاع في شبة الجزيرة و تتخلل هذا القطاع الساحلي بقاع متناثرة صالحة للزراعة يفصلها عن الهضبة الوسطى بعض المرتفعات ومن أهم معالم هذا القطاع وجود بحيرة “ البردويل “ على ساحل البحر، وبها من الثروة السمكية ما أغرى الكثير من الصيادين في الإقامة حولها .و في هذا القطاع السهلي الساحلي تقع العريش أكبر مدن سيناء ، و هي على الطريق الساحلي الممتد شرقا إلى رفح وغزة ، و غربا إلى الفرما وتعتبر هذه الطريق العسكرية التي سلكتها القوات بين مصر و الشام من المصريين و الفرس و الحثيين و الأشوريين ، و العرش أصبحت مقرا لمحافظة سيناء منذ الحرب العالمية الأولى ، و تطورت الحياة فيها بارتفاع كفاية أجهزة الخدمات فيها و خاصة بعد عام 1952 م و قد شهدت هذه المدينة دخول عمرو بن العاص و هو في طريقه لفتح مصر و احتلها الأتراك بعد حكم السلطان سليم ، و مرَبها نابليون في طريقه إلى عكا و استردها سليم الثالث و كانت قاعدة لإمداد القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى ضد الأتراك في فلسطين .و توجد مدينة رفح في أقصى الشرق من سيناء على الساحل الشمالي حيث تلتقي عندها حدود مصر مع فلسطين على أطلال ( رافيا ) التي ذكرها المؤرخ يوسيفوس .[c1]سكان سيناء [/c]كان سكان سيناء الأوائل من الساميين ، و قد عرفوا مما كتب عنهم في الآثار المصرية باسم “ هيروشافيو “ أي “ أسياد الرمال “ و سكنوا قديما الكهوف ثم منازل من الحجر و الطين انشؤوها على طراز خلايا النحل سموها “ بالنواويس “ و لا يزال بعضها قائما حتى اليوم على قمم الجبال و ضفاف الأودية و يرجع تاريخها إلى خمسة آلآف عام قبل الميلاد .[c1]العادات والتقاليد في سيناء [/c]تسود العادات و التقاليد البدوية كل أرجاء سيناء من حب الضيافة و الكرم وتعظيم الجميل و تكريم الإبل و احترام العرض و الافتخار بالأنساب و كذاالتقيد باللوائح والنظم و تمسكهم بالنار و من العيب الكبير عند هم فرار الرجل من القتال أو التخلف عن نجدة رفيقة أو حارة .و من يفعل ذلك ينبذه أهله و ترفض البنات الزواج منه .[c1]مساكنهم [/c]يسكن معظم الخيام و خاصة في الربيع و النساء لا سيما أهل البادية و تصنيع خيامهم من شعر الماعز و تقوم نساؤهم بحياكتها أو من أو بار و صوف الغنم و إذا زال البرد و ارتفع المطر أقاموا في العرائش وهي أكواخ من القش و أغصان الأشجار و أما بالمدن العامرة كالعريش و رفح و القنطرة و الطور فيسكنون المساكن المبنية بالأحجار و المزودة بالماء والكهرباء .[c1]آثاثهم ومتاعهم [/c]أما بالنسبة إلى المخيمات فإن أهم ما تقتنيه الأسرة : المناسف و هي أطباق خشبية متفاوتة إلاتساع و يقدم عليها الطعام أحجار الرص لطحن الدقيق الغرابيل القدود النحاسية عذة القهوة .الغرائر وهي أكياس من الصوف مصممة لنقل الحبوب و تخزينها .و الإخراج و المزاود و هي من الصوف أو الوبر و تستخدم بدلا من حقائب السفر .[c1]أسلحتهم[/c]السيوف بمختلف أشكالها و البنادق على اختلاف أعيرتها وأعمارها و الطبنجات بمختلف أحجامها .[c1]ملابسهم [/c]للرجال القمصان و القفاطين القطنية و الدفيئة أى العباءة الصوف و الجمدان يلبسة عرب الشرق من جلد الضان غير المدبوغ و يلبسونة مقلوبا( الوبر للداخل ) و يلبسون العقار فوق الطاقية العراقية و أحيانا يلبسون الطربوش المغربي فوق الطاقية و علية عمامة من الشاش الخفيف وللنساء أثواب واسعة تعرف باسم “ أبو أردان “ و تصبغ هذه الأثواب باللون الأزرق و يتمنطقن بالأحزمة السوداء أو البيضاء من الشعر فوقها أحزمه حمراء تتدلى منها شراءيب يتبرقعن بالبراقع و الأقنعة يتلثمن بها عند مقابله الرجال و تتزين المرأة في سيناء بالوشم و خاصة في الشفة السفلى و ظاهر اليدين و يعجب الرجال بالوشم و ينشدون فيه ألوانا من الغزل و أما الحلي فمن عقود الخرز و الفضة و الخواتم و الأساور الفضية أو الزجاجية [c1]أفراحهم [/c]ولهم عادات ظريفة في الأفراح و يحبون عادة الزواج المبكر بين الأقارب وسن الزواج عندهم البلوغ ويكون من اقرب القريبات للرجل وهي اولاً بنت العم ثم من بعدها بنات القبيلة ويهتمون كثيراً بالانساب ويتم خطبة الرجل للبنت رأساً من ابيها او ولي امرها ولايؤخذ رأي البنت في الزواج واذا كانت بكراً واذا كانت ثيباً فلابد من موافقتها.ويتفاوت مهر البنت الأجنبية من خمسة جمال الى عشرين ومهر بنت العم من جمل الى خمسة جمال الى عشرين جملاً عندهم عادة النقوط وهي هدايا تقدم للعريس سواء من النقود او الحبوب او الغنم ويعتبر ديناً عليه يتحتم عليه الوفاء به مستقبلاً.[c1]الرقص والشعر والغناء[/c]والرقص عندهم ألوان فرقصة الدحية أعظم تسلية عند البدو فيقف فيها المغنون صفاً واحداً وبينهم شاعر او أكثر يرتجلون الشعر الغنائي وتأتي راقصة يسمونها الحاشية للرقص معهم.[c1]رقصة السامر[/c]هو عادة باللغة العامية ومن أنواعه القصيدة التي تنشد على الربابة ويشمل باب المدح ،إما الموال فهو الغناء على طهور الإبل وهناك لون ثالث من الشعر هو حداء الإبل أثناء سيرها او عند ارتوائها.واهم آلات الطرب في سيناء هي الربابة والسبابة” وهي الصفارة “ والزمارة المزدوجة.
أخبار متعلقة