



14 أكتوبر/ خاص:
تشهد ساحات الاعتصام المفتوح في العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب العربي، حراكًا جماهيريًا متصاعدًا وفعاليات وطنية وثقافية متنوعة، تعكس حالة الالتفاف الشعبي الواسع خلف المطالب الوطنية الجنوبية، وفي مقدمتها إعلان دولة الجنوب العربي واستعادة الدولة كاملة السيادة.
أمسية فنية وثقافية
واحتضنت ساحة الاعتصام المفتوح بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن، مساء الخميس، أمسية فنية غنائية وثقافية، ضمن الفعاليات المصاحبة للاعتصام الجماهيري المستمر.
وأحيت الأمسية الفنانة رويدا رياض، التي قدمت باقة من الأغاني الوطنية والتراثية الجنوبية، وسط تفاعل جماهيري لافت، عكس الحضور الشعبي الكبير والزخم المتنامي في ساحة الاعتصام.
وتنوّعت فقرات الأمسية بين الغناء الوطني والأهازيج الثورية، في مشهد جسّد الدور الوطني للفن الجنوبي كأداة للتعبير عن تطلعات الشارع، ووسيلة لترسيخ الهوية الثقافية الجنوبية وتعزيز الوعي الجمعي، بالتزامن مع استمرار الاعتصام المفتوح لليوم التاسع عشر على التوالي.
توافد جماهيري واسع من مختلف
المديريات والمحافظات
وفي السياق ذاته، واصلت ساحة الاعتصام المفتوح في عدن استقبال الوفود الجماهيرية من مختلف مديريات العاصمة ومحافظات الجنوب، حيث وصلت وفود حاشدة من أبناء مديرية صبر بمحافظة لحج، ومديرية الشيخ عثمان، مرددين الهتافات الوطنية ومجددين تفويضهم للقيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي.
كما شهدت الساحة، في اليوم الحادي والعشرين للاعتصام، وصول وفود جماهيرية كبيرة من أبناء باكازم في المنطقة الشرقية (أحور – المحفد) بمحافظة أبين، إلى جانب وفود أخرى من عدة محافظات جنوبية، حيث أُلقيت كلمات لعدد من القيادات والمشايخ أكدت أهمية وحدة الصف الجنوبي، ومواصلة النضال السلمي حتى تحقيق الاستقلال الثاني.
الضالع تحضر بثقلها النضالي ورسائلها السياسية
وشهدت ساحة الاعتصام بعدن، الخميس، تدفقًا جماهيريًا واسعًا من أبناء محافظة الضالع، في مشهد عكس رمزية المشاركة ومكانة المحافظة في مسيرة النضال الجنوبي.
وألقى محافظ الضالع اللواء علي مقبل، كلمة أكد فيها أن حضور أبناء الضالع يحمل رسالة واضحة بثبات الموقف الجنوبي ووحدة الصف خلف القيادة السياسية، موجّهًا رسالة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي بأن شعب الجنوب ماضٍ في طريق استعادة دولته بإرادة لا تقبل التراجع.
بدوره، شدد رئيس تنفيذية انتقالي الضالع العميد عبدالله مهدي، على أن أبناء المحافظة جددوا اليوم موقفهم التاريخي الداعم لاستعادة الدولة، مؤكدًا أن مشاريع الوحدة السابقة لم تعد مقبولة، وأن خيار الاستقلال بات قرارًا شعبيًا لا رجعة عنه.
إحياء ذكرى مجزرة سناح وفاءً لدماء الشهداء
وأحيت ساحة الاعتصام في عدن الذكرى الثانية عشرة لمجزرة سناح بمحافظة الضالع، في فعالية استحضرت واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق أبناء الجنوب.
وأكد الدكتور صلاح الشوبجي، مأمور مديرية البريقة، أن هذه الذكرى تمثل عهدًا متجددًا بمواصلة السير على درب الشهداء، وأن دماء الضحايا ستظل حاضرة في الذاكرة الوطنية كشاهد على عدالة القضية الجنوبية.
ساحات الاعتصام في شبوة والمهرة وحضرموت وأبين
وفي محافظة شبوة، شهد مخيم الاعتصام المفتوح بمدينة عتق توافدًا شعبيًا واسعًا، تخللته كلمات ونشرات سياسية أكدت أن إعلان دولة الجنوب العربي بات استحقاقًا وطنيًا تفرضه تضحيات الجنوبيين.
كما شهدت ساحة الاعتصام في الغيضة بمحافظة المهرة وصول وفد جماهيري من أبناء مديرية قشن، حيث أكدت القيادات المحلية والمشايخ دعمهم الكامل للقيادة السياسية ومطلب إعلان الدولة، في حين نظّمت حرائر مديرية قشن فعالية اعتصامية نسوية جسدت الدور الوطني الفاعل للمرأة الجنوبية.
وفي المكلا، احتضن مخيم الاعتصام حلقة نقاش ثقافية حول أهمية الأغنية الوطنية والثورية في مسيرة نضال شعب الجنوب، بمشاركة شعراء وفنانين، أكّدوا خلالها أن الأغنية الجنوبية شكّلت ذاكرة نضالية وهوية ثقافية راسخة عبر مختلف المراحل.
أما في محافظة أبين، فقد شهدت ساحات الاعتصام في زنجبار توافدًا جماهيريًا واسعًا، وانضمام منظمة الحزب الاشتراكي، في تأكيد على الدعم المؤسسي والسياسي لمطالب إعلان الدولة، فيما أكدت كلمات القيادات العسكرية والسياسية أن إرادة أبناء الجنوب قادرة على فرض حقهم المشروع.
وشهدت مدينة عتق بمحافظة شبوة، ومديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج، مسيرات ومهرجانات جماهيرية حاشدة، رفعت خلالها الأعلام الجنوبية، ورددت الهتافات المؤيدة للمجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية، مؤكدة الاصطفاف الكامل خلف القيادة السياسية، والمطالبة بسرعة إعلان دولة الجنوب العربي.
إجماع شعبي ورسائل واضحة
وتؤكد هذه الفعاليات المتواصلة، في عدن وبقية محافظات الجنوب، اتساع رقعة المشاركة الشعبية، وترسيخ حالة الإجماع الوطني حول خيار استعادة الدولة، ورفض أي محاولات للالتفاف على إرادة شعب الجنوب أو الانتقاص من حقوقه السياسية والتاريخية، في مشهد يعكس مرحلة مفصلية من تاريخ القضية الجنوبية.
أداء صلاة الجمعة تحت شعار «الجنوب لكل وبكل أبنائه»
هذا وكان قد شهدت كافة ساحات وميادين الاعتصام في محافظات ومديريات الجنوب، يوم الجمعة، أداء صلاة الجمعة جماعيًا، تحت شعار «الجنوب لكل وبكل أبنائه»، في مشهد وطني جامع جسّد وحدة الصف الجنوبي وتلاحم أبنائه بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم الاجتماعية.
وأكد خطباء الجمعة في كلماتهم على قدسية القضية الجنوبية وعدالتها، مشددين على أهمية وحدة الكلمة ورصّ الصفوف، ونبذ الخلافات، والتمسك بخيار النضال السلمي حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وبناء مستقبل آمن وعادل يسع الجميع دون إقصاء.
وعكست مشاهد أداء الصلاة في ساحات الاعتصام روح التآخي الوطني، ورسخت رسالة واضحة بأن الجنوب مشروع وطني جامع، يقوم على الشراكة والعدالة، ويؤمن بأن استعادة الدولة مسؤولية جماعية يشارك فيها الجميع، في ظل اصطفاف شعبي واسع خلف القيادة السياسية الجنوبية ومطالبها المشروعة.

