



عدن / 14 اكتوبر / خاص:
عادل خدشي :
يشهد الشارع الجنوبي حالة غير مسبوقة من الزخم الشعبي والتفاعل الجماهيري، في مشهد وطني جامع أثار اهتمام الأوساط الإقليمية والدولية، حيث تحتشد الجماهير اليوم في ساحة العروض بالعاصمة عدن، ترقبًا لما يوصف بالإعلان التاريخي المنتظر.
وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة إدارة الاعتصام بساحة العروض، الأستاذ خالد الزامكي، أن الاعتصام المفتوح لم يكن وليد لحظة أو رد فعل عابراً، بل جاء نتيجة حراك شعبي متراكم أعاد إيقاظ الوعي الجنوبي، وتزامن مع الانتصارات الميدانية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظتي حضرموت (الوادي والصحراء) والمهرة.
وأوضح الزامكي أن فكرة الاعتصام أُطلقت بمبادرة من عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي محافظة عدن، الأستاذ مؤمن السقاف، وبدأت في السابع من ديسمبر 2025م، بهدف إيجاد إطار وطني منظم يحتضن هذا التفاعل الشعبي المتصاعد، ويترجم تطلعات الشارع الجنوبي بالمطالبة الصريحة بإعلان دولة الجنوب العربي المنشودة.

وأشار الزامكي في تصريح لصحيفة «14 أكتوبر» إلى أن من أبرز الإيجابيات التي أفرزها هذا الاعتصام، ولأول مرة منذ زمن طويل، اجتماع أبناء الجنوب من مختلف مديريات محافظة عدن وكافة محافظات الجنوب تحت راية واحدة وسقف وطني موحد، عنوانه استعادة الدولة الجنوبية.. لافتًا إلى أن هذا المشهد عكس حالة نادرة من التلاحم ونبذ الخلافات والتباينات، والاصطفاف في طيف وطني واحد خلف القيادة السياسية والعسكرية، بقيادة فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأضاف أن ما يميز هذا الزخم التاريخي هو تنامي مستوى الوعي المجتمعي بالقضية الجنوبية، وتجذر الإيمان باستعادة مقدرات الدولة الجنوبية، فضلًا عن اتساع دائرة الانتماء الوطني بين أوساط الشباب، وامتدادها إلى الأطفال بوصفهم جيل المستقبل وحملة مشروع الدولة القادمة.
وأكد رئيس لجنة إدارة الاعتصام أن توافد الوفود الجماهيرية من مختلف مديريات عدن وبقية المحافظات الجنوبية يتزايد يومًا بعد آخر، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي الراسخ، والزخم الجماهيري غير المسبوق الذي تشهده ساحة العروض.. مشيرًا إلى أن الاعتصام بلغ ذروته خلال يومي 14 و15 ديسمبر 2025م، حين تحول إلى مليونيات جسدت لوحة وطنية يشهدها العالم بأسره.

وفي السياق ذاته، التقت الصحيفة أحد المشاركين في الاعتصام، المناضل نبيل صالح قاسم اليافعي، الذي أكد أن هذا الزخم الجماهيري الكبير لم يأت من فراغ، بل هو نتاج قضية عادلة ومطلب شعبي راسخ، تصنعه الجماهير بإرادتها الحرة.. مشددًا على أن الحشود التي زحفت إلى ساحة العروض من مختلف المناطق لم تكن وليدة الصدفة، بل تعبير صادق عن تطلع شعب الجنوب لاستعادة دولته.
وأوضح اليافعي أن هذا الإنجاز التاريخي المرتقب جاء بعد سنوات طويلة من المعاناة ومواجهة نظام استبدادي لم يمنح شعب الجنوب أي أفق للمستقبل، غير أن إرادة الشعب الجنوبي كانت أقوى، ونجحت في كسر تلك السياسات البائدة.. مؤكدًا أن ذلك النظام يتهاوى يومًا بعد آخر، أمام صمود الشعب وتضحيات القوات المسلحة الجنوبية التي سطرت ملاحم وطنية خالدة، ونجحت في تطهير الأرض الجنوبية من الإرهاب والمرتزقة دون تراجع.
واختتم اليافعي حديثه بالتأكيد على أن جماهير الجنوب تترقب الإعلان التاريخي لاستعادة الدولة الجنوبية، من قبل فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي قاد مسيرة النضال السياسي والعسكري، وصنع القرار التاريخي تلبيةً لإرادة شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة.

