اللون الزهري هو شعار لليوم العالمي للتوعية بسرطان الثدي


14 أكتوبر/ خاص :
نغم جاسم:
الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي هي مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر عام 2006، حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري شعاراً لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي، و تعقد فيه الحملات والورش التعليمية والتثقيفية والمحاضرات والندوات بهدف رفع الوعي لدى النساء بشكل عام ولدى المصابات بسرطان الثدي وأهاليهن والمجتمع، ومن أجل تشجيع النساء على الكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى التي تساهم في علاجه بسرعة كبيرة ..
فسرطان الثدي هو نوع من أنواع السرطانات التي تصيب النساء بشكل كبير بحيث أن النسبة تبلغ 33 % بين أوساط النساء، وهو نشوء الخلايا السرطانية في منطقة الثدي ومنطقة تحت الإبط بتحول الخلايا الطبيعة إلى خلايا غير طبيعية، ومن المهم جدا الكشف المبكر للقضاء عليه ..وحول ذلك كان لنا لقاء مع الناجيات من هذا المرض ...

الكشف الذاتي أهم خطوة في مرحلة العلاج
قصص الناجيات
مرحلة صعبة
تقول الناجية من مرض السرطان سامية : “ كنت متزوجة لمدة ولدي اولاد، وفي أحد الأيام شعرت بألم شديد وفي بادئ الأمر كنت اترك الألم و اتجاهله بسبب خوفي من ذهابي إلى العيادة كون أحد أفراد العائلة قد أصيب في السابق، ولكن مع اشتداد الألم لجأت إلى طبيبة، فكانت إصابتي بمثابة الصفعة لي، رغم انه ما كان يجب أن أتفاجأ، فقد توفيت عمتي بهذا المرض وقبلها جدتي لهذا كنت مرشحة أن أصاب” .
وأضافت قائلة: “في فترة الفحص وعند ظهور النتيجة طبعا لم أتقبل هذا صرخت وبكيت وبدأت أقول لماذا أنا؟ لماذا ترك الجميع و أصابني ؟ ثم طلبت منهم إعادة الخزعة لكنهم أقنعوني بأن النتيجة صحيحة، وأن الجيد في الأمر أن المرض في مرحلة مبكرة، ومحصور، ولن يكون هناك داع لاستئصال الثدي، بل سيكتفون بإزالة الورم مع جزء بسيط من الأنسجة حوله، وخضعت للعلاج الكيماوي قبل الجراحة، وهي مرحلة صعبة لا أحب أن أتطرق لها بسبب ما عشته من الم وخوف وخذلان، زوجي تركني اعاني كل هذا وحدي ولكني أقنعت نفسي أن هذه مرحلة عابرة وستمر بكل ما فيها من ضغط، و مرت بكل فصولها ولكن رحمة الله رافقتني بكل خطوة والله كان معي لكي أنجو من هذا الامتحان الصعب بخير وصحة وسلامة مع أولادي و أهلي الذين وقفوا معي بكل قوة ودعم” .
واشارت بقولها: «تحسنت حالتي تدريجيا فبدأت أعمل وأصرف على أولادي وكذلك بدعم من أهلي وغيرت منزلي وعشت حياة بكل حب ومودة مع عائلتي الصغيرة» .
تجاهلت الأمر
اما الناجية أم فهد فقالت : “شعرت بكتلة صغيرة في صدري أثناء رضاعة ابني الصغير. في بداية الأمر اعتقدت انه تجمع للحليب، وتجاهلت الأمر ولكن مع مرور الأيام كبرت الكتلة، فذهبت إلى الأطباء واخبروني أن المرض في المرحلة الثانية وهي مرحلة متقدمة وخطرة، لم أفهم وأستوعب وضاق علي المكان، حين أخبرني الدكتور بضرورة استئصال الثدي، وأن هذه ليست نهاية الحياة، وبعد ذلك ذهبت لأكثر من طبيب لعل أحدهم يخبرني أن هناك خطأ وأني سليمة، ولكن صار الأمر واقعا وتقبلته ولجأت لمن حارب هذا المرض وعاشوا حياتهم و قدموا لي النصائح و الطاقة الإيجابية، أجريت العملية وكنت استمد قوتي من أولادي وزوجي الذي ظل يقول لي إن أهم ما يهمه هو أنني بخير” .
وتابعت حديثها : “لقد شوه هذا المرض جسدي لكني خرجت منه قوية بالله أكثر وبحب أولادي وزوجي وبأفضل الصداقات التي بنيتها أثناء جلسات العلاج الكيماوي، وعدت إلى حياتي مثل السابق انتقلت من الانكسار والخوف إلى الأمل والحب والحياة القادمة وعرفت أنه لابد هناك أمل، وحل لأي شيء يواجهك طالما الذي يرعاك هو الرحمن الرحيم”.
أهمية الفحص الذاتي للثدي:
وتقول مروى شابة في مقتبل العمر انها اكتشفت وجود شيء غريب فهي اعتادت أن تجري الفحص الذاتي بين الفترة والأخرى وخلال الفحص شعرت بوجود كتلة صغيرة، وفي اليوم التالي ذهبت لإجراء الفحص بشعور مقلق وخوف من القادم، وعند خروج النتيجة أخبرها الدكتور بالمرض، لكن كانت محظوظة بأن المرض في بدايته وليس خبيثا، عاشت أياما صعبة ولكن دعم أمها وأبيها وأخواتها جعلها تتقبل العلاج، سافرت إلى الخارج للعلاج وتم العلاج بشكل سليم، وفي الوقت الحالي تستعد لإتمام زواجها من شخص تقدم لها .
تواصل حديثها قائلة :” نحن نخبر النساء بأهمية الكشف الذاتي وما يجب عليها أن تعمل بالكشف الذاتي. هناك خطوتان لابد من القيام بهما كي تقوم بالفحص الذاتي للثدي، ابدئي أولا بالتحري بالنظر ثم قومي بإجراء الفحص باليد، أفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي هو بعد أسبوع من ابتداء الدورة الشهرية، ولابد من تكرار هذا الفحص شهريا في نفس الموعد ( حتى أثناء فترة الحمل ) كي تكوني قادرة على التعرف على أي تغيرات قد تحدث، والنساء اللاتي لا تأتي لهن الدورة يقمن بداية كل شهر بالفحص، والمرضعة إذا شعرت بوجود كتلة تعمل على تفريغ الحليب وتجري الكشف الذاتي، فالكشف الذاتي هذا هو أهم خطوة ففيه نلاحظ وجود اي كتلة او أي علامات وحين تكتشفين وجودها اتجهي للمركز وهناك يعملون لك جهاز التلفزيون الخاص بالثدي وجهاز الماموغرام .
دراسة
كشفت دراسة حديثة أن احتمالات تكرار الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للمتعافيات من المرض في سن مبكرة منخفضة نسبيا، حيث تزيد بنسبة تتراوح ما بين 2 في المائة إلى 3 % فقط مقارنة بالنساء اللاتي لم يسبق إصابتهن بالمرض، وقد ساعدت نتائج هذه الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ gournaI Brtish medicaI “ المتخصصة في الأبحاث الطبية في طمأنة الكثير من المتعافيات اللاتي يعتقدن أن احتمالات إصابتهن بالمرض الخبيث مرة أخرى كبيرة مقارنة بغيرهن من النساء .
