غوتيريش يعبر عن قلق عميق حيال الموقف في السودان والاتحاد الأفريقي يندد بـ"فظاعات" و"جرائم حرب مفترضة"



نيويورك / الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأمين العام عبر أمس الإثنين عن قلقه البالغ إزاء تفاقم الصراع في السودان، مشيراً إلى أنه دعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية بأمان.
وأضاف المتحدث في بيان "يندد الأمين العام بشدة بالتقارير الواردة في شأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان في الفاشر، بما في ذلك الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلاً عن العنف القائم على النوع والهجمات ذات الدوافع العرقية وسوء المعاملة".
وكان غوتيريش صرح للصحافيين أمس بأن التدخل الخارجي في السودان يقوض آفاق السلام.
ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، الثلاثاء "الفظاعات" و"جرائم الحرب" التي تحدّثت عنها تقارير من مدينة الفاشر السودانية.
وأعرب يوسف في بيان على "إكس" عن "القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التي تتحدث عنها تقارير" من المدينة، بينما دان "جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التي تستهدف جماعات عرقية".
ودعا إلى "وقف فوري للأعمال القتالية وفتح ممرات إنسانية للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المتأثرين"، كذلك، شدد على أن الحل العسكري للأزمة غير ممكن، داعياً جميع الأطراف إلى الدخول في حوار و"التزام عملية سلمية وسياسية شاملة".
وأقر الجيش السوداني أمس بأنه انسحب من الفاشر، بينما حذّرت الأمم المتحدة من ارتكاب فظاعات بدافع إثني فيها.
ومن شأن سيطرة قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ أبريل 2023، أن تشكل نقطة تحول في الحرب السودانية التي أدت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص ونزوح نحو 12 مليوناً.
واتهمت القوة المشتركة، حليفة الجيش السوداني، قوات "الدعم السريع" الثلاثاء، بـ"إعدام أكثر من 2000 مدني أعزل" منذ الأحد في مدينة الفاشر غرب البلاد،
عقب ورود تقارير مقلقة عن انتهاكات متعددة مدعمة بصور من الأقمار الاصطناعية.
وشكلت الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في الأشهر الماضية النقطة الساخنة في الصراع المستمر بين الجيش وقوات "الدعم" منذ أبريل 2023.
وقالت القوة المشتركة في بيان إن قوات "الدعم" ارتكبت جرائم فظيعة في حق مدنيين أبرياء في مدينة الفاشر، حيث أُعدم وقتل أكثر من 2000 مواطن أعزل يومي الـ26 والـ27 من أكتوبر الجاري، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وحذرت الأمم المتحدة أمس الإثنين، من "تزايد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية"، عقب تحذيرات أصدرها عدد من المراقبين المستقلين.
وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أنه "بالنظر إلى الحقائق الماضية" في شمال دارفور، فإن "خطر العنف الجنسي، وخصوصاً ضد النساء والفتيات، مرتفع جداً"، مشيراً بذلك إلى الفظاعات التي ارتكبتها في دارفور مطلع القرن الحالي ميليشيا "الجنجويد" التي انبثقت منها قوات "الدعم السريع".
وأعرب الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، عن قلقه من تصاعد الانتهاكات في السودان.
وأفاد تقرير لمختبر البحوث الإنسانية "هيومانيتاريان ريسيرتش لاب" في جامعة "ييل" الأميركية، مدعوم بمقاطع فيديو وصور بالأقمار الاصطناعية، بوقوع "عمليات قتل جماعية" بعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على المدينة.
وتحدث المختبر عن "مسار منهجي من التطهير العرقي المُتعمّد" يطاول الجماعات القبلية غير العربية (الفور والزغاوة والبارتي).
ووفقاً للتقرير، أظهرت صور حلّلها المُختبر "أجساماً بحجم جسم الإنسان" قرب مواقع "الدعم السريع"، وحولها "آثار حمراء" على الأرض يُشتبه في أنها آثار دم.
ولوحظ أيضاً وجود جثث في أطراف المدينة، مما يعزز صحة المقاطع المصورة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد عن إعدامات جماعية للمدنيين أثناء فرارهم.
وتُظهر صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية حركة نزوح كثيفة للسكان باتجاه الجنوب.

وقال مختبر البحوث الإنسانية "ينبغي على العالم أن يتحرك فوراً لممارسة أقصى الضغوط على قوات (الدعم السريع) وداعميها، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة، لوقف القتل"، مشيراً إلى أن هذه الأحداث الموثقة تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وتعليقاً على التطورات الميدانية، كتب المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على موقع "إكس"، "خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر بعد حصار طويل تمثل محطة تستوجب التعقل والواقعية، وإدراك أن المسار السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية".
ودعا قرقاش إلى التزام بيان "الرباعية" التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، الذي ينص على تشكيل حكومة مدنية انتقالية يُستبعد منها الجيش وقوات "الدعم السريع" على حد سواء.
يزيد من تعقيد الأوضاع في السودان ارتباط أطراف النزاع بالخارج وحصولهم على إمدادات من داعميهم.
فقد تلقت قوات "الدعم السريع" أسلحة ومسيّرات من الإمارات، بحسب تقارير الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه أبو ظبي.
أما الجيش فقد حصل على دعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
والإثنين، أقر قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بانسحاب قواته من مدينة الفاشر، وقال في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني "وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن"، مؤكداً أن قواته "ستقتص لما حدث لأهل الفاشر".
ووسط غضب وقلق محلي ودولي ومطالبات بضمان حماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لهم لمغادرة مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور تصاعدت الضغوط على قوات "الدعم السريع" لوقف المجازر المروعة والأعمال الانتقامية واسعة النطاق في حق المواطنين في كل من الفاشر ومدينة بارا بشمال كردفان خلال اليومين الماضيين، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين العزل. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات ومشاهد صادمة لتصفيات ميدانية وحشية رمياً بالرصاص بدم بارد وملاحقات على أساس عرقي للفارين من الفاشر، نفذتها عناصر من "الدعم السريع" داخل وخارج المدينة عقب إعلان سيطرتها عليها.
وأكدت "شبكة أطباء السودان" ارتكاب "الدعم السريع" مجزرتين مروعتين في كل من مدينتي الفاشر بشمال دارفور، وبارا بشمال كردفان خلال اليومين الماضيين، راح ضحيتهما عشرات المدنيين في هجمات وصفت بأنها ذات طابع إثني وتصفية جماعية. وأوضح بيان للشبكة أن الجماعة قامت بتصفية 47 مواطناً داخل منازلهم في بارا بينهم تسع نساء بتهمة الانتماء إلى الجيش. وذكر البيان أن "الدعم السريع" نفذت أيضاً مجزرة بشعة بمدينة الفاشر بتصفية ما يفوق عشرات المدنيين العزل على أساس إثني، في ظل انفلات أمني كامل عقب انسحاب القوات النظامية من بعض الأحياء، إلى جانب نهب المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات.
وطالبت الشبكة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري العملي لوقف المجازر وحماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
ولفتت "شبكة أطباء السودان" في بيان أيضاً إلى أن قوة من "الدعم السريع" بمدينة الفاشر أقدمت على اختطاف 6 من الكوادر الطبية من بينهم 4 أطباء وصيدلي وكادر تمريض ظلوا يقدمون خدماتهم للمرضى والمصابين طوال فترة الحصار، "وابتزت ذويهم وطالبت بفدية مالية لكل طبيب مقابل إطلاق سراحه".
وأشار بيان لهيئة "محامو الطوارئ" إلى أن "الدعم السريع" وثقت عمليات تصفية جماعية في حق المواطنين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه، وقتلهم بدم بارد في مشاهد صادمة ومتكررة داخل الفاشر، كما طاردت الفارين خارج المدينة وصفتهم بدوافع انتقامية.
أشارت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في بيان إلى أن "الدعم السريع" ارتكبت جرائم بشعة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر، "حيث تمت تصفية وقتل أكثر من 2000 مواطن أعزل يومي الـ26 والـ27 من أكتوبر الجاري، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، على مرأى ومسمع من العالم أجمع"، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والحقوقية بضرورة تصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية، وتقديم الجناة للعدالة الدولية.
ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف اليوم الثلاثاء "الفظاعات" و"جرائم الحرب" التي تحدّثت عنها تقارير من مدينة الفاشر. وأعرب يوسف في بيان على "إكس" عن "القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التي تتحدث عنها تقارير" من المدينة، بينما دان "جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التي تستهدف جماعات عرقية".
ودعا إلى "وقف فوري للأعمال القتالية وفتح ممرات إنسانية للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المتأثّرين". كذلك، شدد على أن الحل العسكري للأزمة غير ممكن، داعياً جميع الأطراف للدخول في حوار و"الالتزام بعملية سلمية وسياسية شاملة".
في هذا الوقت قالت تنسيقية مقاومة الفاشر إن المعارك لا تزال تدور بضراوة في الجزء الغربي من الفاشر، وأطلقت نداءً وتحذيراً عاجلاً من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المدينة بعد مرور ثلاثة أيام من القتال المستمر، حيث تواجه القوات المتبقية داخل المدينة والمدنيون المحاصرون نقصاً حاداً في الغذاء والإمدادات اللوجيستية والدعم الجوي. ونعت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح الناطق الرسمي باسمها العقيد أحمد حسين مصطفى الذي قتل بمدينة الفاشر أثناء تأديته واجبه الوطني في الدفاع عن الوطن والمواطنين، إلى جانب المراسلة الحربية للفرقة
السادسة - مشاة آسيا خليفة. وقال مجلس غرف طوارئ شمال دارفور إنه فقد منذ بداية الأحداث الأخيرة، مع العشرات من المتطوعين الذين كانوا يعملون في التكايا والمطابخ الجماعية لتقديم المساعدة، وما زال مصيرهم مجهولاً.
طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بحماية المدنيين في مدينة الفاشر والإفصاح عن مصير النازحين، وإجراء تحقيق مستقل حول الانتهاكات والمجازر التي ترتكب بعيداً من أنظار العالم. وأشار مناوي إلى أن سقوط الفاشر إن حدث "فهو لا يعني التفريط في مستقبل دارفور أو تسليمها لجماعات العنف والفساد والعمالة"، مشدداً على أن الإقليم سيظل لأهله مهما كانت التحديات، ومؤكداً أن " كل شبر من دارفور سيعود لأهله، فهذه الأرض لا تباع ولا تساوم".
من جانبها أعلنت "الدعم السريع" عن أنها تواصل عمليات تمشيط مدينة الفاشر، ونشرت فرقاً عسكرية لحماية المدنيين وتأمين الشوارع والأماكن العامة، كما باشرت في إزالة الألغام ومخلفات الحرب، تمهيداً لإعادة فتح الأسواق والمستشفيات والمرافق الخدمية الأساسية. وأكدت في بيان الحرص على حماية المدنيين داخل المدينة والتزامها بالقوانين والمواثيق الدولية، وتنفيذ توجيهات القيادة في شأن معاملة الأسرى.
في الأثناء وصلت نحو 360 أسرة و1117 نازحاً من المدنيين الفارين من الفاشر إلى منطقة طويلة، ليرتفع العدد الكلي للأسر التي وصلت المنطقة خلال الفترة من الـ18 حتى الـ27 من أكتوبر الجاري، إلى نحو 831 أسرة و3038 شخصاً، يعيشون ظروفاً إنسانية وصحية بالغة السوء. وأوضح المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين بدارفور آدم رجال أن الوضع بالفاشر بات كارثياً في غياب أي خدمات منقذة للحياة، أو حتى طرق آمنة للفرار، معرباً عن خشيته من انتشار السلاح في منطقة طويلة في حال وصول مقاتلين إليها.
في تطور ميداني جديد بمحور كردفان أعلنت "الدعم السريع" سيطرتها على محلية أم دم حاج أحمد بشمال كردفان. وقالت في بيان إن قواتها تمكنت من بسط كامل السيطرة على المحلية والاستيلاء على كميات من العتاد والمعدات من قوات الجيش. وكشفت مصادر محلية عن أن تلك القوات دخلت بالفعل إلى المحلية واستباحتها بعمليات نهب واسعة للأسواق والمحال التجارية.
في الأثناء، لا يزال الغموض يكتنف مصير المئات من السكان المدنيين داخل مدينة بارا إحدى أكبر مدن ولاية شمال كردفان، في ظل انقطاع شبكات الاتصال، وأفادت مصادر محلية، بإقدام "الدعم السريع" على تصفية ما لا يقل عن 47 من المواطنين العزل في هجمات عنيفة وتعذيب ممنهج، كما أخفت قسرياً أكثر من 50 شخصاً آخرين وسط تهديدات انتقامية علنية بمعاقبة المواطنين على احتفالاتهم بدخول الجيش المدينة في سبتمبر الماضي. واتهم بيان لمجموعة "محامو الطوارئ" "الدعم
السريع" بارتكاب مجازر مروعة ضد المدنيين في مدينة بارا عقب سيطرتها عليها بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش.
أفاد فارون من المدينة بأن "الدعم السريع" قامت بتصفية مجموعات من الشباب في الشوارع وأخرجت مجموعات منهم من منازلهم وأطلقت عليهم الرصاص، من بينهم طلاب بالجامعات وصلوا إلى المدينة لتفقد منازل أسرهم عقب سيطرة الجيش على المدينة في سبتمبر الماضي.
ودان "حزب المؤتمر السوداني" بشمال كردفان المجزرة في مدينة بارا في حق المدنيين العزل عقب انسحاب الجيش منها السبت الماضي. وأوضح بيان للحزب أن "الدعم " شنت هجوماً واسعاً استهدف المدنيين بصورة مباشرة، وقامت بتصفية جماعية لعشرات المواطنين، معظمهم من الشباب، كما نفذت حملة اعتقالات ونهب وتخريب واسعة النطاق، وسط انقطاع كامل لشبكات الاتصال والإنترنت، في محاولة متعمدة للتعتيم على الجرائم والانتهاكات. وطالب الحزب بتدخل عاجل لوقف المجازر وحماية المدنيين، وفتح تحقيق دولي شفاف يضمن محاسبة كل من تورط في هذه الانتهاكات المروعة.
وسيطرت "الدعم السريع" على مدينة بارا في الـ25 من أكتوبر الجاري، بعدما كان الجيش قد استعادها في 11 سبتمبر الماضي.
من جهته وجه التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" نداءً عاجلاً إلى كل الأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين، لا سيما في مناطق تبادل السيطرة بعدد من ولايات البلاد. وطالب بيان التحالف المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع الدولي بممارسة أقصى درجات الضغط على أطراف الحرب لوقف الانتهاكات وفتح الممرات الإنسانية الآمنة لمد الغوث الإنساني وضمان وصول المساعدات إلى المتضررين في مناطق شمال وجنوب كردفان وشمال دارفور وغيرها من مناطق النزاع.
وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أن تقدير القيادة في شأن مدينة الفاشر أن مغادرة قيادة الفرقة السادسة ولجنة الأمن المدينة تمت وفق تقديرات القيادة، بسبب ما تعرضت له المدينة من تدمير وقتل ممنهجين للمدنيين، متعهداً "بالاقتصاص للشهداء ولما حدث لأهلنا في الفاشر، وللجرائم التي ارتكبت الآن، وارتكبت قبل ذلك في كل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم"، وأوضح البرهان، في كلمة متلفزة، "أن القوات المسلحة ومعها مكونات الأمن الوطني قادرة على قلب الطاولة وتحقيق النصر واستعادة الأراضي التي استهدفها العدو"، وتابع "قرارات مجلس الأمن، وكل الأعراف الدولية يتم انتهاكها الآن ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب، لكننا كسودانيين سنحاسب
هؤلاء المجرمين، وسنقتص لأهلنا الذين لحق بهم الظلم ولحقتهم هذه اليد العدائية الغادرة التي لا تنتمي لهذا الشعب".
دولياً دعت الولايات المتحدة "الدعم السريع" إلى أن تتحرك الآن لحماية المدنيين ومنع المزيد من المعاناة، مطالبة قادتها بمواصلة إصدار الأوامر الواضحة لقواتهم وإعلانها على الملأ لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وعمليات الإغاثة وفتح ممرات آمنة فوراً لوصول المدنيين إلى المناطق الآمنة. وقالت السفارة الأميركية بالسودان، في منشور على منصة "إكس" إن العالم يراقب الفاشر وأفعال "الدعم السريع" بقلق عميق، بينما يشتد القتال في الفاشر ويسعى مزيد من المدنيين إلى الأمان من أعمال العنف.
وشدد بيان للخارجية البريطانية على أن ما يجري في الفاشر يمثل نمطاً ممنهجاً من العنف والانتهاكات ضد المدنيين، لن يمر من دون محاسبة، مشددة على محاسبة المسؤولين عنها باستخدام كل الأدوات القانونية والدبلوماسية المتاحة. وطالبت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية جيني تشابمان "الدعم السريع" وتحالفها "تأسيس" ببذل قصارى جهدهما لحماية المدنيين وضمان المرور الآمن لهم.
أممياً أشارت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دينيس براون، في مؤتمر صحافي، إلى تلقيها تقارير وشهادات وأدلة عن انتهاكات وعمليات قتل لمدنيين عزل في الفاشر، في وقت لا تتوفر فيه طرق آمنة للذين يحاولون الفرار من المدينة، مطالبة "الدعم السريع" بإظهار احترامها للقانون الدولي.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان فقدان الاتصال بصورة كاملة مع الفريق الطبي التابع له العامل في مستشفى "الفاشر" للنساء والولادة، آخر المرافق الصحية التي كانت تقدم خدماتها في المدينة، وسط تصاعد أعمال العنف وانهيار الخدمات الأساسية.

على صعيد متصل أجرت الحكومة المصرية اتصالات أوروبية وعربية واسعة مع كل من فرنسا والسعودية والسويد واليونان والأردن، تناولت تطورات الأوضاع الخطرة في السودان، لا سيما في مدينة الفاشر، وأوضحت الخارجية المصرية، أنه تم خلال اتصالات هاتفية، أجراها وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، مع نظرائه في تلك الدول، تأكيد ضرورة دعم الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية شاملة في إطار نتائج اجتماع رباعية السودان الأخير في واشنطن، وأهمية البناء عليها لتنسيق المواقف ومضاعفة الجهود الإنسانية في المناطق المتضررة.
