
بغداد / 14 أكتوبر / متابعات:
بدأت السلطات العراقية أعمال استخراج رفات من مقبرة "الخسفة" الجماعية التي يقدر أنها تضم آلافاً من ضحايا تنظيم "داعش"، قرب مدينة الموصل شمال البلد، بحسب ما أفاد مسؤول وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأحد.
وقال رئيس فرق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق أحمد الأسدي إن "المرحلة الأولى" التي انطلقت خلال الـ10 من أغسطس الجاري وتتضمن "رفع الأدلة وبقايا العظام"، تشمل "سطح محيط حفرة الخسفة" الجيولوجية.
وعثر الخبراء على "عظام متفرقة" بينها جماجم بشرية، وفق ما أفاد مراسل الوكالة داخل الموقع القريب من الموصل التي اتخذها تنظيم "داعش" عاصمة له خلال يونيو 2014، وأعلنت القوات العراقية دحره نهاية عام 2017 بعد معارك دامية.
وأوضح الأسدي أنه حتى الآن "لا عدد محدداً للضحايا" في هذه المقبرة الجماعية، لكن السلطات قدرت سابقاً بأنه يراوح ما بين 4 آلاف و15 ألفاً.
وقد تكون "الخسفة" أكبر مقبرة جماعية في العراق، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2018.
ولفت الأسدي إلى أن هذه الحفرة "تحوي ضحايا من جميع القوميات والطوائف" بينهم "عناصر من الجيش وضحايا من الإيزيديين وسكان الموصل، تمت تصفيتهم جميعاً من قبل التنظيم".
وأشار إلى صعوبة تعترض أعمال انتشال الرفات، مرتبطة بتدفق المياه الكبريتية تحت الأرض والتي قد تكون تسببت في تآكل الهياكل العظمية، مما يزيد من تعقيد مهمة خبراء الطب الشرعي في "أخذ عينات الحمض النووي" لتحديد هوية الضحايا.
وشهدت حفرة "الخسفة" الطبيعية بعمق يصل إلى 150 متراً وقطر يبلغ 110 أمتار، "واحدة من أفظع الجرائم" في عام 2016 حين أعدم جهاديو تنظيم "داعش" خلال يوم واحد 280 شخصاً معظمهم من عناصر وزارة الداخلية، وفق السلطات المحلية.
وبعد بروزه السريع عام 2014، كثف تنظيم "داعش" الإعدامات داخل مساحات واسعة سيطر عليها في العراق وسوريا، وترك وراءه داخل العراق أكثر من 200 مقبرة جماعية قد تضم ما يصل إلى 12 ألف جثة، وفق الأمم المتحدة.
وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بتنظيم "داعش"، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية تعود لعهد صدام حسين الذي أطاحه الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
ومنذ عام 2006، اكتشفت السلطات العراقية نحو 289 مقبرة جماعية، بحسب مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.