


الدوحة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
تكثفت الإدانات العربية والدولية للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
عربياً، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعد عملاً إجرامياً وانتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، وفق ما نقلته وكالة «واس» للأنباء.
وأدانت الخارجية السعودية واستنكرت بأشد العبارات «الاعتداء الإسرائيلي الغاشم والانتهاك السافر لسيادة دولة قطر الشقيقة»، مؤكدةً تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب دولة قطر الشقيقة، ووضع جميع إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات.
وحذّرت الخارجية السعودية في بيان نشرته على حسابها على منصة «إكس»، من العواقب الوخيمة «من جراء إمعان الاحتلال الإسرائيلي في تعدياته الإجرامية وخروجه الصارخ على مبادئ القانون الدولي وجميع الأعراف الدولية».
وطالبت السعودية المجتمع الدولي «بإدانة هذا الاعتداء الآثم ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تقوّض أمن واستقرار المنطقة».
من جهته، أدان الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالإمارات، بأشد العبارات، «الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف قطر»، مؤكداً أن «هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، واعتداء خطيراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيداً غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين».
وأعرب في بيان عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي إن بلاده تدين الهجوم الإسرائيلي «الغادر» الذي استهدف قطر، مؤكداً أن أمن دول الخليج «لا يتجزأ».
وأكد قرقاش في حسابه على منصة «إكس» وقوف الإمارات قلباً وقالباً مع قطر، وتضامنها الكامل معها في مواجهة هذا «الاعتداء».
كانت قطر أكدت اليوم أن الجيش الإسرائيلي نفّذ هجوماً استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة «حماس» في الدوحة، مشددة على
أنها لن تتهاون مع «هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها».

وأدان حسين الشيخ، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشدة «الاعتداء الإسرائيلي الآثم الذي استهدف دولة قطر الشقيقة». وقال إن الاعتداء يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وسيادة دولة قطر، ويعدّ تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى الصعيد الدولي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما وصفه بـ«الانتهاك الصارخ» لسيادة قطر بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة «حماس» الفلسطينية في الدوحة.
وقال غوتيريش للصحافيين: «تصلنا للتو الأنباء عن الهجمات الإسرائيلية في قطر، الدولة التي لعبت دوراً إيجابياً للغاية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. أدين هذا الانتهاك الصارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها».
وفي سياق متصل، أدانت إيران الداعمة الرئيسية لحركة «حماس» استهداف إسرائيل لمسؤولي الحركة الفلسطينية في الدوحة، ووصفته بأنه «انتهاك فاضح».
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للتلفزيون الرسمي «هذا العمل الإجرامي الخطير للغاية يُعد انتهاكاً فاضحاً لجميع القواعد واللوائح الدولية، وانتهاكاً لسيادة قطر الوطنية وسلامة أراضيها».
وأدانت «حركة الجهاد الإسلامي» الاستهداف الإسرائيلي، ووصفته بأنه «عمل إجرامي».
وقالت الحركة «إن إقدام كيان الإجرام الصهيوني على استهداف اجتماع لقياديين في حركة المقاومة الإسلامية حماس في العاصمة القطرية الدوحة، هو عمل إجرامي بامتياز ينتهك كل المعايير والقيم الإنسانية وأدنى القوانين والأعراف الدولية».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد كشف اليوم الثلاثاء عن أن استهداف قادة حماس في الدوحة نفَّذته إسرائيل بشكل مستقل بالكامل.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر منصة (إكس)، إن العملية التي نُفذت اليوم ضد كبار قادة (حماس) الإرهابيين عملية إسرائيلية مستقلة تماماً، بادرت بها إسرائيل، ونفّذتها، وهي تتحمل مسؤوليتها الكاملة.
وفي بيان مشترك لنتنياهو ووزير الأمن إسرائيل كاتس، قال المسؤولان: «أمس، بعد العمليات الإرهابية الدموية في القدس وغزة، وجّه رئيس الحكومة نتنياهو جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لإمكانية تصفية قادة (حماس)... وقد أيّد وزير الأمن هذا الاقتراح بشكل كامل».
وتابع البيان: «اليوم عند الظهر، وعلى ضوء فرصة عملياتية، وبعد التشاور مع جميع قادة المنظومة الأمنية وبدعم كامل، قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تنفيذ التوجيه الذي أُعطي أمس للجيش الإسرائيلي ولـ(الشاباك)، وقد نفذاه بدقة وبأفضل صورة ممكنة».

وأضاف: «رئيس الحكومة ووزير الأمن اعتبرا أن العملية مبرّرة تماماً على ضوء كون هذه القيادة في (حماس) هي التي بادرت ونظّمت مجزرة السابع من أكتوبر ولم تتوقف منذ ذلك الحين عن إطلاق عمليات دموية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك تبني المسؤولية عن قتل مواطنينا في العملية الإرهابية أمس في القدس».
ونفَّذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة استهدفت الصف الأول من قيادة «حماس» في العاصمة القطرية الدوحة خلال مناقشتهم مقترح ترمب المتعلق بغزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم استخدام ذخيرة دقيقة في تنفيذ الهجوم.
كان شاهد من وكالة رويترز قد قال إنه سمع دويَّ عدة انفجارات سُمع في الدوحة اليوم (الثلاثاء). وأضاف الشاهد أن دخاناً شوهد يتصاعد في سماء حي كتارا بالعاصمة القطرية.