الإرياني: المؤتمر فرصة ذهبية لتعزيز الجهود لنهضة ثقافية شاملة تعزز هويتنا الإسلامية
![](https://14october.com/uploads/content/2502/A4A6ZMKC-JR0ULW-AEF8/[img]a33333.jpg[:img].jpg)
جدة / 14 أكتوبر / خاص :
- اليمن يواجه أكبر حملة تدمير وطمس ممنهج لهويته الثقافية عبر التاريخ الحديث
- الواقع المؤلم يحتم علينا مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافي من التلاعب والاستغلال
قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني “إن مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، حاولت منذ بداية الأحداث التي شهدها قطاع “غزة”، المتاجرة بالقضية الفلسطينية، مُدّعية أنها جزء رئيسي من المشهد الإقليمي في هذا الصراع، إلا أن الحقيقة هي أن الحوثيين لم يكن لهم أي تأثير حقيقي على مسار الأزمة، بل كانت تصريحاتهم وتحركاتهم مجرد محاولة رخيصة لركوب الموجة، وتوظيف الأحداث لأغراض سياسية”.
واضاف معمر الإرياني في تصريح صحفي “رغم محاولات المليشيا الحوثية الظهور كقوة مؤثرة في سياق التوترات الإقليمية، إلا أن أنشطتهم الإرهابية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن لم يكن لها أي تأثير حقيقي على مسار الصراع، بل كانت تلك العمليات في الحقيقة، مجرد تنفيذ للأوامر الإيرانية، في محاولة للضغط على القوى الدولية لوقف العمليات العسكرية في سوريا ولبنان، ومنع توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية”.
وأشار الإرياني إلى انه وفي الأيام القليلة الماضية، واستمراراً لسلوكها الانتهازي المكشوف، تحاول مليشيا الحوثي التسلل إلى المشهد من جديد عبر تصريحات عنترية وتهديدات جوفاء، وتصوير أنفسهم كطرف رئيسي قادر على تغيير الأحداث والتأثير في المواقف الإقليمية والدولية، رغم أنهم لا يمثلون أي رقم على الأرض..لافتاً الى أن الحوثيين متوهمين أنهم قادرون بأكاذيبهم ومسرحياتهم البائسة على تضليل الرأي العام، وتعبئة وحشد مزيد من المغرر بهم، والدفع بهم نحو جبهات القتال في مأرب وتعز وشبوة والضالع ولحج.
وأكد الإرياني أن الحقيقة التي يدركها القاصي والداني أن الحوثيين لا يملكون سوى أن يكونوا أداة رخيصة بيد الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ الأجندات الإيرانية التي تضر بكل ما هو يمني وإقليمي، وتهدد المصالح الدولية، وانهم لم يجلبوا لأبناء اليمن سوى مزيد من المعاناة، وتدمير البنية التحتية، وإطالة أمد الحرب التي لا تزال تعصف بالبلاد منذ الانقلاب.
ولفت الإرياني الى أن الانقلاب المشؤوم، والحرب التي فجرتها مليشيا الحوثي، خلف أكبر أزمة اقتصادية وإنسانية في العالم، ووضع ملايين اليمنيين رهن الفاقة والجوع والخوف والمرض، كما أهانت حرائر اليمن بالدفع بهن إلى أرصفة الشوارع للبحث عما يسد رمقهن، وحاصرت أربعة ملايين من السكان، غالبيتهم من النساء والأطفال في محافظة تعز.
واختتم الوزير الإرياني تصريحه بالتأكيد على أن المليشيا الحوثية تحاول بكل استخفاف تبييض سجلها الإجرامي ووجهها القبيح بادعائها الانتصار لفلسطين، فيما اياديها الآثمة غارقة في دماء اليمنيين.
وعلى صعيد آخر، شارك وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، في المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وتستضيفه المملكة العربية السعودية في مدينة جدة.
وانطلقت أعمال المؤتمر تحت شعار “أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية”، بحضور رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه، ومدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” د. سالم المالك، ووزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وشهد تسليم رئاسة المؤتمر من الجانب القطري إلى الجانب السعودي وتشكيل مكتب المؤتمر واعتماد مشروع النظام الداخلي لمؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي 2025م.
وفي كلمته اوضح الوزير الإرياني ان اليمن يواجه أكبر حملة تدمير وطمس ممنهج لهويته الثقافية عبر التاريخ الحديث، حيث تعرضت المساجد والمدارس والمعالم الأثرية للتدمير والتحويل إلى ثكنات عسكرية ومستودعات للأسلحة، كما تم نهب المتاحف والمخطوطات النادرة وبيعها في الأسواق السوداء للإثراء غير المشروع لقيادات مليشيا الحوثي الارهابية ناهيك عن استهداف المثقفين والأدباء والفنانين بالسجن والاعتقال والتصفية.
وأكد الإرياني إن هذا الواقع المؤلم يحتم علينا جميعا مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافي وصون هويتنا الإسلامية من التلاعب والاستغلال، عبر تعزيز التعاون بين دولنا، وإطلاق مبادرات مشتركة لدعم المبدعين، وإعادة بناء المؤسسات الثقافية، وحماية المواقع الأثرية، وتحفيز الإبداع الثقافي، وإيجاد فرص للشباب ليسهموا في بناء مستقبل أكثر إشراقًا قائم على قيمنا الإسلامية.
وقال: “لقد كان اليمن، عبر التاريخ، منارة ثقافية أصيلة داخل النسيج الإسلامي، يسهم بثرائه الحضاري العريق في إثراء الثقافة العربية والإسلامية، ويتشارك مع أشقائه هذا الإرث المجيد من خلال التبادل العلمي والأدبي والفني”، مضيفا: “ورغم التحديات الجسيمة التي تمر بها بلادنا، إلا أنها ما زالت تحتفظ بهويتها الحضارية المتجذرة منذ آلاف السنين، منذ ممالك سبأ وحمير، مروراً بالحضارة الإسلامية التي ازدهرت في صنعاء وزبيد وشبام، وصولاً إلى فنوننا الشعبية وآدابنا التي تعكس روح اليمن الأصيل”.
وأوضح الوزير الإرياني أن المؤتمر يمثل فرصة ذهبية لتبادل الرؤى وتعزيز الجهود المشتركة من أجل نهضة ثقافية شاملة تعزز هويتنا الإسلامية، وترسخ قيم التسامح والتنوع والانفتاح، وتواجه محاولات التشويه والطمس التي تستهدف تاريخنا وإرثنا المشترك، مشيرا إلى أن الثقافة ليست مجرد إرث الماضي نحمله في ذاكرتنا، بل هي جسر نعبر به نحو المستقبل، وحصن نواجه به التحديات الفكرية والمخططات الرامية إلى تزييف الحقائق.
وعبر الوزير عن الشكر لوزير الثقافة بدولة قطر الشقيقة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، على جهوده القيمة خلال رئاسته للدورة السابقة، متمنياً من وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، رئيس الدورة ال13 لمؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، كل التوفيق والنجاح في قيادة هذه الدورة لما فيه خير الأمة الإسلامية.
وثمن الوزير الدعم الاخوي النبيل والصادق الذي يقدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لليمن في كافة المجالات، منوها بدعم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي لاستضافة حفل السمفوينات التراثية اليمنية التي اقيمت في الرياض وعلى جهوده الأخوية الأصيلة لحماية التراث الثقافي اليمني، وصون هويته عبر العديد من المشاريع التي دعمتها المملكة في هذا الجانب، وهو ما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، والتي لم تكن يوما مجرد كلمات، بل مواقف راسخة تجسد الأخوة الصادقة والتضامن الحقيقي.
وفي كلمته الافتتاحية أكد وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان اعتزاز المملكة برئاسة الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي الذي يهدف إلى تعزيز العمل الثقافي المشترك، والتعاون في تمكين الثقافة باعتبارها إحدى الركائز الداعمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، منوها بأهمية الثقافة كركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وتعزيز الهوية الوطنية، ومحرك للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
وناقش المؤتمر مشروع إعلان جدة حول “أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية” الذي قدّمته المملكة، وتطرق إلى الحقوق الثقافية والحق في الوصول إلى الثقافة، وكذا حماية الآثار، ومواجهة التغيرات المناخية ودور الثقافة، واكد المشاركون دعمهم التام لترشيح المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر “موندياكولت” 2029 م .
وتناولت الجلسة الاولى للمؤتمر التقارير التنفيذية، وهي تقرير الإيسيسكو حول إنجازاتها في المجال الثقافي، وتقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتقرير الاجتماع الـ(19) للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية.
وتطرقت الجلسة الثانية إلى الوثائق التوجيهية، التي تضمنت مبادرة الإيسيسكو للحقوق الثقافية والحق في الثقافة بدول العالم الإسلامي، ووثيقة تحليلية حول قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى الوثائق المقدمة من قبل المملكة التي شملت وثيقة رقمنة المعاجم الثنائية اللغة في دول العالم الإسلامي، والمعجم التاريخي المصوَّر لفن الخط العربي، ووثيقة تعزيز استرداد الممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي.
من جانب آخر التقى وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، على هامش المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي استضافته المملكة ونظمته وزارة الثقافة السعودية.
وفي مستهل اللقاء، هنّأ الوزير الإرياني، سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان على النجاح الكبير للمؤتمر وحسن التنظيم والإعداد، مشيدًا بالجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في دعم الثقافة والفنون، وإبراز الهوية العربية والإسلامية في مختلف المحافل الدولية.
وأعرب الارياني عن شكره وامتنانه العميق للمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على مواقفها الأخوية الصادقة والدعم السخي المستمر لليمن في مختلف المجالات، ومن بينها القطاع الثقافي، والذي تجلى في احتضان الرياض لحفل السيمفونيات التراثية اليمنية في نوفمبر الماضي، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس اهتمام المملكة بالحفاظ على الإرث الثقافي المشترك وتعزيز الروابط التاريخية بين البلدين الشقيقين.
من جانبه رحب سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، بالوزير الإرياني، مؤكدًا حرص المملكة على دعم اليمن في جميع المجالات، ولا سيما في المجال الثقافي، الذي يعد أحد أهم جسور التواصل بين الشعوب.
كما شدد سموه، على متانة العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، التي تستند إلى أواصر القربى والجوار والتاريخ المشترك، مشيرًا إلى استعداد المملكة لدعم إقامة حفل السيمفونيات التراثية اليمنية في مدينة جدة، إضافةً إلى توسيع آفاق التعاون الثقافي بما يخدم المصالح المشتركة.