تعد محافظة شبوة واحدة من أغنى المحافظات اليمنية بالمواقع الأثرية، حيث تمتد جذورها إلى حضارات قديمة ازدهرت في جنوب الجزيرة العربية، مثل حضارة مملكة قتبان وأوسان وحضرموت. وقد شهدت السنوات الماضية جهودًا كبيرة من قبل مكتب الآثار بالمحافظة في حماية هذا التراث الإنساني الثمين، بفضل قيادة مديره العام الأستاذ خيران محسن الزبيدي، مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في المحافظة.. عرفته كصديق يعمل بجد واخلاص خدمه لأبناء شبوة، رجل جبل على مكارم الاخلاق وعملي صاحب عقل رشيد في العمل أثبت جدارته في الحفاظ على المواقع الأثرية والمتاحف، ومنع أي محاولات للعبث بها أو تهريبها.
من أبرز الجهود التي بذلها المدير العام خيران الزبيدي خلال السنوات الأخيرة تكثيف الرقابة على المواقع الأثرية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية والفوضى التي تمر بها البلاد. وقد حرص المدير العام خيران محسن الزبيدي على التنسيق المستمر مع قيادة المحافظة ممثلة بالأخ محافظ المحافظة والقيادات الأمنية لضمان عدم المساس بأي من هذه المواقع ومراقبتها شخصيا في كافة المديريات.
وقد ساهمت هذه الجهود في الحد من أعمال النهب والتخريب التي كانت تهدد العديد من المواقع الأثرية، حيث تم منع المساس بالمواقع واي محاولات لسرقة ما بها من قطع أثرية نادرة، والحفاظ على كافة القطع المتوفرة في المتاحف المحلية بالمحافظة.
لقد لعب مكتب الآثار بالمحافظة دورًا محوريًا في الحفاظ على المقتنيات الأثرية داخل متاحف شبوة، حيث تم العمل على توثيق وترميم العديد من القطع النادرة، إضافة إلى تحسين بيئة العرض للحفاظ عليها من التلف. كما تم اتخاذ تدابير أمنية إضافية لحماية هذه المقتنيات من أي محاولات للعبث أو السرقة وذلك إدراكًا لأهمية نشر الوعي المجتمعي حول التراث الثقافي، وأطلق مكتب الآثار حملات توعوية استهدفت المواطنين، خاصة في المناطق القريبة من المواقع الأثرية. وتهدف هذه الحملات إلى تعريف السكان بقيمة هذه المواقع، وضرورة الحفاظ عليها باعتبارها جزءًا من هوية وتاريخ اليمن.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات تواجه مكتب فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بشبوة من بينها قلة الموارد المالية والدعم اللوجستي، إضافة إلى الحاجة لمزيد من الكوادر المؤهلة في مجال الترميم والحماية الأثرية.
ويطمح المكتب، إلى توسيع نطاق العمل ليشمل مشاريع تنقيب جديدة، وترميم المزيد من المواقع الأثرية، بما يسهم في تعزيز مكانة شبوة كوجهة ثقافية وسياحية.
لا شك أن الجهود التي بذلها مكتب الآثار بشبوة تعكس التزامًا حقيقيًا بالحفاظ على تراث المحافظة من الضياع. فحماية الآثار ليست مجرد مسؤولية مؤسسية، بل هي واجب وطني يستوجب تكاتف الجميع الى جانب مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة شبوة لضمان بقاء هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة.