الشرع يؤكد إسقاط مشروع إيران بسوريا و"حزب الله" يشكو فقدانه طرق إمداده
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
اعتبر القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع في حديث صحافي أدلى به السبت أن توسع النظام الإيراني في المنطقة وتحويل سوريا إلى منصة لتنفيذ أجنداته شكل خطراً كبيراً على البلاد وعلى دول الجوار، بينما شكا الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها مساءً فقدان الحزب طرق إمداده مع سقوط نظام بشار الأسد.
وفي حين أكد الشرع تمكن قوات المعارضة السورية "من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا"، قال "لكننا لا نكن العداوة للشعب الإيراني، فمشكلتنا كانت مع السياسات التي أضرت ببلدنا".
وفي تصريح لافت، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت إن الولايات المتحدة أجرت "اتصالاً مباشراً" مع "هيئة تحرير الشام" الإسلامية التي يتزعمها الشرع.
في الموازاة، أكدت لجنة الاتصال الوزارية العربية في شأن سوريا دعمها عملية انتقال سلمية سياسية سورية جامعة ترعاها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لا سيما أن "هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته"، وفق ما جاء في بيانها الختامي عقب قمة استضافها الأردن في العقبة على البحر الأحمر اليوم السبت.
وأيد اللجنة "تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري" تتيح الانتقال إلى "نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة".
وأكد البيان الختامي للجنة التي ضمت الأردن والسعودية والعراق ومصر والإمارات والبحرين وقطر ولبنان، وحضر اجتماعها أيضاً أمين عام جامعة الدول العربية، الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته، مشدداً على "ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز"، و"ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتعزيز قدرتها".
إلى ذلك قصف طيران حربي إسرائيلي محيط دمشق وتحديداً مطارها الدولي، بعد يوم حافل من احتفالات السوريين في العاصمة ومختلف المدن بسقوط نظام بشار الأسد. وبحسب تقارير إعلامية تزامنت أصوات الانفجارات مساء أمس الجمعة في دمشق مع تحليق للطيران في سماء المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن غارات جوية إسرائيلية جديدة استهدفت ستة مواقع عسكرية في ريفي دمشق والسويداء.
وأكد المرصد، أن انفجارات عنيفة دوت في الريف الجنوبي للسويداء بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء، موضحاً أن الغارات استهدفت منطقة تل القليب ومحيط بلدة الكفر، حيث تتواجد ثكنات عسكرية على طريق السويداء.
كما تصاعدت أعمدة الدخان من ثكنة حرش السهوة بعد تعرضها للقصف، في حين استهدفت منطقتا الفرع 295 والفوج الأول التابع لإدارة الحرب الإلكترونية، وإدارة الوقود قرب نجها في ريف دمشق.
ففي باحة الجامع الأموي الفسيحة في دمشق القديمة، وتحت راية علم الثورة السورية ذي النجوم الثلاث، صدحت حناجر آلاف السوريين "واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد"، في مشهد لم يكن أحد ليتوقعه حتى الأمس القريب.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى توخي الحذر في شأن مستقبل سوريا بعد نهاية حكم الأسد، قائلاً إن البلاد بحاجة إلى "حكم يمكن الوثوق به وغير طائفي وممثل لجميع السوريين".
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بعد مشاركة ستارمر في مكالمة هاتفية مع قادة مجموعة السبع، "في ما يتعلق بالتطورات في سوريا، قال رئيس الوزراء إن سقوط نظام الأسد الوحشي يجب أن يكون موضع ترحيب لكن يجب الحذر في شأن ما سيأتي بعد ذلك".
بدورهم، قال أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن من السابق لأوانه التفكير في رفع العقوبات عن سوريا بعد إطاحة الأسد في ما يدل على أن واشنطن لن تغير على الأرجح سياستها قريباً.
وقال أبرز الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السناتور جيم ريش، "نحن جميعاً سعداء حقاً برحيل الأسد... عملنا على هذا الأمر لفترة طويلة جداً، وقد أُنجزت المهمة، ماذا سيأتي بعد؟ تلك هي المسألة".
وأطاحت هيئة تحرير الشام الأسد في مطلع الأسبوع بعد اجتياحها لسوريا، وتصنف الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة تلك الجماعة "منظمة إرهابية"، كما تفرض الأمم المتحدة عقوبات عليها.
وأضاف "من ثم، وبأخذ هذا في الاعتبار، يستدعي الأمر بالتأكيد تمهلاً طويلاً، لمراقبة ما سيحدث".
وقال إن زعماء المعارضة أدلوا بتصريحات مشجعة حول الوحدة وحقوق الإنسان لكن يتعين التريث حتى تتضح طريقة سلوكهم.
ودعا ديمقراطيون بارزون أيضاً إلى توخي الحذر.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، افتتاح سفارة بلاده لدى دمشق غداً السبت، قائلاً "نريد أن نرى سوريا خالية من الإرهاب ولا تلقى الأقليات فيها معاملة سيئة، نريد أن نرى حكومة شاملة في هذا البلد".
من جانبه، تعهد وزير الدفاع التركي يشار غولر، عدم السماح للوحدات الكردية المسلحة "الإرهابية" باستغلال الأوضاع في سوريا، وأضاف، "إسرائيل تخلق حال عدم استقرار جديدة بهجماتها على سوريا وهذا يعكس بصورة واضحة تفكيرها الاحتلالي".
من ناحية أخرى، سلمت إدارة الشؤون السورية في الحكومة السورية الجديدة الصحافي الأميركي ترافيس تيمرمان الذي احتجزه نظام الأسد لأعوام إلى الجانب الأميركي.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن الجيش الأميركي تولى نقل تيمرمان إلى الأردن بعد تسلمه تمهيداً لنقله إلى الولايات المتحدة.
ويتوقع أن يتوجه وفد قطري اليوم الأحد إلى سوريا حيث يلتقي مسؤولين في الحكومة الانتقالية التي تولت إدارة شؤون البلاد، وفق ما أفاد دبلوماسي قطري وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الدبلوماسي الذي لم يشأ كشف هويته إن "زيارة أول وفد قطري لسوريا يتوقع أن تحصل الأحد، حيث سيتخذ (أعضاء الوفد) الخطوات الضرورية لإعادة فتح السفارة ومناقشة تعزيز إيصال المساعدة".
وأغلقت قطر سفارتها لدى دمشق واستدعت سفيرها في يوليو 2011 بعدما تحولت الانتفاضة ضد حكم الأسد إلى حرب أهلية.