4 مجازر إسرائيلية خلال يوم واحد.. وأكثر من 200 شهيد تحت الأنقاض في شمال (غزة)
غزة / رام الله / 14 أكتوبر / متابعات:
تتفاقم أزمة الجوع في شمال قطاع غزة مع تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره للقطاع واستمرار القصف لليوم الـ423 للعدوان وسط طقس شديد البرودة يزيد من معاناة السكان والنازحين مع حلول الشتاء.
وعلى إثر هذه الأزمة، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من الوضع المأساوي في شمال القطاع على أمل أن تجد سبيلا لإدخال المساعدات، ووقف إطلاق النار.
وفي خان يونس باتت مخازن الأونروا خاوية تماما مع عدم دخول مساعدات منذ أشهر، واصطف الآلاف على التّكيّات بهدف الحصول على وجبة طعام واحدة يتقاسمها سكان الخيام.
ومع ذلك يعود الآلاف إلى الخيام بعد فشل الحصول على طعام يسد رمق أطفالهم، فالجوع المتفشي هو المشهد الأكثر إيلاما مع أمل ضئيل بأن تحمل شمس الأيام المقبلة ضوء هدنة ووقفا للحرب.
إحدى السيدات من شمال القطاع، تقول: «الأسعار غالية والخضرة غالية ولا قادرين نشتري خضرة ولا سكر ولا رز، وكل اعتمادنا على التكيات، ونقف ثلاث أربع ساعات عشان نأخذ رغيف الخبز».
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا من تعرّض ما بين 65 إلى 75 ألف فلسطيني محاصرين في شمال غزة إلى مجاعة، مؤكدًا أن الجوع وصل إلى مستويات حرجة في ظل استمرار القتال والتعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات إلى الشمال.
وطالبت بوقف إطلاق النار فورا في غزة، لتدارك الوضع المأساوي، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء، حيث تتدهور الأوضاع سريعًا ويصبح البقاء مستحيلا دون مساعدات إنسانية.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، عن القيام بـ 41 محاولة الشهر الماضي للوصول إلى المواطنين المحاصرين في مناطق بشمال غزة بمساعدات تنقذ حياتهم لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلية منعت جميع هذه المحاولات كما رفضت 37 من البعثات، بينما الأربع التي تم الموافقة عليها قابلت عوائق على الأرض ولم تحقق سوى جزء من مهامها.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية ارتفعت إلى 44466 شهيدًا و105358 مصابًا، مؤكدة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف والاستهداف الإسرائيلي.
وذكرت الوزارة أن جيش الاحتلال ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدًا و108 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مختلف المناطق في غزة، ففي شمال القطاع أفادت الأنباء بوقوع مجزرة إسرائيلية بعد استهداف منزل في محيط المسجد العمري في بلدة جباليا البلد.
وأشارت إلى ارتقاء شهيد وإصابة عدد آخر جراء استهداف مجموعة من المواطنين بقنبلة من طائرة كواد كابتر محيط محطة خلة في جباليا النزلة شمال القطاع.
فيما قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، إن أكثر من 200 شهيد تحت أنقاض منازل دمرها الاحتلال شمال قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية.
وفي مدينة غزة، أطلقت طائرات مسيرة (كواد كابتر) نيرانها تجاه مواطنين في شارع أحمد ياسين شمال غرب المدينة.
كذلك استهدف جيش الاحتلال شقة سكنية في برج الزهارنة بشارع الجلاء وسط مدينة غزة، ما أدى ذلك إلى وقوع عدد من المصابين.
فيما أصيب فلسطينيون جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط مفترق الصناعة غربي مدينة غزة.
وارتقى شهيدان جراء استهداف إسرائيلي على الطريق الساحلي في منطقة السودانية شمال غربي المدينة.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء استهداف مواطنين في محيط مخبز أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
وفى وسط القطاع، وصلوا 5 مصابين إلى مستشفى العودة جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة بلوك 9 بمخيم البريج، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا شرق المخيم نفسه.
وأشارت الأنباء إلى وقوع إصابات من النازحين بمراكز الإيواء ومن المارة بعد قصف الاحتلال منزلا بمخيم البريج.
وفى الجنوب استقبل المستشفى الأوروبي في خان يونس شهيدا جراء استهداف مسيرة برفح.
من جهته أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، رسميًا مقتل أحد الضباط المحتجزين في قطاع غزة، والذي كان قد أصيب في السابع من أكتوبر 2023.
وسمحت الرقابة العسكرية بنشر اسم الضابط من سلاح المدرعات، عومر نيؤترا، الذي أصيب وتم احتجازه خلال عملية “طوفان الأقصى”. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضابط قتل وجثته لا تزال محتجزة في القطاع.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال “غالي تساهل” بأن نيؤترا ظهر في مقطع فيديو خلال عملية اقتحام الحدود في السابع من أكتوبر 2023، حيث كان على قيد الحياة رغم إصابته أثناء السيطرة على دبابة قرب السياج الحدودي، إذ أخرجه مقاتلو القسام من الدبابة التي كانت تحترق بعد استهدافها.
ولفتت الإذاعة إلى أنه بناءً على تحليل المعلومات، من الممكن تحديد وفاته في ذات اليوم الذي تم احتجازه فيه، ومنذ ذلك الحين لا تزال جثته محتجزة في القطاع.
وتابعت أن فريق خبراء من وزارة الصحة والحاخامية الكبرى والجيش أقروا مقتله بناءً على معلومات استخباراتية تم الحصول عليها.
وأشارت “غالي تساهل” إلى أن نيؤترا كان ضابطًا في الكتيبة 77 مدرعة، وقائد الدبابة رقم 3 التي كانت تضم طاقمًا مكونًا من 4 أفراد.
وأضافت أن دبابته كانت على الحدود مع القطاع في المنطقة المعروفة باسم “البيت الأبيض” بالقرب من نير عوز، وأصيبت دبابته بقذيفة (آر بي جي) ما أدى إلى تعطلها واشتغال النيران بها، مما اضطر الطاقم إلى مغادرتها لينجو بحياتهم.
وبمجرد خروجهم، استهدفهم مقاتلو القسام وتم احتجازهم جميعًا، وكان بينهم جثة لأحد الجنود. وفيما تم الإعلان عن مقتل جندي آخر رسميًا في فبراير الماضي، لا يزال مصير رابعهم مجهولًا، بحسب “غالي تساهل”.
ولفتت الإذاعة إلى أن التقديرات تشير إلى مقتل 37 محتجزًا من بين 101، إلا أن الأعداد الحقيقية حول القتلى، وفقًا للمعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية، تشير إلى أن عددهم أكبر من ذلك.
وبحسب المعلومات المتوفرة على موقع الجيش الإسرائيلي، فقد قتل 808 جنود منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 380 منذ بدء التوغل العسكري في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية شنت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين حملة مداهمات وعمليات تحقيق ميداني واسعة، في بلدتي كفل حارس ودير إستيا، شمال غربي سلفيت،.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، بأن «قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كفل حارس، وداهمت منازل المواطنين، واحتجزت نحو 25 مواطناً من عائلات مختلفة، وأجرت تحقيقات ميدانية معهم، بعد أن اتخذت أحد المنازل مركز تحقيق.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة دير إستيا، وحققت ميدانياً مع 6 مواطنين بينهم 3 أشقاء... وتم الإفراج عنهم جميعاً لاحقاً.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الأحد مقتل 4 فلسطينيين في شمال الضفة الغربية بنيران الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه نفَّذ عملية في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة في بيان أول مقتضب: الهيئة العامة للشؤون المدنية تبلغ وزارة الصحة باستشهاد مواطنين، جراء عدوان الاحتلال على بلدة صير قضاء جنين، قبل الإعلان عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 4 «لم تُعرَف هويتهم بعد». من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إن قواته الجوية هاجمت وقضت على خلية إرهابية نفَّذت عدة هجمات مسلحة في منطقة جلبوع شمال الضفة الغربية. وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967؛ خصوصاً في شمالها، منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 782 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. كما أسفرت هجمات نفَّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.