بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
على رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، لا تزال الهدنة بين الطرفين قائمة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه نفذ سلسلة ضربات ضد "حزب الله" بعد رصد "أنشطة شكلت تهديداً".
وعدد الجيش في بيان أربعة حوادث منفصلة شملت "نقل وسائل قتالية" والعمل في "موقع... في داخله منصات صاروخية لـ’حزب الله‘" والعمل "داخل بنية تحتية لإنتاج الصواريخ"، مشيراً إلى أن بعض الضربات نفذها سلاح الجو.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بمقتل شخصين وجرح اثنين آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة رب ثلاثين التي تعرضت لقصف مدفعي.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقاً اليوم أنه نفذ ضربة على "مواقع لبنى تحتية عسكرية" قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان "يستخدمها ’حزب الله‘ لتهريب أسلحة". وقال في بيان "نفذت الضربة بعد كشف عمليات تهريب أسلحة لـ’حزب الله‘ من سوريا إلى لبنان... مما يشكل تهديداً لدولة إسرائيل في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار".
وفي اليوم الرابع من سريان وقف إطلاق النار، حذر الجيش الإسرائيلي مجدداً من أنه يُحظر على سكان لبنان الانتقال إلى عدة قرى في الجنوب، وطالبهم بعدم العودة إلى نحو 62 قرية في المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" مخاطباً سكان لبنان، إن كل من يخالف هذا الإنذار "يعرض نفسه للخطر".
وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه خلال عمليات البحث التي قام بها في جنوب لبنان أمس الجمعة، عثر على "أسلحة كانت مخبأة في مسجد من قبل إرهابيي ’حزب الله‘" وصادرها.
وأضاف أنه عمل أمس على إبعاد المشتبه فيهم في جنوب لبنان، مشيراً إلى أنه يواصل عمله في هذه المنطقة وسيتصدى لانتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار.
وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" اتهامات بخرق اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا لإنهاء الصراع الذي اندلع بينهما بالتوازي مع الحرب في غزة، ومن المقرر أن تستمر الهدنة التي بدأت فجر الأربعاء الماضي 60 يوماً على أمل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه اعترض طائرة مسيّرة قادمة من جهة الشرق "في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية في شأنها.
ميدانياً أيضاً، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان، بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية أغارت اليوم على سيارة من نوع "رابيد" قرب بلدة مجدل زون في الجنوب، مما أدى إلى تسجيل إصابات طفيفة.
ووفق وزارة الصحة اللبنانية، جرح ثلاثة أشخاص بينهم طفل يبلغ سبعة سنوات في هذا الاستهداف.
ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات توغل في بلدة عيترون بقضاء بنت جبيل، ورصد تحرك لجنوده وآلياته في محلة المطيط وبعض الأحياء في عيترون، حيث أضرموا النيران بسيارة من نوع "رابيد"، بحسب ما أفادت "الوكالة الوطنية".
وعمدت دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" إلى سحق عدد من السيارات ومحاصرة بعض العائلات في عيترون، قبل أن تتدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلائهم من البلدة. ورفع الجنود الإسرائيليون سواتر ترابية في عدد من الطرقات في محلة مرج العبد في عيترون، وجرفوا الطرقات في محلة المطيط في البلدة بغية تخريبها، حسب "الوكالة الوطنية".
وأطلق جنود إسرائيليون رشقات رشاشة مكثفة من موقعهم في أطراف بلدة مارون الراس باتجاه سرايا بنت جبيل أثناء قيام عناصر الدرك اللبنانيين بمعاينة الأضرار فيها، مما أجبر الدركيين على الانسحاب.
وقالت الوكالة إن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تمشيط بالرشاشة الثقيلة باتجاه مدينة بنت جبيل لترهيب وإبعاد أهاليها.
وأغارت الطائرات الإسرائيلية مرتين على بلدة البيسارية، وأسفرت إحدى الغارات عن سقوط جريح.
وقالت "الوكالة الوطنية" إن القوات الإسرائيلية أطلقت قذيفة مدفعية اليوم على الخيام حيث سمع صوت رشاشات كثيفة، فيما أفاد مواطنون بسماع غارة عند ساعات الفجر على أطراف بلدة شقرا من جهة حولا.
وليل أمس، مشطت القوات الإسرائيلية بالأسلحة الرشاشة محيط بلدتي بني حيان ومركبا في الجنوب، حسب "الوكالة الوطنية".
وافادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان، بأن القوات الإسرائيلية مشطت ليل أمس بالأسلحة الرشاشة محيط بلدتي بني حيان ومركبا في الجنوب.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية أطلقت ليل أمس أيضاً نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه بلدة مارون الراس واستهدفت عدداً من أحياء مدينة بنت جبيل، لمنع اللبنانيين الذين يسعون إلى تفقد منازلهم وأرزاقهم في المنطقة.
وقبل منتصف الليل، تعرضت أطراف بلدة قبريخا - وادي السلوقي لرمايات رشاشة إسرائيلية.
وأشارت الوكالة إلى أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي استمر في التحليق أمس فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط جنوب لبنان.
من جهته، حذر الجيش اللبناني من أخطار القنابل العنقودية والصواريخ والقذائف غير المنفجرة الموجودة في محيط الأماكن والمباني المستهدفة.
ووسط صمود الهدنة، يواصل اللبنانيون العودة إلى قراهم في جنوب لبنان، وقالت "الوكالة الوطنية" إن حركة عودة النازحين سجلت أمس ازدياداً، مشيرة إلى أنها بلغت تقريباً 80 في المئة بينما لم تتجاوز نسبة العودة إلى القرى الحدودية أكثر من 10 في المئة بسبب وجود القوات الإسرائيلية فيها أو بمحيطها واعتداءاته من جهة، وبسبب دمار المنازل والمباني وأخطار مخلفات الحرب وفقدان الخدمات الأساسية للعيش من جهة أخرى.
وقالت "الوكالة الوطنية" إن الحياة في قرى قضاء صور وبعض قرى منطقة بنت جبيل بدأت تأخذ مسارها الصحيح، وسط ورش عمل ناشطة لإزالة الركام والحجارة من الطرقات لتسهيل حركة المرور وتأمين الحاجات الضرورية لا سيما المياه والكهرباء.
ودعت بلدية دير سريان الجنوبية في بيان سكانها لإخلاء البلدة حفاظاً على سلامتهم بعد التهديدات الإسرائيلية.
سياسياً، تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، تداولا خلاله تطورات الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.,
واستقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أمس رئيس اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز وبحثا الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.
من جانبه، تعهد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم في كلمة متلفزة أمس، التنسيق مع الجيش اللبناني والعمل معه لتعزيز "القدرات الدفاعية" للبنان.
وفيما أشاد قاسم بصمود الحزب وعجز إسرائيل عن تدميره، قال "سنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية"، وأضاف "ستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع شركائنا في الوطن وفي الطليعة جيشنا الوطني".
وأكد قاسم أن التنسيق بين "حزب الله" والجيش اللبناني "سيكون تنسيقاً عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق".
ودخل اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه برعاية فرنسية–أميركية، حيّز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، وتقضي بنوده التي لم تُنشر رسمياً، بانسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب النهر على أن يتسلّم أيضاً المواقع التي يسيطر عليها حالياً الجيش الإسرائيلي والحزب.