الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم السادس على التوالي في محيط سلاح المدرعات وأحياء الصحافة وجبرة المجاورة له جنوب الخرطوم، فضلاً عن مناطق بري والمنشية شرق مطار الخرطوم، بجانب اشتباكات ومواجهات في الحمور الغربي بشمال دارفور وكردفان وغرب دارفور.
وفي العاصمة السودانية وبحسب شهود عيان، سُمعت أصوات انفجارات قوية وأصوات أسلحة متوسطة وخفيفة في الأحياء القريبة من مدرعات الجيش السوداني جنوب الخرطوم وتصاعدت سحب وأعمدة الدخان في منطقة المقرن بالخرطوم المواجهة لجسري الفتيحاب والسلاح الطبي ومناطق السوق العربي بوسط العاصمة وكذلك في محيط قاعدة الشجرة العسكرية جنوب المدينة، ومحيط سلاح الإشارة بالخرطوم بحري.
وتفقد الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي سير العمليات العسكرية شمال مدينة الخرطوم بحري حيث زار منطقة الكدرو العسكرية وقاعدة حطاب العملياتية، بجانب الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي بولاية نهر النيل.سبق البرهان، عبور والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة من منطقة كرري بأم درمان إلى مدينة بحري، وتفقده منطقة الكدرو العسكرية ومناطق شمال بحري
وفي ولاية نهر النيل المجاورة للخرطوم من جهة الشمال، تمكنت المضادات الأرضية بالفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي من إسقاط ثماني مسيرات انتحارية أطلقتها قوات "الدعم السريع" على المدينة أمس الثلاثاء.
وشهدت ولاية شمال كردفان اشتباكات ومعارك شمال مدينة الأبيض إثر محاولة قوات "الدعم السريع" مهاجمة التحصينات الترابية التي كان يجري تعزيزها خارج المدينة.
وفي دارفور ومع استمرار القصف المدفعي والاشتباكات في الفاشر دارت مواجهات شرسة بين الجيش والقوات المشتركة وقوات "الدعم السريع" في منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور حيث دارت معارك عنيفة بالقرب من مدينة الجنينة عاصمة الولاية، بينما تابع الطيران الحربي للجيش غارات جوية بقصف مواقع "الدعم السريع" شرق الفاشر.وأوضح المتحدث باسم القوات المشتركة أحمد حسين، أن المحور ذاته شهد مواجهات شرسة بين الجانبين بمناطق (مدو والصيَّاح) بشمال دارفور تمكنت فيها القوات المشتركة أيضاً من حسم المعركة لمصلحتها.
وأكد المتحدث، أن قواتهم في قطاع غرب دارفور تمكنت من قطع الطريق أمام رتل لقوات "الدعم السريع" يضم 70 عربة مقاتلة كان متجهاً نحو منطقة كلبس أكبر مدن المنطقة التي يحتمى فيها النازحون من معظم مدن ومحليات وقرى ولاية غرب دارفور، وذلك بعد أن هددت قيادة "الدعم السريع" الإدارات الأهلية بكلبس قبل ثلاثة أيام من تحركها باستباحة المدينة ما لم يقوموا بطرد عناصر القوة المشتركة من المدينة.
وكشف حسين، عن تصدى القوات المشتركة لهجوم جديد من قبل "الدعم السريع" على المحور الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وقتل عدد كبير من القوة المهاجمة.
لكن قوات "الدعم السريع" من جهتها زعمت أنها حققت انتصاراً كبيراً في محور شمال دارفور، بإحباطها محاولة لقوات من الجيش والقوة المشتركة للوصول إلى مدينة الفاشر لإسناد القوات المحاصرة الموجودة.
وأوضح بيان للناطق الرسمي لقوات "الدعم السريع" أنها اشتبكت أمس الثلاثاء مع تلك القوة بالقرب من منطقة المالحة وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بينما لا تزال بقية القوة محاصرة.
في السياق قال المراقب العسكري، عابدين الأمين، على رغم الاختراق الذي أحدثه الجيش بعبوره للجسور الثلاث من أم درمان في اتجاه مدينتي الخرطوم بحري والخرطوم، إلا أن تقدم قواته داخل عمق مدينة الخرطوم ما زال بطيئاً، غير أنه تمكن في الوقت نفسه من الحفاظ على تقدمه وسيطرته على الأراضي التي اكتسبها في هجومه البري الأخير الذي بدأه قبل أسبوع.
وأشار الأمين، إلى أن الجيش ظل يعمل طوال الأشهر الماضية من القتال محتفظاً بالكثير من قوته الصلبة ويعمل بشكل متزامن لتعزيز قوته البشرية من خلال عمليات الاستنفار المتواصلة.