تل أبيب / بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
استهدفت غارات إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية، ولا سيما حارة حريك وبئر العبد، اليوم الثلاثاء، بعد تعليمات أصدرها الجيش الإسرائيلي لإخلاء أربعة أحياء.
وقبل البدء بشنّ الغارات، سُمع إطلاق النار في الهواء لتنبيه السكان لضرورة الإخلاء، حسبما أفاد شهود عيان.
في البقاع (شرق)، استهدفت غارات وصفت بالعنيفة بلدات عدة ولا سيما الهرمل حيث دمّرت منزلاً، وقد هرعت سيارات الصليب الأحمر اللبناني والهيئة الصحية إلى المكان، وأفيد عن وقوع إصابات.
جنوباً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفاً بلدات كفرا، الصوانة، الطيري.
كما تعرّضت أطراف بلدتي ياطر وزبقين (جنوب) لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية الحارقة، ما أدى إلى نشوب حرائق، ترافق ذلك مع قصف مدفعي من عيار 155 ميليمتراً، وسط تحليق كثيف للطيران المسيّر والحربي في أجواء القطاع الغربي في قضاء صور.
ميدانياً أيضاً، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، على منزل في بلدة دبعال - صور، ما أدى الى تدميره وسقوط قتلى وعدد من الإصابات، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".
واستمرت الغارات الإسرائيلية على قرى عدة في قضاءي صور وبنت جبيل، واستهدفت بلدات الطيري، حداثا، صديقين، صريفا، الحنية، المنصوري، رشاف، مجدل سلم، جبال البطم، كفرا، المعلية، أطراف مدينة صور، العباسية، على الطريق الرابط بين بلدتي صريفا وأرزون ما أدى إلى قطعها وتدمير مبنى من ثلاث طبقات.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن غارة إسرائيلية الإثنين على بلدة في منطقة عكار في أقصى شمال البلاد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في الأقل، في هجوم يعد واحداً من الأكثر بعداً من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".
وأفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية بأن المبنى الذي دمرته الغارة كانت تقطنه عائلة نازحة من جنوب لبنان، مشيراً إلى أن الشخص المستهدف هو أحد أفرادها وهو عضو في "حزب الله".
وجاء في بيان وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية على بلدة عين يعقوب - عكار أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية قتلى وإصابة 14 آخرين بجروح.
لكن رئيس بلدية عين يعقوب، ماجد درباس، قال إن 14 شخصاً في الأقل قُتلوا وأصيب 15 آخرون في الغارة الإسرائيلية على البلدة.
وذكر درباس بأن الهجوم استهدف مبنى يقيم فيه 30 شخصاً منهم لاجئون سوريون. وأضاف أن بعض الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت "إرهابياً في (حزب الله)" وإن الصاروخ المستخدم فيها إنما كان الهدف منه تجنب إلحاق الضرر بمدنيين.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أفادت بأن "غارة معادية استهدفت منزلاً في بلدة عين يعقوب" في محافظة عكار، وهي منطقة حرجية وجبلية نائية ذات غالبية من المسلمين السنة ومن المسيحيين.
وأكد رئيس اتحاد بلديات المنطقة التي تتبع إليها القرية روني الحاج أن الغارة استهدفت "منزلاً من طابقين يقطنه نازحون"، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من 100 كيلومتر عن حدود لبنان الجنوبية.
وقال المسؤول المحلي إن "عملية رفع الأنقاض لا تزال مستمرة". وأفاد سكان قرية مجاورة بسماع دوي انفجار قوي وصوت سيارات الإسعاف.
وفيما تتواصل الضربات الإسرائيلية على لبنان، أعرب وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان الإثنين عن موقفين متعارضين في شأن وقف إطلاق النار.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى "بعض التقدم" في اتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً كبيراً ضد "حزب الله" اعتباراً من سبتمبر الماضي.
وقال ساعر رداً على سؤال حول آفاق مثل هذه الهدنة "حصل بعض التقدم"، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي في القدس "نعمل على الموضوع مع الأميركيين".
لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي تولى أيضاً المنصب هذا الأسبوع، قال في منتدى لكبار الجنرالات العسكريين إنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولن يكون هناك توقف في الضربات ضد مقاتلي (حزب الله)".
غير أنه أضاف "إذا ظهرت الإمكانية وتم تقديم اقتراح جيد يسمح لنا بإعلان النصر... فسننظر إليه بالتأكيد على محمل الجد".
ومنذ أواخر سبتمبر، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع "حزب الله".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف العملية يتمثل في دفع "حزب الله" إلى خلف نهر الليطاني. كما تهدف العملية إلى منع الحزب من إعادة التسلح.
وشدد ساعر الإثنين على أهداف إسرائيل وقال إن بلاده "مستعدة" لوقف إطلاق النار إذا لم يكن "حزب الله" على حدود البلاد ولن يكون قادراً على إعادة تسليح نفسه بالأسلحة "التي تأتي من سوريا ومن البحر ومن المطار".
وقال إن إسرائيل تريد التأكد من أي وقف لإطلاق النار سيمنع "حزب الله" من محاولة بناء قدرات جديدة لمهاجمة بلاده. وأضاف "التحدي الرئيس في نهاية المطاف سيكون فرض ما سيُتفق عليه".
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيرات لإخلاء بعض المناطق بحارة حريك والليلكي والغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وامتدت الغارات الإسرائيلية إلى مدن وبلدات في شرق وجنوب لبنان، إذ أكدت الأنباء سقوط شهيدين و6 مصابين جراء غارة إسرائيلية على بلدة الهرمل شرقي لبنان.
وفي الجنوب استهدفت الغارات بلدة كفرا في قضاء بنت جبيل، فيما طال القصف المدفعي بلدات يحمر الشقيف وأرنون والصوانة. وجميعها في جنوب لبنان.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام سقوط شهداء وعدد من المصابين جراء غارة إسرائيلية على منزل في بلدة دبعال جنوبي لبنان.
وأشارت إلى تعرض أطراف بلدتي ياطر وزبقين لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية الحارقة، ما أدى إلى نشوب حرائق، وترافق ذلك مع قصف مدفعي،
وسط تحليق كثيف للطيران المسيّر والحربي في أجواء القطاع الغربي في قضاء صور.
وفي جنوب لبنان أيضا، أفادت الأنباء بأن غارات إسرائيلية استهدفت بلدات الصوانة وكفر رمان والعيشية وكفر دونين، فيما سقط عدد من الجرحى في غارة إسرائيلية بمسيرة على بلدة المروانية.
وفي المقابل، أطلق حزب الله الصواريخ بكثافة كبيرة خلال هذه الأيام ضد أهداف إسرائيلية، بعد حملات التشكيك حول تضاؤل قدراته الصاروخية.
وأشارت الأنباء إلى أن الأمس فقط شهد إطلاق ما يقرب من 230 صاروخا من الجانب اللبناني على إسرائيل.
واليوم الثلاثاء، أعلن حزب الله، استهداف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية. وقال في بيان: «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية».
كما أعلن حزب الله استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرميس 450 في أجواء النبطية وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي انفجار مسيرة في نيشر شرقي حيفا، مؤكدا فتح تحقيق في سبب عدم تفعيل صفارات الإنذار.
وأشارت الأنباء إلى أن صفارات الإنذار دوت في الجليل الغربي وعكا وفي نهاريا ومحيطها خشية تسلل مسيرات.