مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع..إعلان (بيت لاهيا) مدينة منكوبة
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
واصل الجيش الإسرائيلي غاراته المكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم الـ390 من العدوان، ما أسفر عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل ارتكبت 5 مجازر جديدة ضد العائلات في القطاع، حيث بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 102 شهيد و287 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي ارتفعت إلى 43163 شهيدا و101510 مصابا.
وفي ظل القصف المتواصل، أطلقت بلدية بيت لاهيا نداءات استغاثة بسبب الدمار الهائل الذي شهدته المدينة مؤخرًا، محذرة من تفاقم الوضع الإنساني وضرورة تقديم المساعدات العاجلة لإنقاذ السكان المحاصرين.
وأعلنت بلدية بيت لاهيا، اليوم الأربعاء، أن المدينة باتت «منكوبة»، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان نتيجة الحصار المفروض والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال قطاع غزة.
وأفادت البلدية في بيان لها أن المدينة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والمستشفيات وخدمات الإسعاف والدفاع المدني، في ظل انقطاع خدمات الاتصال والمساعدة الطبية.
وأطلقت البلدية نداء استغاثة عاجلا لإنقاذ المدينة، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والعربية بالضغط على إسرائيل لوقف عمليات الإبادة، وفتح
ممرات آمنة لإيصال المساعدات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ القطاع الصحي والخدمات الأساسية في المدينة.
وأكدت البلدية أهمية إدخال معدات الدفاع المدني والإسعافات اللازمة لانتشال الجثث والمصابين من تحت الأنقاض، خاصة بعد ارتكاب عدة مجازر في مناطق متفرقة من بيت لاهيا، ومنها مجازر بمشروع بيت لاهيا، حيث لا تزال جثث الشهداء تحت الأنقاض.
وطالبت البلدية بتوفير الوقود لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي، وكذلك الآليات الثقيلة لفتح الطرق وإزالة الركام، لتيسير حركة الإسعاف والدفاع المدني.
في السياق ذاته، أفادت الأنباء بأن الطواقم الطبية تمكنت، اليوم الأربعاء، من انتشال جثامين 6 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمدنيين في منطقة السودانية شمال غربي غزة.
كما شنت قوات الاحتلال غارات على مناطق أخرى من القطاع، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية غرب حي الصبرة، وشنت غارات جوية على حي الزيتون، مستهدفة مواقع سكنية من بينها عمارة الخولي.
وفي جنوب القطاع، استشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفلة وامرأتان، في قصف استهدف منزلًا لعائلة الفرا في خان يونس. كما أصيب 7 في قصف استهدف منزلًا لعائلة البردويل في رفح، حيث واصلت الزوارق الحربية الإسرائيلية إطلاق النار تجاه خيام النازحين.
وأسفر القصف المدفعي الإسرائيلي على شرق مخيم المغازي، وسط القطاع، عن إصابات عديدة.
وفي وقت سابق، استشهد 3 فلسطينيين في قصف مروحي استهدف خيمة للنازحين في دير البلح.
ويشهد شمال القطاع تصعيدًا عسكريًا، حيث يتواصل القصف المدفعي على مناطق غرب بيت لاهيا ومخيم جباليا، مع توغل قوات الاحتلال وفرض حصار خانق منذ 26 يومًا على مناطق جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون.
من جهتهم قال مسعفون اليوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 20 فلسطينياً قُتلوا جراء سلسلة من الضربات الإسرائيلية على أنحاء قطاع غزة.
ولقي ثمانية أشخاص حتفهم في ضربة على منطقة السلاطين في بيت لاهيا بشمال غزة، قرب المنطقة التي قالت وزارة الصحة في القطاع إن 93 شخصاً على الأقل قتلوا أو فقدوا فيها جراء ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزلا متعدد الطوابق أمس الثلاثاء. ووصفت الولايات المتحدة الهجوم بأنه «مروع». ولم يصدر تعليق بعد من الجانب الإسرائيلي على أي من الضربتين.
وقال الدفاع المدني في غزة إن عملياته معلقة بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع على شمال القطاع. وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية في الشمال تهدف إلى القضاء على حركة (حماس)، التي أعاد مقاتلوها تنظيم صفوفهم في هذه المنطقة في الحرب المستمرة منذ عام.
وأرسل الجيش الإسرائيلي دبابات إلى بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، حيث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة ومحور تركيز الهجوم الجديد. وفي الوقت ذاته، قال مسعفون إن ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين قتلوا في وقت سابق من اليوم الأربعاء جراء ضربات إسرائيلية على جنوب ووسط غزة. كما قال مسعفون وسكان إن غارة إسرائيلية على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين قرب عيادة.
سياسيا كشف مصدر مطلع على المفاوضات، اليوم الأربعاء، أن الاجتماعات بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، والتي انتهت، الاثنين، ناقشت هدنة "لأقل من شهر" في غزة، حسب ما نقلت فرانس برس.
كما أضاف أن هذا المقترح يشمل تبادلا للمحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى زيادة المساعدات للقطاع.
وكان سامي أبو زهري، القيادي البارز في حماس أعلن أمس الثلاثاء، أن الحركة تدرس مقترحات جديدة من الوسطاء (أميركا، ومصر وقطر) لإنهاء الحرب.
لكنه كرر موقف الحركة المتمسك بالانسحاب الإسرائيل الكامل من القطاع، وهو طلب رفضته تماما إسرائيل خلال الفترة الماضية.
في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدوره يوم الاثنين أنه لن يوافق إلا على اتفاق جزئي وليس على إنهاء الحرب.
أتت تلك التصريحات بعدما اجتمع مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري يوم الأحد، في الدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
يذكر أن حوالي 50 أسيرا إسرائيليا (من بين 100) ما زالوا محتجزين، على قيد الحياة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، بعدما أسرتهم حركة حماس إثر هجومها المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
في حين تضم السجون الإسرائيلية آلاف الأسرى الفلسطينيين، بعضهم لم يخضع لأي محاكمة.