الغارات الإسرائيلية تركز على البقاع وصور الأقمار الاصطناعية تكشف دمارا واسعا
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
دوّت صفارات الإنذار، صباح اليوم الثلاثاء، في مناطق واقعة شمالي إسرائيل، خشية إطلاق صواريخ أو مسيرات من لبنان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن صفارات الإنذار دوّت صباح اليوم في الجليل الأعلى ونهاريا وعسقلان، خشية تسلل مسيرات.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قوله إن الجيش اعترض طائرة بدون طيار عبرت من لبنان.
وأعلن الجيش أن مسيرة وصلت إلى الجليل الغربي قادمة من لبنان سقطت بمنطقة مفتوحة في نهاريا، وتم رصد شظايا متساقطة في أرجاء المكان، مشيرا إلى أنه بعد التحقيق الأولي، تبيّن أن المسيرة التي سقطت في منطقة مفتوحة في وقت سابق اليوم في عسقلان انطلقت من اليمن.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فقد أصابت شظايا مسيرة محطة القطارات في نهاريا.
وكان حزب الله قد أعلن في بيان إنه شن في وقت سابق من مساء الإثنين هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع لآليات إسرائيلية في مستوطنة المنارة، وكذلك استهدف تجمعا آخر في كسارة كفرجلعادي.
وقال حزب الله إنه شن الهجمات «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه».
وقد أفادت الأنباء باستشهاد 63 شخصا وإصابة العشرات جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على منطقة البقاع في لبنان، أمس. كما أوضح أن الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية جديدة على بلدة قصرنبا في البقاع.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، صباح اليوم، إن الطيران الحربي الإسرائيلي، شن غارات على خراج بلدة السريرة وعلى قليا في منطقة جزين، ومنزلين في الدوير، وهما منطقتين في جنوب لبنان.
كما ذكرت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي أطلق نيران رشاشاته الثقيلة على بلدات الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة.
إلى ذلك أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى دمار كبير في أكثر من 12 بلدة وقرية حدودية حتى تحول عدد منها إلى مجموعات من الحفر الرمادية.
وكانت كثير من هذه البلدات مأهولة بالسكان منذ قرنين من الزمان في الأقل قبل أن تصبح خالية الآن بسبب القصف الإسرائيلي.
وتشمل الصور، التي قدمتها شركة (بلانت لابس) لـ"رويترز"، بلدات في ما بين كفركلا في جنوب شرقي لبنان وجنوباً لما بعد قرية ميس الجبل، ثم غرباً لما بعد قاعدة تستخدمها قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) ووصولاً إلى قرية لبونة الصغيرة.
وقال رئيس بلدية ميس الجبل التي تعرضت للهجمات الإسرائيلية عبدالمنعم شقير، "هناك منازل قديمة جميلة عمرها مئات الأعوام، قصفت آلاف القذائف المدفعية ومئات الغارات الجوية البلدة"، وأضاف "من يدري ما الذي سيبقى واقفاً في النهاية؟".
وقارنت "رويترز" بين صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت في أكتوبر 2023 بتلك التي التقطت في سبتمبر الماضي وأكتوبر الجاري، وتقع عدد من القرى التي لحقت بها أضرار واضحة على مدار سبتمبر الماضي على قمم تلال تطل على إسرائيل.
وكثفت إسرائيل الغارات على جنوب لبنان ومناطق أخرى سبتمبر الماضي بعد قرابة عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، وتوغلت القوات الإسرائيلية براً في المناطق الجبلية على الحدود مع لبنان واشتبكت مع مسلحي "حزب الله" في بعض البلدات.
وقالت وحدة إدارة أخطار الكوارث في لبنان، التي تتابع أعداد القتلى والمصابين والهجمات على بلدات بعينها، إن البلدات التي اطلعت "رويترز" على صورها وعددها 14، تعرضت لإجمالي 3809 هجمات إسرائيلية خلال عام 2023.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على أسئلة من "رويترز" عن حجم الدمار.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري في الـ24 من أكتوبر الجاري إن إسرائيل قصفت أكثر من 3200 هدف في جنوب لبنان.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم بلدات في جنوب لبنان لأن "حزب الله" حول "القرى المدنية إلى مناطق قتال حصينة" يخفي فيها أسلحة ومتفجرات ومركبات، وينفي "حزب الله" استخدام البنية التحتية المدنية في شن هجمات أو تخزين أسلحة، كما ينفي سكان تلك البلدات هذا الادعاء.
وقال مصدر مطلع على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان إن القوات تهاجم بصورة ممنهجة بلدات بها نقاط مراقبة إستراتيجية مثل محيبيب، وذكر أن إسرائيل "تعلمت الدروس" بعد آخر حرب لها مع "حزب الله" عام 2006، ومن بينها هجوم المسلحين من على قمم التلال على القوات التي توغلت براً في وديان جنوب لبنان. وأضاف "لهذا السبب يستهدفون هذه القرى بشدة، حتى يتمكنوا من التحرك بحرية أكبر".
وأظهرت أحدث صور لقرية كفركلا سلسلة من البقع البيضاء على طريق رئيس يؤدي إلى بلدة. وكشفت الصور الملتقطة عام 2023 الطريق نفسه محاطاً بالمنازل والنباتات الخضراء مما يشير إلى أن المنازل تعرضت للتدمير.
وتعرضت كتلة كاملة قرب مركز قرية ميس الجبل على بعد 700 متر من الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة ويفصل بين إسرائيل ولبنان، لدمار كبير.
وبدت المنطقة، التي تبلغ مساحتها نحو 150 متراً في 400 متر عرضاً وطولاً، وكأنها بقعة من الرمل البني مما يشير إلى أن المباني هناك قد سويت تماماً بالأرض، وأظهرت صور التقطت في الشهر نفسه من عام 2023 حياً مكدساً بالمنازل.
وتقول حكومة لبنان إن ما لا يقل عن 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية، وقتل أكثر من 2600 على مدى عام 2023 معظمهم لاقوا حتفهم في سبتمبر الماضي.
بدوره، أعلن "حزب الله" عن استهداف قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية شمال غربي حيفا بصواريخ نوعية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" أطلق اليوم نحو 115 "مقذوفاً" من لبنان على شمال إسرائيل.
واستهدفت غارات إسرائيلية مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، عقب إنذارات إخلاء للسكان، بعدما أوقعت ضربات فجراً سبعة قتلى، وفق وزارة الصحة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام فإن الطيران الإسرائيلي شن غارته الأولى بعد التهديد على مدينة صور واستهدفت شقة سكنية في شارع أفران بحر، ثم تحدثت لاحقاً عن "سلسلة غارات" إسرائيلية طاولت المدينة. وأوضحت الوكالة أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون في غارة إسرائيلية على بلدة الرمادية في صور.
وتصاعد الدخان من المواقع المستهدفة، وأحدها مبنى على الكورنيش البحري فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرها صحافيون محليون غارات متزامنة تستهدف المدينة، وفق "وكالة الصحافة الفرنسية".
وتلقى اتحاد بلديات صور في وقت سابق اتصالاً من متحدث باللغة العربية طلب خلاله إبلاغ السكان في أربعة شوارع في الأقل بضرورة إخلاء منازلهم، وفق ما ذكره مصدر في اتحاد البلديات.
وإثر الاتصال، أوعز الاتحاد إلى الدفاع المدني، "الطلب ممن تبقى في المدينة عبر مكبرات للصوت بضرورة إخلاء هذه المناطق، مما خلق حالة من الهلع والذعر".
بعدها، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة "إكس" تعليمات إخلاء طلب فيها من السكان "الابتعاد فوراً إلى خارج المنطقة المحددة بالأحمر والتوجه إلى شمال نهر الأولي"، مرفقاً بخريطة توضح المنطقة المستهدفة. وقال إن "أنشطة ’حزب الله‘ تجبر جيش الدفاع على العمل ضده وبقوة إذ لا ننوي المساس بكم".
وجاء ذلك عقب غارات مماثلة طاولت فجراً وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 17 آخرين بجروح، وفق حصيلة وزارة الصحة.
وبدا مبنى سكني منهاراً بالكامل أثناء إجلاء مسعفين رجلاً على حمالة بينما أزال آخرون الركام الذي يتصاعد منه الدخان.
وتعرضت مدينة صور المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو لضربات إسرائيلية عنيفة الأسبوع الماضي ألحقت دماراً واسعاً في وسطها.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن طهران ستستخدم كل الأدوات المتاحة للرد على الهجوم الذي شنته إسرائيل عليها يوم السبت الماضي.
في الأثناء، تقدّم العراق رسمياً بمذكرة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي "تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل بـ "استخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق ما قال الناطق باسم الحكومة في بيان.